شبكة ذي قار
عـاجـل










تتوالى الفواجع والمآسي القاسية التي يتعرض لها أبناء شعبنا في العراق ضمن مخطط إجرامي واسع يستهدف كل الطبقات الاجتماعية ، وخاصة الفئات الشعبية منها. ويتم الاستهداف بشكل مدروس لتفكيك لحمة الشعب العراقي ومحاولات زرع اليأس في أوصاله كلما اقتربت ساعة الخلاص بسقوط العملية السياسية والسلطات اللا شرعية التي أسسها الاحتلال الأمريكي وفرضها بالقوة والتآمر على حكم العراق لتحقيق جملة من الأهداف الدنيئة المرسومة مسبقا قبل الغزو .

إن جريمة تفجيرات الكرادة البارحة ، وما سبقها في مدينة الثورة وغيرها من مدن العراق تأتي ضمن تناسق وتوزيع الأدوار التي تشترك في تنفيذها ودعمها قوى خارجية وأخرى داخلية عميلة وتابعة بحكم التحالفات المشبوهة الناجمة عن الغزو الأمريكي للعراق وتداعيات نتائجه المدمرة للعراق.

وفي ظل صراع الإرادات واحتدامها للتسلط على الأجهزة الأمنية وهياكل السلطة الحاكمة جرى تشكيل المليشيات الطائفية المسلحة وخلق الزعامات لها ، وتكوين مراكز قوى سياسية وأمنية بإشراف مباشر من إيران تستغل حالة الفوضى السائدة في العراق لتنفيذ جملة من التفجيرات الدموية، ظنا منها أنها يمكن أن تمر على الرأي العام في العراق و الخارج، تحت باب "مكافحة الإرهاب"؛ في حين تمارس هذه الأطراف، فرادى ومجتمعة، هذه العمليات والتفجيرات الإجرامية التي راح ضحيتها المئات من الأبرياء، شهداء وجرحى، كما حدث فجر يوم الأحد في منطقة الكرادة ببغداد العاصمة.

وفي ظل تكالب تلك العصابات على السلطة فإنها تسعى إلى تسقيط بعضها البعض، وتستهدف شعبنا بتكريس حالات القمع والقتل اليومي والنهب المنظم والتكالب على المواقع والامتيازات، تهيئة لمرحلة ما بعد داعش. ولم تخف الأوساط الإيرانية المتنفذة عن نيتها ربط قيادة ما يسمى بالحشد الطائفي والمليشيات تحت مسمى " الحرس الثوري" في العراق بقيادة المجرم نوري المالكي تهيئة منها إلى إعادة ترشيحه مرة أخرى إلى العودة إلى رئاسة الحكومة ، كما صرح بنفسه بذلك اليوم علنا، بعد تفجيرات الكرادة الدموية، ويسوق نفسه مخلصا ومنقذا للحالة المزرية التي أوصل بها البلاد بنفسه ومن تبعه من أمثال حيدر ألعبادي .

وفي الوقت الذي تدين به الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية هذه الجرائم المرتكبة يوميا في العراق، وتعزي أسر الشهداء الأبرار، تتوجه إلى جماهير شعبنا بنداء الرجاء بالتسلح بالوعي الوطني للدفاع عن العراق وطنا وشعبا موحدا ومقاوما وثائرا على هذه المظالم .

كما تتوجه الجبهة إلى كافة الوطنيين الأحرار بأخذ زمام المبادرة، والعمل بتكاتف مع قواها الوطنية في قيادة الجماهير المنتفضة والغاضبة بسبب تدهور الأوضاع في بلادنا ، ولا بد من حسم الموقف نحو تحديد الهدف المركزي في إسقاط العملية السياسية برمتها ، وإلغاء كل ما فرضته قوى الغزو والاحتلال على العراقيين لتقريب يوم الخلاص النهائي والانعتاق والخروج من هذا الجحيم الذي زج به العراق على يد هذه المجموعات الضالة وقياداتها من المرتزقة الذين اثبتوا بشكل تام إنهم بعيدون كل البعد عن بناء حكومة ودولة عصرية وقيادة أمينة لمجتمع ، وهي التي عجزت عن توفر الأمن والسلم والخبز والخدمات المعيشية اليومية للمواطن. وان هذه الطغمة الفاسدة حتى النخاع سوف لن تتوان عن جر البلاد إلى المزيد من الجرائم وإشعال الحروب الأهلية والفتن والمؤامرات كي تبقى خادمة أمينة للتسلط الطائفي المقيت ، ومنفذة لمخططات التحالف الأمريكي الصهيوني ألصفوي لتدمير وحدة العراق أرضا وشعبا.

إن أجواء الحزن والفجيعة التي كدرت أبناء شعبنا حياته في شهر رمضان الفضيل ستنقشع لا محالة لكنها تدعونا جميعا بالتحلي بالصبر والإيمان مؤمنين بان يوم النصر لقريب ، وان أيام المحنة إلى زوال بهمة وإرادة الأحرار والثوار من أبناء شعبنا الصابر الكريم.

وان غدا لناظره قريب

الأمانة العامة للجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق
الاثنين ٢٩ رمضــان ١٤٣٧ هـ ۞۞۞ الموافق ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٦ م
 





الاثنين ٢٩ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية في العراق نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة