شبكة ذي قار
عـاجـل










قتل مصطفى بدر الدين يوم 10 / 5 / 2016. وحسب بيان حزب الله فإنه قتل في قصف الجماعات التكفيرية لمقره قرب مطار دمشق. جميع ما كتب عن سيرة مصطفى بدر الدين بمناسبة مقتله تجاهل فصلا مهما من حياته، وهو أنّه، ونسيبه عماد مغنية، هما من تفاوض مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السيد جيادومينكو بيكو لعقد صفقة أيرانية أمريكية تتضمن إطلاق سراح المدنيين الأوربيين والأمريكان الذين إختطفهم حزب الله في لبنان، مقابل قيام الأمين العام للامم المتحدة بإصدار بيان يتهم العراق بالمسؤولية عن نشوب الحرب العراقية الإيرانية. وكانت ايران تعول كثيرا على بيان الامم المتحدة لتبرر أمام الشعوب الإيرانية إصرارها على ادامة الحرب لثماني سنوات، ولم توقفها إلا عندما وصلت الى حافة الإنهيار العسكري التام وقبولها تجرّع السم كما قال خميني.
وتفاصيل إجتماع عماد مغنية ومصطفى بدر الدين مع السيد جيادومينكو بيكو منشورة في كتابه ( Man without a gun ) الصادر عن دار النشر Times Books عام 1999. والذي رتّب هذا اللقاء والمفاوضات كلها، وكان طرفا مباشرا فيها، هي القيادة الايرانية بدءا من الرئيس الإيراني آنذاك، رفسنجاني، ووزير خارجيته ولاياتي ( مستشار خامنئي حاليا ) وطبعا كان الثعلب الايراني محمد جواد ظريف ( وزير الخارجية الحالي ) طرفا فيها وفي كل حلقات تآمر ولاية الفقيه على العراق.

إن كتاب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السيد جيادومينكو بيكو هو شهادة تاريخية أعطت تفاصيل هذه الصفقة يوما بيوم، وهو وثيقة تدين ايران على قيامها بأعمال ارهابية ( إختطاف المدنيين الأبرياء والمساومة بمصيرهم لتحقيق اهداف عدوانية ) ، وهذه الأعمال الإرهابية، مثل جرائم الحرب، لا تسقط بالتقادم. ولمعرفة المزيد من التفاصيل عن هذه الصفقة ارجو الرجوع الى مقالي ( للعراق كل الحق في مطالبة إيران بتعويضات الحرب ) .

لقد لاحظ الجميع كيف بكت ايران مصطفى بدر الدين بحرقة، وقبله بكت نسيبه عماد مغنية، لإنهما، وحسن نصر الله وحزب الله، كانوا ولا زالوا، ادوات طيّعة لتنفيذ سياسات الهيمنة الإيرانية على المنطقة العربية، أما إدعاء مقاومة ( الشيطان الأصغر ) و ( الشيطان الأكبر ) أي إسرائيل وامريكا، فهي شعارات وأغطية لا غير، ورحم الله الأستاذ طارق عزيز عندما قال للمسؤولين الإيرانيين في أحد مؤتمرات منظمة المؤتمر الإسلامي: أنتم تسبّون الشيطان الأكبر في اعلامكم وتتعاونون في السر معه وتتعاونون مع جميع الشياطين ومن مختلف الأحجام. وكان وقتها يلمّح الى فضيحة ( ايران غيت ) التي اشترت فيها ايران سلاحا امريكا شحن لها من إسرائيل.

ويبقى السؤال، لماذا لم تستخدم الولايات المتحدة المعطيات الواردة في كتاب السيد بيكو لإدانة إيران؟ والسبب هو أن أمريكا كانت طرفا مباشرا في هذه المفاوضات، وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة السيد بيكو، والأمين العام نفسه السيد خافير بيريز ديكويلار، يتصرفان بناء على اوامر امريكية، مثلما كان يتصرف مصطفى بدر الدين وعماد مغنية بأوامر ايرانية. وبعد نجاح المفاوضات وإطلاق سراح المختطفين الأمريكان والأوربيين وصدور بيان الأمين العام للأمم المتحدة في 9 / 12 / 1991 بتحميل العراق مسؤولية نشوب الحرب ( وهو بيان لا قيمة قانونية له ) ، قلّد الرئيس الأمريكي بوش الأب السيدين ديكويلاروبيكو وساما أمريكيا تقديرا لجهودهما في اطلاق سراح المختطفين المدنيين الامريكان والأوربيين.

أخيرا، أدعو السياسيين والمثقفين العرب إلى إستخدام الحقائق والوقائع الواردة في كتاب بيكو كدليل إضافي يعزز الدعوة الدولية لنبذ إيران بإعتبارها دولة داعمة للإرهاب وإدانه ومحاسبة حزب الله على اعماله الإرهابية، فإن لم يبادروا بذلك فستواصل ايران، عبر أدواتها الكثيرة في المنطقة، ومنها حزب الله البناني وفروعه المعلنة والنائمة في البلدان العربية، استخدام الارهاب لإبتزاز العرب والإنسانية جمعاء.

والله المستعان.
 





الاحد ٨ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور عبد الواحد الجصاني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة