شبكة ذي قار
عـاجـل










يروي الأديب السوري الساخر شريف الرأس فيقول انه في احدى ساعات التدريس المدرسي أيام الانتداب الفرنسي على سوريا،
كان المدرُس الفرنسي يشرح لتلامذته مبادئ الثورة الفرنسية المتمثلة بـ الحرية والآخاء والمساواة حين سأله احد التلامذة وبعفوية :
لماذا إذن تستعمروننا ولا تطبقوا هذه المبادئ علينا؟

ارتبك المدرُس ولم يجد ما يقوله للسائل سوى :
هذه المبادئ وُجِدٓت لأجلنا نحن الفرنسيين ولم توجد لكم.

تقودني هذه  (الحدُوته ) كما يقول المصريون إلى التطرق لما جرى مؤخراً في تركيا والموقف الفرنسي خاصة والأوروبي والأميركي عامة من التدابير المتخذة باعتقال الآلاف من الضباط والعسكر والقضاة ورؤساء الجامعات والى التلويح بالقصاص من المرتكبين وصولاً إلى إمكانية الإعدام ،واستخدام الوعيد والتهديد ضد الحكومة التركية اذا أقدمت على ذلك، لأقول ومن منطلق حيادي أيضاً وإنما بما يقتضيه المنطق والعدالة الأميركية الأوروبية ذات الوجهين المتناقضين:

أين كانت كل عدالة الغرب وفي مقدمهم هؤلاء عندما اجتاحت أميركا وبريطانيا والكيان الصهيوني ارض العراق فقتلت الملايين من أبناء شعبه وشردت الملايين أيضاً، واجتثت خمسة ملايين بعثي وحلٌت جيشاً قوامه مليون وأربعمائة الف وأعدمت آلاف العلماء وكبار الضباط وأعدمت الرئيس الشرعي للدولة العراقية على رأس مئة وستين الف بعثي من مختلف المواقع القيادية ،ودمرت دولة عن بكرة أبيها وأدخلت شعبا في آتون من الصراع الطائفي والمذهبي والإثني وتركت كل قوى الإقليم المجاور وعلى رأسها ايران تسرح فيه وتعمل لاستكمال حلمها بمشروع إمبراطوري عجزت عن تحقيقه منذ آلاف السنين.

فليخرس الغرب ولتخرس ديمقراطيتهم الزائفة وليتركوا الشعب التركي يتولى زمام أموره بنفسه وليفكروا كم جنت سياساتهم من سفك للدماء بعد احتلال العراق وليتركوا لشعوبهم مراجعة ما حصل كما فعل البرلمان البريطاني، وإلا:

فليتحملوا كل سلبيات ما سوف تحمله الأيام القادمة من تطُرٌف وإجرام وإرهاب ونُذُر الشر التي اقتربت من عواصمهم.
 





السبت ١٨ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٣ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل الزعبي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة