شبكة ذي قار
عـاجـل










ربما تدين الحضارة لانسان ما قبل التاريخ الذي نجهل حقبته ومكانه تماما ، حينما اكتشف ذلك الانسان صدفة واحدة من ٲهم الاكتشافات في حقل تحويل الطاقة الحركية والوصول الى درجة الاتقاد للاشتعال، فٲحسن قدح الحجر واكتشف احداث الشرارة الاولى بين يديه ،ومنها تعلم اشتعال النار، وكانت عبقريته تتطور حينما تعلم فنون الاحتفاظ بالنار ٲيضا ، ليستفيد من دفئها عند الحاجة ، واستخدامها لطبخ الطعام ، والاستنارة بها في صنع المشاعل وانارة الطرقات والدروب ليلا ، ثم جاءت الثورة الصناعية تباعا في اكتشافاتها ، كانت النار والطاقة موقدها ومكان تفاعلها الكبير ، قبل ان " يضل" ، الانسان البدائي ، ولا اقول هنا يهتدي، من فرط الاعجاب بالنيران ، بعدها الى تبني افكار وثنية في تقديسها وعبادتها ، وهو تماما ما فعله اجداد علي الاديب من الفرس المجوس من عبدة النار، لتصبح النار عبادة وثنية ، او تحويلها سلاحا للفتك بالخصوم بالحرق وبتطوير الاسلحة الحارقة في الانتقام والتخريب.

تفتقت ظلامية عقل علي الاديب ، وزير التعليم العالي السابق، ورئيس كتلة دولة القانون في برلمان العملية السياسية المظلمة بفكرة العودة الى شيوع الظلام الدامس ، ومطالبته بالامس بالغاء حقوق طلاب وشباب وابناء العراق من فرصة التعليم المجاني، وكٲنه يحلم بقدوم عصر حجري تصبح فيه حالة النور، حالة استثناء، وليست قاعدة في عراق الرافدين .

العالم المتحضر يفكر بحقوق الانسان انطلاقا من حق توفير المعرفة والعلم والتعليم بالمدرسة والجامعة ،وتوفيرها لكل مواطن في مجتمعه، ولكن العقول الحجرية "الدعوجية " تريد اجتثاث شعب العراق كله هذه المرة من مؤسسات التربية والتعليم ليصبح العراق موطنا للٲمية والظلامية ، في الوقت الذي سجل هذا الشعب في سبعينيات القرن الماضي عبقريته الخلاقة بالحصول على وسام مسحه الامية من عقل اخر عراقي جاهل، ليصبح فعلا ابناء العراق هم حملة العلم طالما انهم خطوا ٲول حرف مسماري، علم البشرية القراءة والكتابة ومسح الظلمات عن العقول والذاكرة الحضارية لشعوب المعمورة .

كان التدوين بالكتابة هو الذي حول كل المكتشفات السابقة للانسان الى علوم مسجلة على رقيم الطين كي لا يعود الانسان الى مكتشفات العصر الحجر ي يجرب قدح الحجر للحصول على شرارة ، بل تحولت النار الى مكتشف وعلم وطاقة يمكن اختراعها في كل وقت بدون شمس وبدون قدح الحجر .





الجمعة ١٧ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة