شبكة ذي قار
عـاجـل










في الذكرى الثالثة عشر للغزو الأمريكي الهمجي البربري على العراق ، سلمت وزارة الخزانة الأميركية ، الجانب العراقي قائمة تضم 156 اسماً من الشخصيات العراقية التي تبوأت مناصب عليا ووسطية تورطت بنهب المال العام .. هذه الشخصيات العراقية هي التي اخترتهم أمريكا بنفسها ، بول بريمر حاكمها المدني على العرق ، أشرف شخصياً على تنصيبهم في مؤسسات الدولة العراقية بأعتبارهم شخصيات وطنية مناضلة ليحلوا محل القيادة العراقية ( الدكتاتورة في نظرها والتي تلطخت أيديهم بدماء العراقيين حسب وجهة النظر الأمريكية ) .

هذه الشخصيات التي لم يستطع أحد حتى السلطة العراقية نفسها بتغييرهم وزجهم خارج ( الكابينة الحكومية لأنهم حائزون على رضا السيد بريمر مثل هوشيارزيباري وموفق الربيعي وحسين الشهرستاني وغيرهم ) ..

مصدر واسع قال في تصريح صحفي ، إن الحكومة العراقية بانتظار قوائم أخرى من الجانب الأميركي موضحاً أن في مقدمة الأسماء المتورطة بسرقة المال العام ، نوري المالكي وابنه احمد وخلف عبد الصمد وصلاح عبد الرزاق وقادة كتل سياسية ومسؤولين كبارفي الدولة العراقية.

ولو دققنا الأسماء ، لوجدنا أن غالبيتهم ينتمون إلى حزب الدعوة وهو الحزب الذي حظر ّ من ممارسة العمل السياسي من قبل حزب البعث العربي الأشتراكي –طيلة 35 عاماً ، لأسباب تتعلق بسياسة هذا الحزب وطبيعة المنتمين إليه .. لقد كان البعث مؤمناً أن هذا الحزب سيقود العراق إلى الهاوية وينزلق به إلى الحضيض لو تسنى له العمل والأستحوذ على السلطة وهذا ما تحقق بعد قيام أمريكا بتسليم العراق إليه فالعراق أنزلق إلى وضع خطير يصعب الخروج منه – بلد محطم أقتصادياً واجتماعياً وأمنياً .. خزينة خاوية من الأموال والموازنات ضاعت في جيوب السياسين الفاسدين الذين قاموا بسرقة المال العام وأثروا على حساب الشعب فلا رواتب تصرف في وقته بل أن العجز وصل إلى استحالة قيام الحكومة بتسليم الرواتب إلى الموظفين !!

ماذا فعل حزب الدعوة في العراق ؟ لقد أستحوذ على 90% من المناصب حسب كتلة عمار الحكيم –وهي أحد

الكتل السياسية الرئيسية المشاركة في العملية السياسية فقد أتهم النائب عن كتلة المواطن النيابية عزيز العكيلي، وفي الذكرى الثالثة عشر للغزو “الحزب الحاكم” بإلاستحواذ على 90% من مناصب المدراء العاميين والوكلاء ومن هم بدرجتهم، في كافة الوزرات في الحكومة الحالية.

وهذا يعني ، إن شعار مبدأ المشاركة الذي طبلّ في العراق بعد الغزو ، ليس الأّ شعاراً على الورق ومبدأ التعددية مجرد كلام فارغ لا يدور الأ في مخيلة قيادات هذا الحزب الذي لم يحترم حتى المشاركين معه في العملية السياسية مما على أنه حزب يؤمن بالأقصاء والتهميش حتى للمؤمنيين به .

وفشل حزب الدعوة في إدارة الدولة ، لم يعد حديث المجالس الخاصة فقط بل أصبح حديث العامة في الشارع العراقي والعربي ، على الفضائيات وأمام وسائل الأعلام المرئية والمنظورة والمسموعة ، حديثاً يداول على مدار الساعة في البرامج الإخبارية والترفيهية ، والمواطن الذي كان يخشى بالأمس –ذكر هذا الحزب بالسوء في الشارع ، ينفجر في وسيلة أعلامية مرئية ويقول حزب الدعوة الفاشل ،حزب الدعوة المجرم ، الحزب الدموي !!

ماكان يردد البعثيين طيلة 35 عاماً ، أصبح حديثاً عاماً لكل الشعب ، بل أصبح حديثاً أكثر من متداول ..والشعب أصبح ناقماً على قيادات هذا الحزب وعلى عناصره !! ووصل الأمر إلى قيام كتل سياسية مشاركة في العملية السياسية بتوجيه الأتهامات إلىه وتحميله مسؤولية الإخفاق والفوضى في العراق!!

أذن هل أنتصر البعث في العراق !!
المعطيات المتوفرة في الشارع على كافة الأصعدة تؤشر أن البعث انتصر انتصاراً ساحقاً عندما أثبت صحة قراراته وإجراءاته فيما يخص إدارة الدولة وصحة قراراته السياسية فيما يخص مبدأ التعامل مع الأحزاب السياسية التي كانت تتدعي الوطنية والحرص على البلد وتتدعي الحيادية والنزاهة!! وتجربة السلطة أثبتت وبالدليل القاطع والملموس وبشهادة الخزانة الأمريكية وشهادة الكتل السياسية المشاركة في السلطة وشهادة الشارع العراقي أن حزب الدعوة والأحزاب السياسية الأخرى مثل الحزب الأسلامي وحزب الأصلاح والكتل الأخرى مثل المواطن وغيرها – لا تصلح أن تقود بلداً مثل العراق ، كان يدار في السابق أحسن إدارة ، جعلت منه بلداُ في مصاف الدول المتقدمة أقصادياً وسياسياً وعسكرياً !!

والبعث لم ينتصر في إدارة الدولة إدارة مدنية ، بل أثبت إنه أنتصر عسكرياً وامنياً أيضاً فقرارات البعث العسكرية والذي كان موضع انتقاد من قبل الكثيرين – أصدقاء وأعداء ، وتوجيه اللوم له بأدخال العراق في حروب لا مبررة لها ، واتهامه بإيذاء الجار والاعتداء عليه ، أصبح اليوم موضع تقدير وتباهي ولاسيما قراراته التأريخية في التعامل مع القضية الإيرانية وهي قضية شائكة تعاني منها الدول العربية والإسلامية –القريبة والبعيدة !! وإيران أصبحت جارة مشاكسة لا تطاق فهي تدفع الدول إلى حربها والتصدي لها عندما تعتدي عليهم وتتدخل في شؤونهم وتزجّ إليها بخلايا نائمة تعكرّ أمنهم الداخلي !!

اليوم ، يؤمن العرب أجمع ، بأن العراق ردّ على عدوان بدأته إيران في 4 أيلول 1980 وهو يوم الأعتداء الإيراني الرسمي الذي سبقته تدخلات من نوع آخر مثل إدارات عمليات تفجير إرهابية طالت تجمعات عراقية في المدارس والجامعات بأشراف حزب الدعوة العميل لأيران منذ 1980 وهو ماكان ينكره الكثيرين رغم كل الحقائق والوثائق وكانوا يحاولون قلب الحقائق طوال الحقبة المنصرمة –قبل وبعد الغزو الأمريكي على العراق في 19 من آذار-مارس 2003 .

لقد انتصر البعث على الإدارة الأمريكية التي أسقطته وأبعدته عن السلطة وزجت بقياداته ومناضليه في السجون والمعتقلات واغتالت البعض منهم بالتعذيب في السجون واغتالت أمين عام الحزب الرفيق صدام حسين ونخبة من خيرة مناضلي البعث . انتصر عندما تعترف مؤسساتها منها وزارة الخزانة الأمريكية أن من نصبتهم على السلطة بديلاً عن البعثيين ليسوا الأ حفنة من اللصوص وسراقّ المال العام وهي نفسها من قدمت أدلة أدانتهم وفسادهم وجرائمهم الأخرى التي ستكتشف هي الأخرى !!

فمرحى للبعث ومرحى لمناضليه وسحقاً لأمريكا ولمن أعانها على جرائمها بحق العراق !!
 





الثلاثاء ١٣ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة