شبكة ذي قار
عـاجـل










أياً كانت بؤر الصراع أو التوتر في المنطقة العربية ، فليس هناك من يملك الأولوية في الصراع أكثر من فلسطين ، ففلسطين فيها مركزية الصراع العربي الصهيوني ، وهذ الصراع يتميز عن غيره بأنه صراع وجود لا صراع حدود ، حتى احتلال بغداد على خطورته ، والاستحواذ على سوريا رغم أهمية الدور الذي تلعبه سوريا في المنطقة ، إلا أن الصراع العربي الصهيوني يعتبر الأس الأول في الصراع الموجود في المنطقة ، نظراً لأن العديد من الصراعات تولدت نتيجة وجود الكيان الصهيوني جاثماً على صدر فلسطين ، لخطورة الدور الذي يلعبه الاحتلال الصهيوني في تقسيم المنطقة ، والدور الذي يلعبه الكيان الصهيوني كشرطي حراسة من جهة ، وكحاجز بشري يفصل بين جناحي الأمة في الشرق والغرب ، بالاضافة إلى الدور المناط بهذا الكيان ، ككيان عنصري عدواني توسعي .

فلسطين وكما هو معروف في طبيعة الصراع لن تحررها الأنظمة ، وكذلك لن تتمكن القوى الفلسطينية من تحريرها من البراثن الصهيونية ، لخلل في ميزان القوى بين الامكانيات الفلسطينية والامكانيات الصهيونية ، ولأن الخطر الصهيوني لا يقتصر على فلسطين وحدها بل هو خطر على الأمة ، فمهمة تحرير فلسطين تتحمله الأمة بأسرها ، فالصراع في جوهره صراع عربي صهيوني ، وكل الذين يطبلون لصراع فلسطيني "اسرائيلي" ، هم من حيث يعلمون أو لا يعلمون يتآمرون على فلسطين وعلى الأمة ، وكل الذين يشتمون الأمة اليوم نظراً لحالة الذل والهوان التي تسود الأمة بفعل انظمتها السياسية هم في خندق أعداء الأمة ، فالأمة أنا وأنت ، فقبل شتم الأمة عليك أن تسأل نفسك ماذا قدمت على صعيد نهوض الأمة ؟ ، ولو قدم كل واحد منا ما تريده الأمة لما وصلنا إلى حالة الهوان هذه ، رحم الله الشهيد صدام حسين في إحدى المؤتمرات الشعبية التي كانت تعقد في بغداد زمن الحصار ، سمع بعض الخطباء من يشتم الأمة ، فجاء في اليوم الثاني ، وقال " لا تشتم الأمة في بغداد ، ونحن لو لم نكن عرباً لتمنينا أن نكون عرباً " .

إيماننا بعروبتنا وبأمتنا الخطوة الأولى على طريق التحرير في فلسطين ، وفي كل ساحة نضال عربي تهدف لتحرير الأرض والإنسان ، وإنتفاضة أبناء فلسطين تحتاج إلى ايمان الأمة بعروبتها ، والسعي لتقديم كل ما يلزم لادامتها ، لتكون رأس الحربة في التحرير ، وأولى المهمات التي تحقق ادامة الإنتفاضة تتمثل بوحدة الصف الفلسطيني، وتنقية المسيرة من الشوائب العالقة بها من جراء سياسة اوسلو ، وكما عودنا شعب فلسطين المؤمن بقضيته ، فهو لم يقبل الإنسلاخ عن عروبته ، ولا يقبل أن تشتم الأمة في التقصير الذي هو من صنع الأنظمة ، وهو يرى أن تجار اوسلو يتسابقون في خدمة العدو الصهيوني .

يجب التفريق بين الأمة والنظام السياسي العربي ، فالأمة وإن كانت في طور الوحدة فهي أيضاً في طور التحرير ، فالأمة تحتاج لوحدتها للخلاص من مأزق التفرقة والتجزأة من جهة ، وللخلاص من مأزق التبعية من جهة أخرى،عندها يكتمل بناء الأمة في عملية التطابق ما بين جوهرها وواقعها ، أما الوضع الذي تعيشه الأمة فهو وضع فيه من التناقض والمرض ، حيث واقع الأمة ـ التجزأة ـ ليس منطبقاً على جوهرها ـ الوحدة ـ ، لذا لا يجوز أن نتحدث عن الأمة وننعت تقصيرها ، ونصل حد شتمها في التقصير الحاصل في المشهد النضالي الفلسطيني ، كما سيكون الحال في المشهد النضالي العربي في الساحات العربية الأخرى ، كالعراق وسوريا على سبيل المثال .

علينا أن نكون في خندق فلسطين في إنتفاضة شبابها الثالثة ، كما نكون في خندق المقاومة العراقية وثوار سوريا ...الخ ، فكلها أرضنا وليس هناك من أرض عربية لها قدسية على أخرى ، وبالتالي لا يظنن أحد أن علينا أن نتطلع إلى القدس وننسى بغداد ، فبغداد تملك القدرة على تحرير القدس كما علمنا التاريخ ، وبالتالي علينا أن لا نتشرنق في نضالنا القومي بمكان واحد من بلادنا العربية يرزح تحت الاحتلال .

إنتفاضة شباب فلسطين تاج على رؤوسنا جميعاً ، وعلينا أن نفكر فيما يمكن أن يتم تقديمه لشد أزرهم ، والوقوف إلى جانبهم ، وتقديم ما يمكن مساعدتهم ، حتى بأضعف الايمان في الكلمة ، والمهرجانات والندوات ، وبكل ما يمكن أن يقدم للشهداء وعائلاتهم ، وللجرحى واحتياجاتهم ، فذلك طريق الوقوف مع الإنتفاضة وشبابها ، خير ألف مرة من لغة الشتم التي تعتبر معيبة في حق أصحابها .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاحد ١٧ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تشرين الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة