شبكة ذي قار
عـاجـل










شهدت بغداد ومحافظات الجنوب والوسط تظاهرات شعبية ضد فساد السلطة والمفسدين والمطالبة بمحاسبة سراق قوت الشعب والمجرمين بحقه ومحاكمتهم والانتصاف منهم واستعادة الاموال المنهوبة وتوفير الخدمات وبالاخص الضرورية وعلى رأسها الكهرباء وماء الشرب ،وهذه المرة ، وبعد ان بلغ السيل الزبى، كانت المحافظات الجنوبية هي السبّاقة والتي لم يستطع اعلام السلطة التعتيم عليها ولم يمنعهم رعب السلطات والعصابات المسلحة المرتبطة بها والعيون الفارسية المنتشرة! ،وتظاهرات اليوم انتفاضة جماهيرية غاضبة وجادة في دعوتها ازالة سلطة الفساد والاجرام واللصوصية وفضح المفسدين ،سياسيين ومعميين ممن سخروا الدين والعقائد لخدمة اسيادهم واغراضهم الدنيئة وبيع البلاد ونهب المال العام وتلويث العقول وتأخير المجتمع وبث سموم البدع والاباطيل وآلافات الخطيرة والتي تسيء للاسلام الحنيف،انها تحد واضح واستعداد لكل ما سيواجههم من مخاطر وعنف كان السمة الاساسية لسياسة المحتلين واذنابهم من سلطة وميليشيات اجرامية خبرها شعبنا طيلة اكثر من عقد من الزمن،وكانت رسالة واضحة قرأها المتسلطون وفهموا مغزاها رغم مهاترات وردود حاقدة لبعض المفسدين وتخرصاتهم باتهام جهات سياسية بانها وراء ذلك .. فتداعى اغلبهم باعلان التأييد والمشاركة مع المتظاهرين ،

ومن جانبها دعت ( المرجعية ) الحكومة الى الاستجابة للمطالب المشروعة ومحاسبة المفسدين ، واصدر ( العبادي ) رئيس الحكومة عدة قرارات لترشيق السلطة برئاساتها الثلاث المنتفخة بالمحاصصة الطائفية وذلك بألغاء مناصب نواب الرئيس ونواب رئيس الحكومة وعناوين اخرى ووعد بالمزيد من الاجراءات والاصلاحات،وفي قراءة اولية لهذه التظاهرات .. نخلصبما يمكن اجماله بالاتي :ـ

1ـ انها تظاهرة شعبية حقيقية تترجم نفاذ صبر المواطنين على سلطة عميلة ينخرها الفساد وتتحكم بها احزاب دموية ،وعقائد طائفية، وسياسون وملالي فاسدون وعملاء وخونة ومحتل معاد وعدو حاقد وطامع في العراق خاصة ودول المنطقة العربية عامة .

2 ـ المشاركة الواسعة والاستمرارية وبشعارات صريحة في رفضها للسلطة وللمحتل الاجنبي واذياله .. دليل على كسر حاجز الخوف والرعب من سلطة ظالمة وميليشيات دموية،وصيحة شعبية رافضة للمحتل وكل مخلفاته، وخطوة جادة على طريق التغيير الشامل .

3 ـ مع الاخذ بنظر الاعتبار ان الاستجابة السريعة للحكومة ومن قبلها ( المرجعية ) ربما تكون من باب امتصاص غضب ونقمة الشعب المنتفض والثائر ،وتدخل في خانة سياسة المخادعة والتسويف والتخدير وكل الاساليب والحيل التي عرفت بها السلطةّ وذلك لامتصاص زخم الثورة المتصاعد .. ولكنها مع هذا تعكس واقع رعب وخوف السلطة الضعيفة وكتلها السياسية المتناحرة وخشيتهم واسيادهم من الانهيار والسقوط ومواجهة المصير المحتوم الذي ينتظرهم لما اقترفوه من جرائم بحق العراق وشعبه.

4 ـ انها صرخة بصوت عراقي مدّو .. كفى للظلم وجريان الدم العراقي الطاهر وبيع البلاد بعد استباحتها من محتلين بغاة، كفى لطغيان المليشيات ولغة العنف السائدة ، كفى لتشريد وحرمان الملايين ومعاناة وحرمان الطفولة واذلال الحرائر ، كفى للفساد العام و نهب الثروات والافقار والتجويع والتجهيل والظلامية، كفى للتخريب والطائفية وتمزيق البلاد وبث الفتنة بين ابنائه" انها صرخة شعب عظيم يرفض الذل والرذيلة والتبعية والخنوع للاجنبي وحكم العملاء والجواسيس والفسدة وسراق المال العام ".

5ـ تحرك السلطة بشقيها الحكومة والبرلمان وكذلك موقف المرجعية والاجتماع المشترك بين سفيري الشركاء في تدمير واحتلال العراق ،الاميركي والايراني ، وما تردد من تأييدهما لموقف ( العبادي ) والدعوة للاستجابة لمطالب المتظاهرين، واحاطة مطار بغداد والمنطقة الخضراء بقواتهما .. يؤكد تلمس السلطة ومن وراءها ( اميركان وايرانيين ) مخاطر انتفاضة الشعب على وجودهم ولايستبعد ان يكونوا جادين في موقفهم لادراكهم بانه لاضمان لنزع فتيل ثورة لن ترحمهم الا بالاستجابة للمطالب ! وربما تكون خدعة ومناورة للتهدئة حتى وان تطلب الامر اجراء بعض التغييرات والمناقلة في مواقع ومسؤوليات ذات الوجوه الخائبة التي جاءت مع المحتل، والشروع بتشكيل لجان للتحقيق في ملفات الفساد، ان اساليب المراوغة هذه لن تنطلي بسهولة ولن تمر اليوم فـ "المرء لايلدغ من جحر مرتين" ولم يعد المواطن حتى البسطاء في غفلة من محاولات السلطة اللعب على الذقون.

6 ـ التظاهرات بدأت بمطالب خدمية وتحديداَ توفيرالكهرباء في هذا الصيف اللاهب،ولكن الشعارات المرفوعة تطالب بالتغيير الشامل والحل الجذري لكل المشاكل ووضع حد للمعاناة وللافقار والتشريد والنهب للمال العام ، ولاستهتار وعنف المليشيات الطائفية وللهيمنة الفارسية والوجود الاجنبي .. وهذا يعني اسقاط العملية السياسية الفاشلة بدستورها وتشريعاتها وكل قوانينها الجائرة بحق الملايين .

7 ـ حذار .. حذار .. حذار .. من التخدير بوعود معسولة وتطمينات سرابية وبألاعيب تسويفية وهو ما تعرف به سياسة الفرس المتنفذين واتباعهم في السلطة .. ولتكن الارادة ثابتة لا تزعزعها تصريحات ( فلان ) وتهديدات ( علان ) ! ولتستمر المظاهرات والضغط بعزيمة اصحاب الحق والذائدين عن بلدهم وشعبهم والمطالبين بحقهم في العيش بحرية وكرامة وآمان وتآخي لكل المكونات الاساسية والتأريخية للشعب ، وهذا لايتحقق بترميمات اصلاحية زائفة وانما بالتمسك بالمطالب المشروعة و النضال المتواصل لانتزاعها وحتى التغيير الشامل بكنس المحتلين وكل مخلفات الاحتلال والعودة بعراق متقدم مزدهر.





الاربعاء ٢٧ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٢ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة