أثني على بيان رئيس منظمة سفراء السلام العراقية الشيخ جمال الضاري، اليوم الجمعة 9 – 10 – 2015، الذي وجهه الى دول الاتحاد الاوروبي ونقلته "المستقلة" وأعرب فيه عن قلقه من هجرة آلاف الشبان العراقيين الى اوروبا، لأن ذلك لا يصب في مصلحة العراق أو دول الاتحاد الأوروبي، بل من شأنه أن يعقد الوضع أكثر في العراق.

إن الشيخ الضاري انطلق في بيانه هذا من مقولة علي عزت بيجوفيتش، أول رئيس لجمهورية البوسنة والهرسك بعد انتهاء حرب البوسنة والهرسك، والناشط السياسي البوسني والفيلسوف الإسلامي، الذي ألف كتباً عدة أهمها الإسلام بين الشرق والغرب، تلك المقولة الرائعة التي نصها: "لا تقتل البعوض، وإنما جفف المستنقعات"، فقد دعا دول الاتحاد الأوروبي للعمل مع العراقيين نحو حكومة أكثر شمولية وعدلاً، لتحقيق سلام دائم يمتد من بروكسل إلى بغداد، لأن أزمة هجرة العراقيين إلى أوروبا لن تنتهي بمجرد هزيمة داعش، بل بمعالجة جميع أسباب الهجرة.

وأسباب الهجرة يعرفها العالم كله ولا تخفى على أي إنسان على الكرة الأرضية، وهي احتلال العراق وفرض عملية سياسية غير عراقية على العراقيين ودستور لم تكتبه يد عراقية مليء بالألغام التي تزرع الفرقة بين أبناء الشعب، ولو لم يكن العراقيون متمسكون بوحدتهم الوطنية لاندلعت بينهم بسبب هذا الدستور وهذه العملية الغريبة حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله، وفرض غرباء يتحكمون بمصائر العراقيين شكل كل واحد منهم ميليشياه التي شرعت تقتل بالعراقيين وتشردهم وتنهب ممتلكاتهم، فيما السياسيون الغرباء الحاقدون على العراق وأهله استحوذوا على ثروات البلد وأفقروا العراقيين ونشروا بينهم أمراضاً نسوها حباً في الانتقام منهم لانتصارهم على إيران في حرب الثمانينيات.

نعم، أنا مع دعوة الشيخ الضاري فالعراق لن تخلصه من الوهدة التاريخية التي رماه فيها الاحتلال إلا حكومة من أهله تحبه وتحب شعبه وتشرع ببناء ما دمره المحتلون ووكلاؤهم الصغار الذين انتفض عليهم العراقيون من شمال الوطن إلى جنوبه.