شبكة ذي قار
عـاجـل










إن العلاقـات الدوليـة نُسجت نتيجة تجـارب تراكميـة أداهـا الدبلوماسين حول العـالم وهي نتـاج العلاقـات الانسانية بين مختلف دول العالـم وثقافاتها ، وسُنت قـواعد سـلوكية يرتقـى فيها الـذوق والوعي للعلاقات بين الدول . فأصبحت هنـاك قوانين اخلاقيـة تحـكم منظومة العلاقات الدبلوماسية بين دول العالم ولتحصين هذه العلاقـة وضعت قواعد برتوكولية لها اصولها المتعارف عليها اليوم ومن أهـمها برتوكول زيـارة المسؤلين لدول اخـرى ، تحديد موعد الزيارة ومدتها والصفة الدبلوماسية للزائـر ، الاستقبال والتوديع والمواضيع المطروحة وحتى اماكن الزيارة الخاصة التي يطلبها الضيف وغيرها الكثير من الامور التي لا تغيب عن ذهن عامة الناس .

إلا إن امريكـا أم الابداع في هوليـود قـدمت للعـالم نموذجـا جديدا في الزيارات الدبلوماسيـة أسمتها زيارات مفاجئـة واستحدتثت هذه البدعـة بعد احتلالها للعراق وافغانستان . وتتخلى هذه الزيارات عن كل الاقوانين والاعراف الدبلوماسية بما فيها هيبة الزائر واحترامه في البلد الضيف التي تنازل طواعية عنها الامريكان ، لمــاذا ؟.

الحكمة تقـول ان الانسان لا يخـاف الا ذنبــه ، هذه المقولة دفعـت أمريكا للتخلى عن احترامها لنفسها ولدبلوماسييها وقادتها من الرئيس ونائبة ووزير خارجيتـه والادهى من ذلك حتى وزيـر الدفاع لاكبر دولة عظمـى امتطـاه الخوف ليلتحف بالزيارة المفاجئـة .

نحن نعرف ان كل زيارات المسؤلين الامريكان للعراق مفاجئة وجميعها لايعلم بها عبيدهم في المزبلـة الصفراء ويُستدعى رئيس حكومة الاحتلال او وزرائـه كأي عـبد ليلتقي بسيده بعد يوم من وصول المسؤل الامريكي ، يحاول الامريكان بتصوير التصرف المعيب هذا على انه صلف امريكي إلا ان ذلك لا ينطلي على أي متابع لما لحق بالامريكان من خسارة ماحقة وهزيمة منكرة في العراق على ايدي رجال المقاومة الاشاوس ، تلك الهزيمة التي جعلت الخوف يتلبس الامريكان عند مرور اسم العراق على مسامعهم فكيف اذا دخلوا ارض الرافدين ، فجائـت بدعـة الزيارات المفاجئـة لتدخل عالم الدبلوماسية الامريكية وتسعى لتسويقها عالميا وخصوصا للدول المعتدية كروسيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها . إن زيارة الخائفين المفاجئة يثبت ان امريكا مهما ادعت بالتطور والعلو في العلاقات الدولية انها لازالت متشبثـة بنزعـة الكابـوي رعاة للبقرة لم يبلغوا بعد الحلم في الحضارة الانسانية . ان التوحش الذي ساد السياسية الامريكية بعد ان تقرنت على العالم جعلها تهدم كل ما بنته على مدى عقود من دعاية حضارية وانسانية ، حتى اصبح اسم امريكا عنوان للهمجية والصلف مما اثار حفيظة شعوب العالم وانتفضت لمحاربتها ومقاومتها في افغانستان والعراق واينما تواجد العسكر الامريكي تلتهب مقاومة الشعوب ضده دون خوف من الصورة الهمجية التي تنشرها امريكا عن نفسها . فاصبح الخوف ملازم للمسؤلين الامريكان لهذا ابتدعـوا الزيارات المفاجئة خوفا من غضب شعوب الارض عليهم .

أنـــه الخــوف يا بايــدن وليسـت زيــارة مفاجئــة .
 





الجمعة ٢٢ رجــب ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / نيســان / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة