شبكة ذي قار
عـاجـل










مـع حـمم بركـان الدم المتفجـرة من الفلـوجة وصخب القاذفات التدميرية الامريكية والعربية من السماء وانواع الاسلحة الامريكية والايرانية الفتاكة التي تستخدمها المليشيات الفارسية المسعورة من الارض لـم يستطع الكثيـر من مناصري العدالة من السيطرة على عبارتـهم الممزوجـة بالالـم والوجـع لما يجري لمدينة المأذن وأهلها النجباء اللذين افاضوا في ملاحم الشجاعة ضد المحتل الغازي وتوجوا الفلوجة بتـاج النُبـل والعز والفخار ، بالذهـاب الى ان المعركة الاخيرة تطهير طائفي للمنطقة بدءا من الفلوجـة!!.

لقد عملت إيـران اعلاميـا وبوقاحـة على إظهار طائفية معركة الفلوجة وساندها الاعلام العربي والامريكي والاذناب القابعين في المزبلة الصفراء وابرزت مبكرا تواجد قادة حرس خميني ومنهم الارهابي سليماني على اسوار الفلوجة ولم يخجل اعلام العبادي بتوثيق ذلك رسميا بلسان المعتوه الجعفري وما يعرف بوزير خارجية حكومة الاحتلال . إن هذا الاصرار والتهليل لايران في معارك داخل العراق يحدث لاول مرة بهذا الوصف والصلف والعنجهيـة تزامنأ مع صمـت عربـي واقليمي واممي على هذا وكذلك ازاء ما نتج من كارثة انسانية فاقت حدود العقل الانساني. وشكل ذلك هزيمة معنوية للحكومات العربية التي تشدقت بالدفاع عن أهل العراق ونسجت خيالا لدى البعض ان هناك من يتضامن معهم من أجل البقـاء!!. إن مكوكية حكومة الاحتلال الى بلدان عربية بوفد متعدد الانتماء المذهبي ظاهريا وتابع لايران بالاصل مع التشديد على الدور الايراني بغية ابلاغ الحكومات العربية ان اهل العراق وافقوا على الهيمنة الايرانية ، فصموا اذانكم !! .

إن حكـام بلاد فارس يحتلون العراق بموافقة امريكية بهدف إلحاقه جغرافيـا وسلطويا تحت سيطرة الفرس وهذا يتطلب خلق حالة تشبه الاختيار الطوعي لقبول وصاية الفقيه الفارسي على ارض العراق وركنها الاساس هو التطهير العرقي لعرب العراق وعلى عدة مراحل بدءا بتقتيل وتشريد النخبة العربية من المجتمع العلمي والثقافي ومن ابناء عشائر العراق بحجة القتال الطائفي والاجتثاث السياسي وبادعاء محاربة الارهاب .

إن المجتمع العراقي في الداخل اصبح يعاني من غياب النُخب الذي تمثله وتقوده فكريا والتي تستطيع اداء الدور الريادي في البناء الحضاري وتوجيه فعالية المجتمع للمستقبل لان جُلها اصبح تحت التراب بحراب التحالف الصهيوفارسي أو في ارض الله الواسعة مهجرا قسرا بالتهديد والارهاب المليشياوي الفارسي .

وبعدها الاقتتال بتوصيف طائفي بذرائع تخلقها بلاد فارس كالتي حدثت في تفجير الامامين في سامراء ، والهجوم على صلاح الدين والرمادي وتدمير ديالى وقتل اهلها والاف المعتقلين دون تُهـم والذي يستهدف في الاغلب الفئات العمرية التي بمقدورها ان تؤدي دورا هاما في بناء المجتمع . والملاحظ إن المليشيات التي ُتشكلها إيران في العراق من العرب باستثناء القيادات والكوادر المفصلية الموجهة من اصول فارسية وعميلة والمتخندقة خلف كتل كونكريتية وبشرية تحميها من الهلاك ليذهب المغفلون والمحبطون وفاقدي لقمة العيش في محرقة الفرس وبذات الوقت تعمـل على تسـويف وتدمير الهويـة الوطنيـة للجهلة والذي حُجبت عنهم وسائل المعرفة والتعليم الذي ساهمت به الاحزاب العميلة لايران .

إن تغيير الهويـة الوطنيـة يعتبر من أهـم عنـاصر التطهير العرقي الذي تمارسة إيران في العراق ناهيك عن القتل المباشر للعرب في كل مكـان من العراق وان استخدام الترهيب والتدليس لطمس الخصوصية الثقافية العربية للعراق وتغيير عادات اهل الرافدين وادخال عادات ومفاهيم غريبة للمجتمع والسعي لتجذيرها واعتبار الهوية الوطنية ليست ذا قيمـة مقابـل معتقدات وهمـية فارسية تحت عنوان طائفي يكون ضمن مضمار التطهير العرقي لعروبة العراق وهو من انجح الوسائل لتدمير بلاد الرافدين واكثر شراسة من القتل المباشر لان تغليب المفهوم الطائفي على الوطنية العراقية يهدد قيمة الوطن ويجعل الارض غير ذات معنى ويفكك المجتمع . لقد تحركت ايران سريعا لتغير الهوية العراقية وسعي عملائها لتغيير اسم محافظة بابل الى محافظة الحسن وسنسمع الكثير من المتغيرات .

ولقد حذر النهضويون العروبيون من مغبة الهيمنة الفارسية على العراق لانها تهديد حقيقي لعروبة العراق والغاء هويته الوطنية . وفي حال اندحار الهوية الوطنية العراقية لا سامح الله سيكون في استطاعة ايران الهيمنة على القرار العراقي بالالتحاق بولاية الفقيه تحت حماية الدول الغاشمة الخمس المهيمنة على العالم والمعادية للعراق جميعها من باب حرية الاختيار . هذه الدول الخمسة رفضت مرار اعتبار التطهير العرقي جريمة تحت طائلة القانون الدولي وانضوى ضمن جرائم الحرب او الابادة الجماعية واعطت لنفسها حق التوصيف والادانة وهذا محال عندما تطال جرائم حرب الابادة بلاد العرب .

إن ما يجري في العراق وفي الفلوجة والانبار وصلاح الدين وديالى وما سيحدث للموصل وفي البصرة والقادسية هو تطهير عرقـي بأمتيـاز ألبستـه بلاد فارس ثـوب طائفـي لتستميل اعداد من المضللين وتجعلهم وقودا لحربها ضد عروبة العراق وفرحت له دوائر البيت الابيض وتـل أبيـب ومن سـار بركبهم .

إن بلاد فارس تريـد العراق أرضـا بخيراتـه وتشـكل هويتـه أهله وفق ما تريد بعد هدر الدم العربي بين قاتل ومقتول . هذه الاهداف الفارسية الحقيقية من وراء اضفاء الطائفية على العراق وعلينا الحذر من الوقوع في الشرك الفارسي والعمل بجد لاعاقة المشروع الامبراطوري لبلاد فارس وذلك عبر استنهاض كل الممكنات التي تساهم في تحرير العراق من رجس فارس وفي مقدمة المهمات المطلوبة جبهة وطنية شاملة لكل القوى المناضلة الفاعلة المناهضة للمشروع الفارسي في العراق دون عذر وباجندة عراقية عروبية خالصة .

( ان القوة الفاعلة تعرف ذاتها فعليها التحرك فورا من اجل العمل المشترك وان تاخرت سنستصرخكم علنا ) . أن الزمـن يسير والفرس في نشاط دؤب نحو مشروعهم ووحدتنا العاجلة الطريق الوحيد لانقاذ العراق واسقاط مشروعهم. والعمل معا لتوعية اهلنا والعرب بخطورة المشروع الامبراطوري الفارسي .





الثلاثاء ٢٣ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة