شبكة ذي قار
عـاجـل










جاءت عملية بيت فوريك الفدائية النوعية التي وقعت أحداثها على مدخل بيت فوريك شرق نابلس بتاريخ 1/10/2015 في ذات المكان ونفس اليوم الذي تم فيه اغتيال الشاب الفوريكي الأصم والأبكم أحمد خطاطبة بدم بارد على حاجزبيت فوريك ,تلك العملية التي أدت لمقتل إثنين من رعاع المستوطنين وعدم المس بالأطفال المرافقين لهم لتبعث رسائل عديدة مفادها :

أولاً: قدرة الشعب الفلسطيني على توجيه الضربات المؤلمة للعدو الصهيوني في كل مكان وزمان والتكيف مع الظروف المستجدة من خلال تطويع وسائله النضالية وجعلها ملائمة ومسألة التفوق الصهيوني في مختلف المجالات العسكرية والتكنولوجية والمعلوماتية وتسديد الضربات الموجعة في صميم الحركة الصهيونية العنصرية.

ثانياً: اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ العملية وخصوصاً في الوقت الذي تصعد فيه إسرائيل من وتيرة أعمال البناء في المستوطنات والتهويد في القدس والأغوار والعدوان الغاشم على المسجد الأقصى المبارك ,إضافة لما تشهده الأراضي المحتلة من عمليات العربدة لرعاع المستوطنين المنفلتين من عقالهم ليمارسوا الجريمة بأبشع صورها ويعيثوا في الأرض فساداً وتخريب وإمعاناً في القتل والجريمة والتي كان أخرها حرق عائلة الدوابشة وهم أحياء نيام في منزلهم الكائن وسط قرية دوما جنوب نابلس, وقتل الشاب الأصم الأبكم على حاجز بيت فوريك,وهنا لا نسى أيضاً أن العملية جاءت بعد خطاب الرئيس الفلسطيني مباشرة في الأمم المتحدة والتي أعلن خلالها وأمام العالم أجمع فشل ما يسمى مسيرة التسوية السلمية ووصولها لطريق مسدود بسبب التعنت الصهيوني ونظام الأبرتهايد الممارس والممنهج بحق الشعب العربي الفلسطيني.

ثالثاً: رسالة أخلاقية إنسانية تظهر نقاء ثورة الشعب الفلسطيني والتزامها المعايير الدولية والقانونية والقيم الإنسانية وتجلى ذلك في الامتناع عن قتل الأطفال المرافقين لرعاع المستوطنين المستهدفين في العملية البطولية في الوقت الذي تمارس فيه دولة الاحتلال بكافة مستوياتها أبشع الجرائم الحيوانية بحق أطفال وشيوخ فلسطين من أمثال الأطفال ( محمد ابو خضير ومحمد الدرة وإيمان حجو وحامد خطاطبة وعائلة الدوابشة بكاملها وكذلك الشيخ الجليل محمد الزلموط ) وغيرهم الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ.

رابعاً: فشل جميع المخططات الصهيونية الرامية طمس الهوية والقضية العربية الفلسطينية ووأد ثورة الشعب وتعطيل مسيرة كفاحه نحو تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة العربية الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

خامساً : جاءت تلك العملية لتؤكد إصرار شعبنا على خوض الكفاح والجهاد المقدس وبكافة الوسائل الممكنة وصولاً نحو أهدافه المشروعة في الحرية والاستقلال وكنس الاحتلال والاستيطان وتحرير الأسرى المعتقلين واستعادة كامل الحقوق العربية في أرض فلسطين التاريخية.

نعم لقد شكلت تلك العملية النوعية نجاحاً باهراً للمقاومة الفلسطينية في وجه الجلاد الصهيوني الفاشي وخصوصاً في ظل ما تشهده الساحة العربية من تصدع وترهل وتفكك, مؤكدة من جديد قدرة الأمة العربية وهذا الشعب العظيم على النهوض وتحقيق الانتصار.





الخميس ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة