شبكة ذي قار
عـاجـل










بعظمة لسانه اعترف رجل الدين الإيراني الشهير "صدوق" والمقرب من المرشد الإيراني خامنئي، أن القرآن على الرغم من نزوله باللغة العربية، فإن الأمة الفارسية بقيادة المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي هي التي تقود الأمة وتوجهها في العصر الحديث بـ"الإسلام الفارسي" وليس "الإسلام العربي"، وفقا لتعبيره.

وهذه إشارة يجب أن يتلقفها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، وخصوصاً الشيعة العرب، ليقفوا بوجه هذا المشروع الذي يستهدف دينهم ويسعى إلى محوه، ولن يفلح.

كنا نوارب عندما نقول إن لإيران ديناً آخر غير الإسلام، ولكننا بعد اعترافات أشخاص إيرانيين في مراكز مسؤولية دينية وسياسية وتصريحاتهم نقول ذلك بضمير مرتاح، فصدوق يزعم ، كما تناقلت وكالات ووسائل إعلام عالمية: "إن الرسول الكريم تحدث عن مركزية الأمة الفارسية في قيادة الأمة في القرون المقبلة، وبذلك تحققت نبوءة الرسول بانتصار حركة الخميني والثورة الإيرانية".

هذا الافتراء على رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه ليس غريباً في "الإسلام الفارسي"، ولطالما نبهنا إليه، ونبه إليه كذلك مفكرون وباحثون وكتاب تنويريون، منهم المفكر الإيراني الدكتور علي شريعتي الذي أكد أن لا حقيقة في التشيع الصفوي، إذ أنه يختلق الأشياء ويلفق الأحاديث على ألسنة النبي وآل بيته الكرام عليهم السلام ثم يعدها حقائق يستند إليها في بناء الإسلام الفارسي، ذلك الإسلام الذي لا يشبه إسلامنا والذي هو دين ملفق جديد لا يرعوي عن قلب العقائد الإسلامية الصحيحة واختلاق المراسيم والطقوس المناسبة له وترسيخها في العقول العربية بغية احتلالها ليسهل تسخيرها في خدمة المشروع القومي الفارسي.

ويخطئ من يظن أن التلفيقات الفارسية وحملة تشويه الدين الإسلامي بدأها وشرعنها الصفويون، فهذه الحملة بدأها الفرس ناعمة منذ حطم العرب المسلمون امبراطوريتهم في معركة القادسية التي قادها سعد بن أبي وقاص، ولكن الصفويين قعدوا لإسلامهم الملفق الجديد القواعد فأضافوا إلى الأذان الشهادة الثالثة وأرسلوا الوفود إلى مختلف بقاع العالم للاطلاع على طقوس الديانات الأخرى واستحدثوا وزارة خاصة لشؤون الغلو في الطقوس الحسينية وابتدعوا أخرى غريبة منافية لروح الإسلام وجعلوها من فرائض دينهم، ولم يجيزوا الصلاة إلا على تراب كربلاء، وأغرقوا ذكرى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب بالطقوسية، كما التفت إلى ذلك العلامة الاجتماعي العراقي علي الوردي في أربعينيات القرن الماضي في خطبة ألقاها في الصحن الكاظمي بمناسبة يوم العاشر من محرم الحرام.

لذلك فإن من الخطأ الجسيم القول إن نظرية "الإسلام الإيراني" ظهرت في عهد الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، كما روّج لذلك بقوة رحيم مشايي رئيس مكتب نجاد وصهره، الذي كان يؤكد في المحاضرات التي يلقيها في الجامعات الإيرانية أن "الإسلام ظهر في بيئة عربية متخلفة وجاهلة ولم يستطع الوصول والانتشار إلى جميع العالم".

كما يرى مشايي أن الإسلام الحالي يعدّ "إسلاماً عربياً" ويحمل الثقافة العربية البدوية التي تمنع الإسلام من الوصول إلى جميع أنحاء العالم وعن طريق الحضارة الفارسية. ومزج الإسلام بالحضارة الفارسية قدم بديلاً عن الإسلام العربي الجاهلي الذي أصبح منبوذاً في أوروبا وأمريكا والكثير من دول العالم، وفقا لتعبيره.

وهذا اعتراف آخر صريح أن الإسلام الفارسي ليس من الإسلام المحمدي في شيء، إلا أن صدوق يميط اللثام أكثر عن أغراض الإسلام الفارسي وأهدافه الخبيثة عندما يعلن صراحة أن "الفتح الإسلامي" لبلاد فارس كان "غزواً سنياً"، وأن شعب بلاد فارس اضطر لقبول الدين الإسلامي لأن "السنة" دخلوها بالحرب وبحد السيف، ويتهم الخلفاء الراشدين والمسلمين بالظلم عندما يقول إن الفرس قارنوا بين ظلم الدولة الساسانية وظلم المسلمين ممثلين بالخلفاء الراشدين، فاختاروا الدخول في الإسلام أملاً في تحقيق العدل في الثقافة الجديدة، مع أنه في فتح فارس لم يكن هناك لا سنة ولا شيعة ولكنها اللاحقيقة الفارسية التي يولدون منها حقائقهم.

كما أن كعبة الدين الجديد، بحسب صدوق نفسه، هي إيران لا مكة المكرمة فهو يعدها الأرض الطاهرة و"أم القرى" للشيعة في العالم، مستنداً إلى "أحاديث تاريخية"، لم يكشف عن مصدرها ليخبرنا أن الله اختار مدينة قم في إيران وكرمها بأن تكون ملاذاً للعلم والعلماء، ومركزا للدين والعلوم الإسلامية قبل ظهور الإمام المهدي ليصدر الإسلام منها إلى العالم.

هذا هو مشروع إيران يسفر عن أهدافه القاتلة لأمة كاملة فأين مشروع الأمة في مواجهته؟





الخميس ٢ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٧ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة