شبكة ذي قار
عـاجـل










"{{ من لا يستطيع الوقوف على قدميه معتمدا على نفسه، فلن يجد من يعطيه عكازا ليفعل ذلك }}" الشهيد الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي : صـــــدام حسين

البعث حزب رسالة ، والرسالة هل تنتهي؟ هل تحققت الأهداف التي ندب البعث نفسه لحملها و تحقيقها؟ هل يمكن أن يحققها غيره من الذين اقتبسوا أفكاره أو قلدوها، وهل ينجح المقتبس والمقلد و يفشل الأصيل؟ هل حزب البعث العربي الإشتراكي شركة يمكن أن تنتهي باتفاق المتعاقدين و انسحاب المساهمين؟

حزب البعث لا يمكن أن يكون مدافعاً ، لا يمكن أن يكون خائفاً على أعضائه أن ينهزموا و يتخلوا عنه ، لا يمكن أن يمسي همه الحرص والمحافظة وسد الأبواب و النوافذ لئلا يهرب فلان أو فلان ، حزبنا لا يمكن أن يكون مترجيا أو متوسلا لهذا أو ذاك ممن اختار غير طريقه ان كان بصيغة الفعل أو الرؤية ،حزبنا لا يمكن الا أن يكون مهاجما ، وإلا مجازفاً بأعضائه يكسبهم ويشدهم إليه بمقدار ما يعرضهم للخطر ولكل ما يمتحن إيمانهم و ثوريتهم ، و أخلاقهم الأصيلة ويثبتها و يزيدها عمقاً وصلابة ، و ليس كالظروف الراهنة ما يساعد الحزب على تعميق تجربته و العودة إلى أصالته ومتابعة رسالته.

 لقد استمات أعداء الحزب منذ تأسيسه و عبر محطات عديدة و بخاصة خلال الأربعة عقود الأخيرة ، لكي يظهروا و يثبتوا في أذهان الشعب العربي أن الحزب قد انتهى ، و أن الحزب هو الذي ارتكب الانحرافات في العراق، و أنه هو الذي تسلط في سورية و أرهب الشعب و قمع و نكل و قتل ، و أنه تخلف رؤية و تسييرا ، فعل يتخذ في كل محطة شكل معينا من الخطاب و مساحة مختارة بمفهوم الإعتراض لأي توثب يتوخي الحزب فعله ان كان علي مستوي قطري أو قومي ، و كادت الدعايات المزورة تطمس الحقيقة إلى أن شعت حقيقة الحزب من خلال : 

 أولا = جريمة الإحتلال الصهيو ــ الإمريكي ــ الإيراني و العمل علي اجتثاث تجربته الوطنية و القومية في العراق في كل ميادين الحياة التي ثبتتها ومثلت سببا رئيسيا من الأسباب التي جعلت العراق يتعرض أرضا و شعبا لكل ذلك التدمير و القتل ، و كيف تعاطي رفاقكم هناك معها و لازالوا يتعاطون معهم بمنطق الإشتباك وصراع ارادات تواجه فيها المبادئ الثابتة للعروبة قيما و فعلا همجية العولمة بمن يمثلها من أطراف دولية و إقليمية و محلية "" أمريكا ببربرية الكاوبوي ، و همجية الحقد الإيراني ، و نذالة المرتد وقذارة المتأسم العميل." 

ثانيا = الإنكشاف النهائي لجريمة 23 شباط 1966 و تعرية افرازاتها رغم ظخامة التغطية و تعدد الأغطية التي توفرت لها و لا زالت ، و واكبتها كجريمة طيلة أربعة عقود من الزمن لا في حق الحزب فحسب كحالة معبرة عن طموح الأمة في التحرر و انما ضد الأمـــــة العربية هوية و أرضا ، و ارتهان شخوصها و توابعهم الي استراتيجيات تتقصد فيما تتقصده من افعال أساسية لها الوطن و الشعب العربي بصيغة التغييب و الإجتثاث التاريخي ، ليتكشف حجم معاناة الحزب النضالية سواء و هو يقود التجربة العراقية أو يناضل تعبيرا عن طموح الأمة في الوحدة و التحرر في الساحات القطرية ، ويصارع الانحراف والفساد ولا يستسلم ، أنه كان قوياً بعقيدته ، أميناً على أهدافه ،حريصاً على أخلاقيته .

تجربتين لهما من العمق ما يكفي ليجعلكم لا و لن تتوقفوا عند هذا او ذاك ممن اختار طريقا غير طريق المبادئ .ان ما ترونه هنا أو هناك ،و في هذا السجال الذي يتوشح الفكر ظاهرا ويعمل علي اجتثاثه مضمونا كمثال هو حالة لا تفهم الا من خلال :

· أولا = أن الحزب أسقط من حسابه موضوع السلطة و عاد منذ جريمة احتلال العراق تماما مثل جريمة 1966 إلى نفسه ومبادئه وقدره النضالي البطولي الذي يهزأ بكل سلطة.

· ثانيا = كون الحزب فرض المقاييس الثورية نفسها دون جهد أو عناء، ليأخذ الزمن مدلوله الثوري ، فلا يكون اختصار الزمن بالحيل و تجاوز النضال و قواعد العمل الثوري ، بل على العكس بمضاعفة النضال وتعميق الوعي و ترسيخ السلوكيات الصائبة التي أرساها طيلة مسيرته النضالية ان كانت في صيغها الفكرية العامة أو تلك التنظيمية لا في عمومياتها و انما في جزئياتها و عدم الإستهانة بها دون جمود أو انغلاق فكري أو القطع او الإستعلاء أو الإستهانة بالآخر .

قطعا من المؤلم أن نري حالة كهذه الحالة أو غيرها مما سبق و عايشناها في صيغة غير هذه الصيغة ، و لكن علينا أن نفهم من إن حزبنا لن يتمكن من متابعة دوره التاريخي بعد الكبوات التي لحقت به ، و بعد النكسة القومية الثانية التي نزلت بالأمة العربية ممثلة في احتلال العراق ، و ما افرزته من تجليات ناضحة عما يسمي" بالربيع " من ز بد " نضالي موهوم " نعيشه في تونس و في غيرها من ساحات الوطن الكبير ، إلا إذا استعاد مبرر وجوده كحركة تاريخية تعمل لمئات السنين ، و إلا إذا طرح مناضلوه قضيته و قضية الثورة العربية على مستوى الحياة أو الموت ، و القبول بالموت كضمانة متجددة لأصالة الحزب و جدية دوره التاريخي في الثورة العربية المعاصرة.

ان الفرصة القائمة اليوم بكل كارثيتها في جانب وبما توفر من عوامل الرد المتقدمة سواء من حيث التخطيط أو الممارسة في الجانب المقابل لهـــا تجعل المرء لا يتردد في القول من أن فرصة للعمل الثوري القائم على الفكر العربي بأهدافه التي صاغها ، قد أتيحت للشعب العربي من جديد... فرصة تاريخية كالتي أتيحت قبل ستة عقود علي خلفية احتلال فلسطين تتاح اليوم أمام أبناء الأمة العربية لكي تبنى حركة الشعب للنهوض من جديد على أرض صلبة ونظيفة .

فالغد يحمل لنا مفاجآت وثورات تصحح المنحرف والمركوب ،و تؤكد عمليا قيمة الرسالة التي يحملها البعثيون ، و حق الأمة في النهوض.

و أخيرا رحم الشاعر القائل :

وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها ** وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

d.smiri@hotmail.fr





الثلاثاء ١٧ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيلول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة