شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ وطأت أقدام الصهيونية البغيضة فلسطين ودنست أرضها المقدسة بفعل تواطؤ دولي لا يستهدف فلسطين وحدها فحسب بل ألأمة العربية من محيطها لخليجها ,دأبت قواتها وعصاباتها على ممارسة سياسة القتل المبرمج والممنهج بحق أطفال وشباب وعجائز الشعب العربي الفلسطيني ,ودفن العديد منهم وهم أحياء في مقابر جماعية ضمت جثامين المئات وتم اكتشافها مؤخرا في عدة مدن فلسطينية ساحلية وخصوصا في مدينة يافا العربية ...تلك السياسة المطبوخة جيدا في دهاليز الحركة الصهيونية العالمية ومعها القوى الامبريالية الاستعمارية والتي تستهدف إجراء أكبر عملية تطهير عرقي وأكبر جريمة بحق الإنسانية أسفرت حتى ألان عن تهجير أكثر من نصف السكان العرب في فلسطين, وطردهم خارج ديارهم وحدود أوطانهم ألأصلية,إضافة لاحتجاز مئات الآلاف ممن بقوا صامدين على أرض وطنهم الأم وسج بهم في أتون المحارق والغرف المعتمة في سجون تمارس فيها أبشع ألوان القهر والتنكيل والتعذيب والبطش.

وعلى الرغم من قبول القيادة الفلسطينية لأسوء إتفاق سلام عرفته البشرية والشعوب المناضلة ضد الظلم والاحتلال والاستعمار ,وقدمت في طياته تنازلات فلسطينية هائلة ومجانية للجانب الصهيوني الغاصب, لم تفلح كلها في لجم واستئصال النزعة الغريزية الإجرامية لدى الصهاينة وجهابذة الحركة الصهيونية العالمية ,ولم تمنعهم من الاستمرار في ممارسة سياسة الإعدام والقتل بدم بارد بحق أطفالنا وشبابنا وشيوخنا ..تلك السياسة التي أودت حتى ألان بحياة مئات الأطفال الرضع وآلاف الشباب والشيوخ العجز والتي كان اّخرها إحراق الطفل محمد ابو خضير وهو حيٌ يرزق في القدس المحتلة ,وكان من قبله الطفل حامد خطاطبة من بلدة بيت فوريك والذي تم إعدامه وإحراق جسده الطاهر ,وكذلك الشيخ العجوز من نفس البلدة محمد عودة زلموط الذي قطعت أطرافه وأوصاله بمنشار الخشب وهو حيٌ يسبح بحمد الله في أبشع جريمة عرفها التاريخ البشري, أضطر معها الرئيس الأمريكي في حينه الخروج عن صمته وإدانتها بأفظع وأشد العبارات, واضطرت أيضا الساسة الصهاينة والصحافة العبرية لإدانتها بشدة.

ولا زالت حتى يومنا هذا يد الصهيونية النازية موغلة في دماء الأبرياء من أبناء شعبنا وأمتنا حتى طالت يدها الغادرة خيرة قادة الشعب الفلسطيني وخيرة شبابه المناضل وتستمر في سياسة الإعدام الممنهج بحق من يقع أسيرا في يد قواتها المجرمة كما حصل مع الشاب المناضل نبيل عارف حنني والمناضلين امجد مليطات وبشار عبد اللطيف وأخيرا وليس اّخرا الشاب الفلسطيني ابن مخيم قلنديا محمد أبو لطيفة الذي اغتيل مباشرة بعد اعتقاله ,وقبله عشرات العمال الذين اغتيلوا عند اجتيازهم السياج الفاصل بين الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 48م طلبا للرزق والمعيشة وانتهوا شهداء إلى عليين.

وإزاء تلك السياسة الصهيونية الموغلة في القتل والحبس والتهويد والاستيطان فإننا نجد لزاما علينا الوقوف عند مسؤولياتنا التاريخية وعلى المستويين الرسمي والشعبي تجاه أطفالنا ونسائنا وشبابنا وشيوخنا والقفز على كل خلافاتنا وما يفرق شملنا ورص الصفوف موحدين في مواجهة غطرسة الاحتلال وجرائمه البشعة بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا ,والتوافق سريعا على وضع البرامج والخطط والاستراتيجيات النضالية الملائمة للمرحلة والمفيدة في مواجهة المحتل مع التمسك بالثوابت الوطنية التاريخية ودون إنتقاص لأي من حقوقنا المشروعة في كامل التراب الوطني الفلسطيني وفي المقدمة منها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وبسط السيادة على كامل حدود فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس الشريف.





الاربعاء ١٣ شــوال ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة