شبكة ذي قار
عـاجـل










يكرر عليّ الصديق والزميل الصحفي والمذيع والشاعر العراقي عماد عبود أني إذا أردت أن أتخلص من الوزن الزائد في جسمي فعليّ أن أبقى في استنبول، فهي تحب المشي، على الرغم من توفر جميع أنواع وسائط النقل من القطار مرورا بالترام وصولاً إلى الباصات الصغيرة.

لكني اكتشفت أن ثمة شيئاً آخر يجبرك على التخلص من وزنك الزائد وهو أن بلدية استنبول نشرت في حدائق المدينة والأماكن الخالية فيها ألعاباً رياضية للكبار وللصغار، ويستحيل أن تمر من أمامها من دون أن تمارس إحدى الرياضات، إن لم يكن جميعها، علما أن عدد حدائق استنبول يكاد يضاهي عدد محلاتها السكنية أو يزيد.

واستنبول ليست كبغداد، طبعاً، وهي تشبه دبي في أنها زرق ورق وتنشر لغة الحياة وتنبذ لغة العنف والموت.. وفي بغداد التي هي ليست زرق ورق هناك رياضات أفضل فهم يدربون حتى الأطفال على السلاح لزجهم في القتال، وينشرون ثقافة العنف والموت والتخريب والهدم وينبذون ثقافة الحياة والجمال.

إنهم يعودون بشعبنا قروناً إلى وراء، باعترافهم هم، بينما العالم يسجل تقدماً وتطورا كل لحظة وليس كل ساعة أو يوم.

إلى متى يبقى الحال في عراقنا هكذا؟

إلى أن يشعر هذا الشعب المسكين إلى أي مصير أسود يسير به هؤلاء الساسة الغرباء الذين سلطهم المحتل عليه؟

كنا نكافح من أجل القضاء على الفقر والجهل والمرض فجاءونا بشعارات ترسيخ الفقر والجهل والمرض، وكنا نعمل من أجل وطن واحد في أمة واحدة، فجاءونا بالفيدرالية والأقاليم والتقسيم لينعم من يريد أن يبتلعنا بالراحة والأمان وهو يزدردنا واحداً واحداً.

إن قلبي يتمزق على الرغم من أني مؤمن شديد الإيمان أن في هذا الشعب من القدرات ما سيوقف هذه المهزلة ويطرد الفقر والجهل والمرض وأسبابها ومنهم الغرباء، من أرضنا، ولكن لذلك ميقاتاً معلوماً وظروفاً يجب أن تتوفر، وألمي يسببه تساؤل قاس ألقيه على نفسي إلقاء صخرة كبيرة: وإلى أن يأتي الميقات المعلوم وتتوفر الظروف كم سيبيد الغرباء من شعبي وكم سيهدموا من معالمه الحضارية؟





الجمعة ٢٣ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / تمــوز / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة