شبكة ذي قار
عـاجـل










هوى يوم أمس شيخا جليلا وعلما نافعا وشرحا كافيا وخلقا ساميا وأنسانا راقيا. رجل صافي الروح ..طيب الصفات.. عذب الطبع.. نبيل المفاصد.. .أماما بالصدق والهدى موسوم ..باحثا عن الحقائق العلمية حتى لو كانت بين القمر والنجوم ..سائرا في طريق الحق بشجاعة وورع حتى لو تعرض لأشد الضغوط وتجرع أقوى السموم ..فهو لا يخشى في الله لومة لائم .ولا يحيدعن ايمانه أمام أقسى الظروف حيث اعلن المجمع الفهي العراقي لكبار علماء الدعوة والأفتاء وفاة مفتي الأنبار الشيخ مكي حسين الكبيسي وهو في قمة عطاءه وواسع نبوغه . ولد الفقيد في ناحية كبيسة عام 1956رومن عائلة متدينة قدمت في سبيل اعلاء كلمة الله ثلاثة من خيرة العلماء الأفاضل وهم الشيخ عبدالله والشيخ سعيد والفقيد مكي وكان والدهم المرحوم حسين حمدان الكبيسي رجلا تقيا متدينا ومنفتحا غرس في نفوس ابناءه التربية الدينية القويمة وحسن الظن بالله والمحافظة على اداء العبادات وفق هدي سيدنا المصطفى عليه الصلاة والسلام فكانت شجرة طيبة اصلها ثابت وفروعها بين الناس تدعوا وتُيَصّر وتُهدي الى طريق الحق المبين.تعرفت على الفقيد مكي رحمه الله منذ كنت طالبا في الدراسة الأبتدائيه وجالسته كثيرا وعرفت فيه سمو خلقه وطيبة سجاياه وصراحة اقواله ورافقته مذ كنا فتيان صغار الى الجامع الغربي للصلاة وقراءة القرآن وكنت راغبا في الألتحاق معه الى نفس المدرسة الدينية لكن للاسف لم تكن من نصيبي . درس الشيخ مكي حسين الكبيسي واخويه علوم الدين بعد تخرجهم من الدراسة الأبتدائية على يد الشيخ الأكرم والأجل حبر العلوم وبحرالمعرفة الشيخ عبدالستارالملا طه الكبيسي مدير اول مدرسة علمية دينية في الجامع الغربي من مدينة كبيسة ونهل الشيخ مكي من هذه المدرسة الراقية ومن معلمهم الأول ومن اصولها الأولى علما وأدبا وشرعا حتى ابدع رحمه الله في كافة الحقول العلمية والشرعيه مدرسا وواعظا وأماما فذاع صيته وعلا ذكره وزاد قدره بين الناس في مجالسهم وجوامعهم ومساجدهم فأحبوه وتعلقوا بأحاديثه وكرم سجاياه وورعه وجميل فكره وانفتاح رؤاه فكانت الناس تقصده وتطرق بابه سائلة عن مسألة دينية او سامعه لمحاضرة علمية او باحثة عن أجابة في موضوع شرعي . واليوم بفقدانه فقد العراق والأمة الأسلامية واحدا من المع علمائها وأكبرهم قدرا وأوسعهم معرفة . وبفقدانه سيترك هذا الشبخ الجليل فراغا كبيرا في اماكن العباده وفي نفوس طالبيه وفي قلوب محبيه . رحم الله الشيخ الجليل وغفرله ورضى عنه فقد عرفناه شيخا بارا لدينه ولوطنه حمل أمانة الدعوى الى الله وعاش في خدمة الدين وقيمه وغاياته ومقاصده وقضى سنوات عمره محافظا عليها محدثا في أفكارها وعلومها حريصا على ثوابتها باحثا فيها بأمانة وأخلاص واستمرت جهوده ومناهجه بدون انقطاع حتى نال رضى الله ومحبة عباده فأختاره الله في عليين .

أأبكيك يا نبيل المقاصد      ويا وسيم المنظرا
وهل يعيد البُكى من         كان قد وارى الثرى
نم قرير العين لاتخشى     فقد أبكيت المنبرا





الاحد ١١ ذو القعــدة ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / أب / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة