شبكة ذي قار
عـاجـل










واصلت آلة الإبادة الجماعية الأسدية الطائفية المستبدة بطشها بجماهير شعبنا العربي في سورية؛ ولم تكتف بما أحدثته من دمار شامل وما زرعته من موت زؤام في كل سورية وإجبارها لأهلها على الهجرة والنزوح وركوب المخاطر فرارا من الجحيم المركب رباعي الأبعاد؛ ففتحت فوهة مدافعها وأطلقت طيرانها الحربي الوحشي لتبيد حلب الشهباء مجددا وتفتك بشيبها وشبابها وأطفالها؛ ورغم سلسلة جرائمها السابقة المستهترة بكل القيم والأخلاقيات القيادية - وهي التي لا تملك منها ذرة واحدة - فإنها لا تزال مصرة على السير في جميع اتجهات الرذيلة والدونية تمسكا بكرسي الحكم الذي آثرت في سبيله طرق كل محظور ليس أقله القتل اليومي والبراميل المتفجرة ولا أوسطها فسح المجال للفرس وميليشياتهم الطائفية والإرهابية لهتك ستر السوريين ولا أعلاها الاستنجاد بالامبريالية الروسية الصاعدة لتسحق ما نجا بالصدفة من أتون الجرائم السابقة.

وفي ظل التآمر الدولي المفضوح على سورية وشعبها المسحوق؛ حاول النظام السوري الذي سكت عن الانتهاك الصهيوني لسيادة سورية في كل مرة وخاصة إعلان ناتانياهو بضم الجولان نهائيا وإلى الأبد للهضبة وإلحاقها بكيان الغصب المسخ؛ أن يستغل ذلك - وهو ما يعزز زعمنا أن حادثة الجولان صفقة جديدة بين الزمرة الأسدية والصهاينة - فينتقم من شعب سورية من جهة ويعزز حظوظه وشروطه في المفاوضات المتعثرة في جينيف ويجبر المعارضة على الرضوخ لإملاءاته.

إلا أن التواطؤ الدولي على سورية لم ينج النظام الأسدي من تصاعد الإدانة الشعبية الواسعة لجريمة إبادة حلب عربيا ودوليا ما سبب له حرجا كبيرا وتعميق عزلته وتدني ما تبقى من شعبيته المتآكلة.

وكالعادة؛ تدخل الفرس المجرمون بما يملكون من أوراق نفوذ في المنطقة ومارسوا كل أشكال الضغط لمحاولة امتصاص السخط الشعبي على حليفهم التاريخي الاستراتيجي.

لم يجد الإيرانيون من وسيلة أفضل للتنفيس عن النظام الأسدي وصرف الأبصار عن جريمته النكراء الغادرة في حلب سوى العراق الجريح في توظيف سمج لما يعرفه من تطورات.

يعيش العراق وضعا مأساويا لا يحتاج للبرهنة عليه؛ وكذلك تورط الفرس في كل مآسيه وأعلاها المنظومة الجاسوسية الطائفية الإرهابية الحاكمة فيها والمرتبطة ارتباطا عضويا متشابكا بملالي طهران رغم ما يشيعونه من اختلافات وتناقضات.

وتشهد العملية تلك تخبطا وفشلا أبديا؛ لعل آخر تجلياته الصراع المتفجر في رحمها بين الصدر والعبادي من جهة؛ وبين العبادي والمالكي من جهة ثانية؛ وبين الأكراد والحشد من جهة ثالثة وأخيرا وليس آخرا عجز العبادي عن تنفيذ وعوده الكاذبة عن حزمة الإصلاحات في سعيه للظهور بثوب الرجل المسؤول.

وليس يخفى على من يتابع الوضع في العراق منذ جريمة الغزو الامبريالي ارتباط جواسيس المنطقة الخضراء بالاحتلالين الأمريكي ثم الإيراني بالوكالة؛ كما لا يختلف عاقلان حول حقيقة أن كل مسرحيات الصراع بين كمشة الأقزام والعملاء الصغار لا تتجاوز مجرد التسابق لخطب ود الاحتلال ورعاته وخاصة الفرس؛ لتظل مصلحة العراق والعراقيين خارج دائرة اهتمامهم مهما سوقوا لخلاف ذلك.

إنه في هذه الأثناء؛ وفي غمار تلك الوقائع؛ أوعزت إيران لدماها وبيادقها بإخراج مسرحية هزلية ركيكة توحي بأن عملا نوعيا سيحدث في بلاد ما بين النهرين؛ هكذا وبكل بساطة سينقلب المجرمون الطائفيون على أنفسهم وسيقوضون ملكهم المعمد بدماء العراقيين ودموع الثكالى والأرامل؛ وسينبري المعممون الطائفيون القتلة الإرهابيون منقذين مخلصين ثوارا وأبطالا وطنيين ..!!

وهل تتوافق مثل هذه العزائم بفبركة محاصرة مباني حكومية لا فاعلية لها ولا مصداقية لساكنيها في كل الدنيا؟ إن أحداث المنطقة الخضراء وقد انتهت بأسرع مما ابتدأت به؛ لم تكن إلا حيلة فارسية ماكرة بهدف استقطاب العيون لبغداد والتركيز عليها للتنفيس عن طاغية دمشق لاستمرار الهلال الفارسي الصفوي الخميني من طهران لبيروت مرورا ببغداد ودمشق ..

وإن أقزام المنطقة الخضراء لا يردون أمرا يصدر من طهران كما أنهم إنما بحركتهم البهلوانية الساقطة يردون جميل النظام الأسدي المجرم وقد وقاهم بأوامر ومكيدة فارسية أيضا من السقوط المحتوم صيف ٢٠١٤ حينما منع وأعاق ثورة العراقيين البواسل وحرمها من استكمال طريق تحرير العراق.

ألم يقصف الطيران السوري وقتها بالبراميل المتفجرة الفلوجة وتلعفر والموصل بادعاء ضرب داعش وذلك لقطع الطريق أمام المقاومة.؟
إن إسقاط العملية السياسية القذرة في العراق مهمة لا ينجزها سوى المقاومين العراقيين الأصلاء مسنودين بالتفاف شعب العراق الأبي؛ وأما استعراضات المعممين فهي بالونات هوائية جوفاء مفضوحة الغايات مكشوفة الأهداف ..

وهي أوهن من الحيلولة دون إسقاط الأجندا الفارسية في الوطن العربي وبيادق إيران مهما استفادوا من الجزر القومي العربي الراهن ومن جرائم الامبريالية والصهيونية والاستعمار.

أنيس الهمامي
لجنة نبض العروبة المجاهدة للثقافة والإعلام
تونس في   ١ / ٥ / ٢٠١٦





الاثنين ٢٥ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أنيس الهمامي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة