بسم الله الرحمن الرحيم
وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ
صدق الله العظيم

اما بعد
فان تكريم الشهداء فيه استلهام للنهج , وفيه تعظيم لدور المقاومة في دحر المحتل , ومن خلاله تعريفا للمواطن العربي على مستوى الوطن والأمة ان الطريق الوحيد للتحرير والتخلص من الاستعمار المباشر وغير المباشر لا يكون الا عن طريق المقاومة .

وعندما يكون الشهيد قائد بحجم صدام فان في ذكرى استشهاده استلهام لنهج خطه الشهيد ورفاقه على طول الارض العربية وعرضها , واننا اذ نستذكر هذه الملحمة التاريخية لنستلهم منها العبر والدروس من صلابة الموقف الذي وقفه القائد ورفاقه الأبطال في وجه الظلم والطغيان , وضد المستعمرين على اختلاف مسمياتهم واشكالهم , فاننا ننظر الى الحال الذي وصلت اليه الامة اليوم من وهن واستسلام وسلب للقرار والارادة .

لهذا كانت احياء هذه الذكرى ضرورة حتمية , وخاصة في هذه المرحلة من عمر الأمة , حيث اختلطت الأوراق والمسميات , وعجت المنطقة بمخططات ومشاريع تخدم المحتلين والمستعمرين بشتى اشكالهم , ولا تتفق الا مع مصالحهم البغيضة .
ففي احياء هذه الذكرى العظيمة استلهام للعبر والدروس ان العزة لا تأتي الا من تقديم التضحيات والاستبسال , وان الاستسلام لا يقود الا الى الذل والهوان .

وفي احيائها استذكار للمشروع القومي الذي خطه الشهيد ورفاقه رحمهم الله جميعا , وان نهضة الامة مقترنة بالضرورة بهذا المشروع , الذي قامت الامبريالية والصهيونية واتباعهم من فرس مجوس ومن رافقهم من عملاء , بتجهيز كل التدابير وفبركة كل المبررات , وتجهيز الجيوش من كل حدب وصوب للقضاء عليه لانهم يعلمون علم اليقين حجم ما يمثله هذا المشروع لنهضة الامة واستمرار وجودها .

وان هذه الذكرى العظيمة تمثل معنى المقاومة والتضحية والفداء وانها الطريق الوحيد للتحرر , وفيها استذكار للنهج الذي اختطه الشهيد والذي اساسه ان وحدة هذه الأمة هي السبيل لوجودها وتحررها ونهضتها .

وفي احياء هذه الذكرى العزيزة على قلوبنا جميعا رد على كل مغرض حاقد او عميل صغير , يريد ان يشكك بقدرات هذه الأمة , او ان يوصلها الى الاحباط , لأن هذه الأمة على مدى التاريخ هي امة الانسانية والرسالة , وهي مصنع الرجال والقادة الذين قادوها للنصر والهيبة في مراحل تطورها واستمرارها .

وهنا ومن خلال هذا المسار في هذه الذكرى , تذكير بالاعتماد على الذات ومقدرات الأمة والخروج من التبعية والاعتماد على المستعمرين في بناء المجتمع في جميع مجالات الحياة , وهذا يقودنا للتذكير بوجود خيانة في جسد الأمة تتمثل في اذناب المستعمر واتباعه والعملاء والخونة , الذين لهم الدور الرئيس في وصول الامة الى ما هي عليه اليوم , وان من واجب الجميع التخلص من هذا العفن الذي لا يمت ولا يتوافق مع جسد الامة .

ايها الاحرار
ان هذه الذكرى فيها معاني سامية , للعروبة والاسلام وللانسانية جمعاء , وفيها تواصل ما بين اجيال هذه الأمة لبيان عظم دور قادة عظام وحجم المؤامرة التي تتعرض لها الأمة , وفيها عبر ومعاني عديدة , واستذكار لمرحلة من مراحل هذه الامة الانسانية العظيمة , ولنتذكر دائما اننا امة الخير والسلام وليس الذل والهوان , وامة الرسالات التي تميزنا عن سائر الأمم . ولنعود بذاكرتنا الى الوراء قليلا , الى ما قبل احتلال العراق , عندما وقف الأبطال على بوابة الأمة الشرقية بكل ثبات واقتدار لردع اعداء هذه الأمة عن انتهاك كرامتها وعزتها , وما حدث بعد ردع الحاقدين من مؤامرات لوقف مسيرة التحرر والبناء التي قادها القائد الشهيد رحمهم الله ورفاقه بكل ثبات ويقين ان النصر من عند الله هو الناصر اليوم او غدا او بعد حين .

ان علينا ان نحيي هذه الذكرى العظيمة ونصارح انفسنا في كل لحظة من خلال استذكار الدروس والعبر من تجربة قيادة من التاريخ , تجربة قريبة وليست بعيدة ,أبت الا ان تكون مرفوعة الرأس وتسجل درسا عظيما للتاريخ والأجيال , للأمة وللانسانية جمعاء .

عاشت الأمة , عاش العراق وشعبه الأبي
عاشت فلسطين حرة عربية من البحر الى النهر
المجد والخلود لشهداء الأمة الأبرار
وشهيدها الحي فينا بنهجه ومبادئه والقيم
النصر للمقاومة والاحرار
وما النصر الا من عند الله

المهندس صهيب الصرايره
لجنة الوفاء للشهيد صدام حسين وشهداء الأمة / العراق والاردن