شبكة ذي قار
عـاجـل










فوز ( دونالد ترامب ) في انتخابات الرئاسة الامريكية عن الحزب الجمهوري صدم الغالبية لمخالفته كل التوقعات واغلب الاستطلاعات، وقد ادى هذا الفوز المزلزل الى تباين المواقف، بين خائف ومحذر من خطورة عهد ترامب رجل الاعمال الملياردير الذي وصف بـ"العنصري الابيض المتطرف والارعن والصلف والفظ والسوقي وقليل الخبرة في السياسة، والكاره والرافض لوجود الاجانب والمهجرين، المسلمين والعرب داخل الولايات المتحدة" وبين مرحب ( وهم قلة ) بمجيء رئيس مختلف كلياً عن سلفه التقليدي المتردد والضعيف وبالذات فيما يخص الارهاب الذي انتشر لسياسته المتراخية مع الدول الراعية له ومع ايران النووية والاسلام السياسي المتطرف. ومن الطبيعي ان يكون الاهتمام الاساسي لترامب وادارته .. هو الوضع الداخلي وترتيب البيت الامريكي، والسياسة الخارجية هي امتداد لسياسته الداخلية و"انه رئيس لكل الامريكان"! هذا ما اكده ترامب وكذلك مستشاره، عمدة نيويورك السابق ( رودي جولياني ) بقوله" ان اهتمامنا هو الوضع الداخلي الامريكي وسنبتعد عن سياسة حل مشاكل الاخرين على حساب الامريكان"؟! والمسألة الاخرى التي اكدها وهي من الثوابت لدى كل الرؤساء ومن كلا الحزبين ( الديمقراطي والجمهوري ) وهي .. رعاية المصالح الامريكية، ودعم بقاء وقوة وتفوق اسرائيل! اما الوضع الكارثي في العراق الغارق بدماء ابنائه وبالخراب والفساد والفوضى والظلامية، نتيجة سياسة الولايات المتحدة العدائية واحتلالها المدمر له عام 2003 وتسليمه لايران والذي جاء امتداداً لعدوان ثلاثيني بقيادة امريكية عام 1991 مع حصار استمر لاكثر من 12 عاماً .. هذا الوضع لعراق اليوم ومنذ احتلاله هو ما يهمنا استشراف صورته في ظل سياسة ادارة ترامب التي ستباشر مهامها بعد 20 كانون ثاني ـ جنوري 2017 لاسيما وان اوضاع العراق والشرق الاوسط حالياُ سببها ومن يتحمل مسؤوليتها هم الامريكان! وقد تناول ترامب ذلك خلال الحملة الانتخابية وبعد فوزه، وان جاء بعد الارهاب وسرعة القضاء عليه ( ساحة الحرب عليه اليوم هي العراق وسوريا ) ! الذي تصدُركل الاهتمامات اذ قال "من البلادة محاربة داعش وبشار اسد في آن واحد لان الارهاب يمثل مشكلة اكبر من الرئيس الاسد، ومشكلتنا مع داعش وليس مع الاسد؟!" ومحاربة داعش في سوريا يتطلب التفاهم مع الروس ابرز حلفاء بشار الاسد، وهذا ما يفسرالتناغم بين بوتن وترامب!، ومن دول المنطقة المؤثرة في الحرب على داعش وعلى مجمل الاوضاع .. تركيا وهي من حلفاء امريكا القدامى وتشكل ثاني اكبر قوة عسكرية بعد الولايات المتحدة في الحلف الاطلسي، وان اكبر القواعد العسكرية الامريكية في الشرق الاوسط هي ( انجرليك ) في تركيا، فانقرة حسب مرشح ترامب للامن القوي ( مايكل فلين ) .. مهمة وحتى انه قال "سنسلم غولن للسلطات التركية؟!" وبالنسبة للاتفاق النووي مع ايران، وعرابه سلفه اوباما ورعاته الدول الاوربية، فان ترامب غير راض عنه مع ورود اشارات الى احتمال ألغائه؟! وان جميع معاونيه وممن اختارهم لابرز الوزارات والمسؤوليات، من العنصريين والمتطرفين والمحافظين المتزمتين، وهم يشتركون في موقف حاد ومتشدد من ايران وضد الاتفاقية النووية وسياسة طهران التوسعية! وتطورات الموقف الامريكي والتغييرات المتوقعة في سياسة الادارة الجديدة سيؤثر بالتأكيد على الوضع في العراق، وكذلك العلاقات الامريكية ـ الخليجية التي اصابها الفتور في عهد اوباما بسبب ميلانه باتجاه طهران! فثروات ونفط دول وامراء مجلس التعاون الخليجي يسيل له لعاب ترامب وكل الامريكان وحكام الغرب، ومن هذه الزاوية ينظر الى العلاقات مع العرب وفي المقدمة السعودية وشقيقاتها!وهذا مايمكن ان يكون وراء الاستعجال في موافقة الكونغرس على قانون ( جوستا ) لمعاقبة الدول التي تمارس او تدعم الارهاب؟! وعن الكويت، على سبيل المثال، قال ترامب "على الكويت ان تدفع نصف نفطها لدعمنا لها عام 1991".

فالملفات اعلاه متشابكة ولها تأثيرها على الملف العراقي الذي تناوله ترامب في اكثر من مناسبة واهمها في حديثه في ولاية بنسلفانيا في 19 ـ11ـ 2016، وابرز ما قاله :

1ـ العراق لم يكن يمتلك اسلحة محرمة وبوش يتحمل مسؤولية ماجرى في العراق، وان اعدام الرئيس صدام حسين خطأ، كان دكتاتوراً لكنه كان يحارب الارهاب!

2ـ سنأخذ من الحكومة العراقية ثمن كل من قتل من الجنود الامريكان في العراق! وسنساعد الشعوب للتخلص من حكامها العفنيين!!.

3ـ داعش خلقها الساسة الامريكان ومعهم بعض المرتزقة من الحكام العرب والعراق.

4 ـ العراق بعد تحرير الموصل مقبل على تطورات خطيرة، وعليً والحكومة الامريكية ان نعيد النظر في سياستنا مع العراق ودول الخليج العربي.

5 ـ واكد ابرز مستشاريه ( رودي جولياني ) بقوله: " .. سنعمل على تصحيح بعض الاخطاء لاسيما المشاكل المتعلقة بالوضع العراقي" واضاف " تغيير نظام صدام حسين دون وجود خطة لمستقبل البلد سهٌل الطريق امام الاحزاب الاسلامية المتشددة للسيطرة على مفاصل الدولة، تزامناٌ مع محاولات الكرد التوسع جغرافياً على حساب باقي المناطق العراقية"! واضاف "ان هذه الاخطاء شكلت اساءة لسمعة الولايات المتحدة، لذا يجب وضع حد لهذه الاحزاب من جهة والمشاريع التوسعية الكردية من جهة اخرى، من خلال قيام حكومة مدنية تديرها شخصيات عراقية مقبولة وعبر انتخابات حرة ونزيهة وليست صورية، مع حرصنا على عدم تدخل المؤسسات الدينية والدول الاقليمية في اي انتخابات تجري في العراق مستقبلاً".

العراق والتغييرات المتوقعة !

هناك تغييرت بالنسبة للعراق تم التأكيد عليها، واعتراف ترامب وبعض معاونيه بارتكاب اخطاء ازاء العراق اساءت لسمعة الولايات المتحدة التي تعهد بانه " سيعيد لامريكا عظمتها"! وان عهد ترامب الجديد سيشهد تغييرات في السياسة الخارجية الامريكية تجاه اكثر من ملف، وما يهمنا ويشغلنا هي وضع العراق و تأثير ملفات المنطقة العربية المتشابكة، والتساؤل المطروح هنا عن ماهية ونوع وحجم التغييرات، هل ستكون شكلية تقتصر على التعديلات والرتوش للاوضاع القائمة، ام تغييرات جذرية شاملة؟ ومن خلال ما تقدم يمكن تصور اكثر من سيناريو للتعامل مع الوضع في العراق امام ادارة ترامب، وابرزها الاتي :

اولاً: من المعروف عن الرؤساء الامريكان تقلبهم وعدم ألتزامهم بأغلب ما يعدون ويصرحون به في الحملات الانتخابية لا بل ان بعضهم يمارس العكس ولايمكن محاججته بالتصريحات والاشارات التي سبقت ممارسته السلطة رسميا وقيلت لاغراض دعائية! وانطلاقا من ذلك فان التغييرات في السياسة الخارجية لادارة ترامب تجاه العراق ستكون تغييرات بسيطة .. لا تشمل العملية السياسية برمتها مع فسادها المشخص وتبعيتها لايران ومشاركتها في خلق داعش وتحويل العراق الى ساحة للمليشيات المسلحة وبما يغذي ويمد في بقاء الارهاب ومخاطر انتشاره، وهنا ستكون هناك اصلاحات هامشية ورتوش لتحسين الصورة البائسة للسلطة ووجوها الفاسدة ووقف انهيار العملية السياسية التى اقامتها واشنطن وارادتها ان تكون الانموذج الديمقراطي في المنطقة! وذلك باجراء انتخابات والمجيء بوجوه اخرى مقبولة! مثل ( اياد علاوي؟! ) كما نوه بذلك ( جولياني ) ابرز معاوني الرئيس والحرص على نزاهة الانتخابات وعدم السماح للمؤسسات الدينية ( مرجعية النجف وقم وغيرها ) وكذلك الدول المحيطة ( ايران بالذات ) وهذا السيناريو مرتبط بتطورات الموقف الامريكي المرتقب من ايران وسياستها وبرنامجها النووي! وهو ان تم فيعني بقاء حال العراق المآساوي واستمرار الفوضى وعدم الاستقرارفي المنطقة واستمرارالارهاب وانتشاره بشكل اوسع واخطر.

ثانياً: استمرار تنفيذ مخطط تفتيت المنطقة برسم خارطة جديدة للشرق الاوسط والذي ابتدأ باحتلال العراق وتدميره واضعافه وتفتيته، بمشاركة ايران والسيطرة على ثروته النفطية والبقاء قرب ابار النفط وتقسيمه وفق خطة ( جو بايدن ) نائب الرئيس اوباما، يتطلب من ادارة ترامب استمرار التفاهم الامريكي ـ الايراني لا سيما وان رجل الاعمال ترامب لم يخف انه ستكون لخدمات وحماية الولايات المتحدة البلدان اثمان باهضة، وبأثر رجعي، مع هضم لحقوق الدول والشعوب المظلومة بفعل امريكي والتي سحقتها السياسة العدوانية الامريكية ( فهذا خارج الاهتمام الامريكي اذا كان الطرف المقابل ضعيفاً ) ؟!! كقوله :ـ "على الكويت ان تدفع نصف نفطها لدعمنا لها عام 1991!" وهذا ما قاله للسعودية ودول الخليج عامة، وبالنسبة للعراق قال "سنأخذ من الحكومة العراقية ثمن كل من قتل من الجنود الامريكان في العراق "يضاف الى ان الكونغرس الامريكي قد صادق مؤخراُ على قانون ( كوستا ) لمعاقبة الدول التي تمارس الارهاب او تدعمه والذي قيل عنه انه فصل على مقاسات السعودية وامثالها من دول الخليج!، فاذا كان التوجه هكذا فسيبقى العراق بفوضاه وتحت رحمة ملالي ايران وسيبقى نفطه وثرواته نهباً لهؤلاء! واذا كان النفط هو الدافع الاساس لاحتلال العراق وتدميرة ومواصلة تمزيقه، فما ادرانا اذا اقدم ترامب على احتلاله ثانية وتكثيف تواجد قواته ومرابطته قرب اباره الغزيرة وعلى مقربة من منابع نفط الخليج؟!!

ثالثاً: اذا كانت الادارة الجديدة مهتمة، حسب تأكيد ( جولياني ) بالعمل على تصحيح "بعض الاخطاء والمشاكل المتعلقة بالوضع في العراق نتيجة تغيير نظام صدام دون وضع خطة لمستقبل البلد مما سهُل الطريق امام احزاب الاسلام السياسي للسيطرة على مفاصل الدولة تزامنا مع التوسع الكردي جغرافياً على حساب المناطق الاخرى"!وما شكلته هذه الاخطاء من اساءة لسمعة الولايات المتحدة، لاسيما وان ترامب معني بالتصحيح وفق تعهده بـ "اعادة عظمة امريكا " وهذا لايتم باقامة حكومة مدنية بذات الوجوه العفنة والفاسدة المشاركة في العملية السياسية والتي اثبتت خلال اكثر من 13 عاماً من التربع على السلطة فشلها الذريع وانحدارها بالبلاد نحو التأخر والجهل والفقروالامية والظلامية وتشريد الملايين بانتهاج سياسة دموية وطائفية دمرت البلاد واغرقتها بالدماء وسلمتها الى الفرس، كما لايمكن ضمان نزاهة انتخابات تجرى في ظل سلطة هؤلاء، وضمان عدم تدخل المرجعيات الدينية ودول الجوار وعلى الخصوص النظام الايراني!. فتصحيح الاخطاء المرتكبة ضد العراق وشعبه تتطلب حلولاً جذرية ومواقف حادة وقطعية صريحة من احزاب الاسلام السياسي وتدخل المرجعيات الدينية وسياسة ملالي ايران العدائية والتوسعية على حساب الجوار العربي وما تسبب فيه نهجها الطائفي ومارافقه من انشاء المليشيات المسلحة اذ تجاوز عددها الـ 100 ميليشيا على الساحة العراقية فقط؟! فضلاً عن رعايتها ودعمها لداعش والقاعدة وغيرها والتي تسببت في اتساع الفوضى والارهاب وانتشاره في دول متعددة!

رابعاً: يقر الرئيس المنتخب ترامب .. من ان العراق بعد ( معركة تحرير الموصل ) مقبل على تطورات خطيرة وعلى ترامب وادارته اعادة النظر بسياسات الولايات المتحدة مع العراق ودول الخليج! وهو وان لم يتوسع فانه يقصد .. تمزيق العراق بين الطامعين فيه من دول الجوار اضافة الى الاكراد، تركيا من جانب متواجدة على الارض العراقية ولديها اطماعها بحجة حماية التركمان ومصالحها وتأمين حدودها، وايران الساعية لانشاء ممر من حدودها مع العراق عبر ديالى ومروراً بجنوب كركوك عبر الشرقاط وصولاً الى غرب الموصل وجنوب سنجار مما يربط ايران بالبحر المتوسط، وهذا سيعزز سيطرتها على العراق وسوريا والمنطقة عموماً، واعادة النظر في السياسات الامريكية في العراق ودول الخليج يفهم منها وضع حد للتمدد الايراني في العراق والمنطقة ووضع حد للمخاطرالفارسية المحدقة بدول الخليج التي مازال حكامها يعتبرون انفسهم من الحلفاء المقربين للامريكان!وتمكين هذه الدول وبالذات العراق الذي كان قبل الاحتلال عام 2003 المصد القوي بوجه الاطماع الايرانية على حساب العرب .. تمكينها من الاستعداد لمواجهة ما سيتهددها من مخاطر، فضلاً عن ان تحقيق ذلك سيكون عاملاً بوجه الارهاب والقضاء عليه.

خامساً: ان الامريكان وادارة بوش ومن خلفه يتحملون مسؤولية ماجرى للعراق من فظائع وما حل به من وضع كارثي، وهم من سلًمه للايرانيين، وهم وراء هذا التمدد التوسعي الفارسي، وهم شركاؤه في الفوضى التي تعم المنطقة، وكذلك يتحملون مسؤولية ظهور الارهاب من، القاعدة وحتى داعش وانتشار مخاطره في اكثر من ساحة دولية، والتكفير عن الاخطاء ممكن رغم تأخره، وهو بالنسبة للعراق .. رفع اليد عن العملية السياسية والعمل على ألغاء كافة القوانين والتشريعات والقرارات الجائرة واعادة المفصولين والمشردين والمهجرين ومساعدة الشعب العراقي وقواه الوطنية المقاومة من طرد الايرانيين من الاراضي العراقية، وتهيأة الظروف وتحت حماية دولية من اجراء مصالحة وطنية حقيقية يشارك فيها جميع العراقيين بكل فصائلهم واحزابهم وقواهم ومن كل المذاهب والاعراق ودون استثناء او استبعاد اي طرف بما في ذلك احزاب العملية السياسية الحالية رغم فسادها وعمالتها، وتشكيل حكومة تكنوقراط مدنية من المستقلين لفترة انتقالية تجري بعدها انتخابات تحت اشراف دولي وبدون اجتثاث او استبعاد اي طرف، وسوى ذلك لايخرج عن دائرة الترقيعات الشكلية والاصلاحات الزائفة والتي ستزيد من معاناة الشعب العراقي، ولن تكفر للامريكان اخطاءهم او تعفيهم عن مسؤولية ما حل بالعراق والمنطقة من وضع كارثي وما تسبب في ظهورالارهاب وانتشار مخاطره.

سادساً:ـ نخلص الى .. ان هناك تغييرات في السياسة الامريكية ازاء العراق ودول الخليج العربي ولكنها ليست التغييرات الجادة المطلوبة، فالادارة الجديدة يهمها السيطرة على نفط المنطقة ووضع اثمان باهضة على من يحتاج الحماية الامريكية، ومعروف ان الخليجيين يدفعون للامريكان وحتى القواعد العسكرية الامريكية الموجودة في الكويت وقطر والبحرين تتحمل تكاليفها هذه الدول كما ان مليارات الدولارات الخليجية الرسمية والخاصة بالامراء في البنوك الامريكية والغربية، وانها في الولايات المتحدة تدخل ضمن الخزينة الرسمية و جزء من الدخل القومي الامريكي؟! فالعراق اليوم ينهب من قبل المتسلطين المرتبطين بايران ومعهم حكام طهران وان فائدة واشنطن من الوجود في العراق ودعم السلطة غير مقنعة ولا مربحة للامريكان لاسيما وانهم يدّعون ان احتلال العراق قد كلفتهم 4 ترليون دولار!، وليس من المستبعد ان يطالب بذلك ترامب او انه سيضع اليد على النفط العراقي! وهذا يتطلب ابعاد ايران عن الساحة العراقية، وابعاد اتباعها عن السلطة! ان الخلاص الحقيقي والمطلوب لايتم على يد الامريكان سواء جاء ترامب اوغيره وانما على يد العراقيين، فرحم العراقيات مازال يجود بالرجال الرجال، كما ان على دول الخليج العربي والدول العربية موحدة ان تخرج من دائرة الضعف والذل والخنوع وذلك بصياغة استراتيجيات لمواجهة الاعداء فضلاً عن ضرورة دعم العراقيين الوطنيين والمقاومة البطلة لكسر شوكة الفرس واعادة الهيبة للعقال العربي، فلم هذا الاستسلام؟! فالولايات المتحدة ومصالحها بحاجة للعلاقات مع العرب، وكلما كنا مؤثرين الى جانب موقف موحد وقوة وثروات طائلة، كلما بعد عنا الطامعون وتجنبتنا القوى الاخرى على العكس مما نحن فيه اليوم من تشرذم وتباعد وخيانات، فهذا مع الاميركان وذاك مع الايرانيين مما اوغلوا في ذبحنا واذلالنا وطمس حقوقنا ونهب ثرواتنا.وان المراهنة على ترامب وادارته في تغييرالسياسة الخارجية الاميركية .. غير مجدية لانها " سياسة يمينية متطرفة "حسب الكاتب ( روبرت كانان ) مؤلف كتاب ( العالم الذي صنعته امريكا ) وترسمها اكثر من جهة وما الرؤساء سواء كانوا ديمقراطيين ام جمهوريين فهم ليسوا سوى منفذين! ويبقى ان العراق سواء تغيرت سياسة واشنطن ام لا مقبل على تغيير لامحال، فالعملية السياسية في طريقها الى السقوط والشعب العراقي لن يصبر اكثر وان المنطقة بشكل عام مقبلة هي الاخرى على تطورات، وان السكوت على الاستهتار الايراني وسياسة الفرس الطامعة والمدمرة لن يطول هو الاخر وكل ذلك يصب في مصلحة العراق وهذا ما ستنتبه له ادارة ( ترامب ) ان سمي رئيساً فهناك من يتوقع اغتياله او تنحيته بطريقة ما، وعلى هذه الادارة ومن مصلحتها ان تكون هي المبادرة بدعم التغيير في العراق.





الثلاثاء ٢٩ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة