شبكة ذي قار
عـاجـل










لا أظن أن أحداً يمتلك ارشيفاً مصوراً على شبكة التواصل الاجتماعي ( الفيس بك ) يماثل الارشيف المعروض في صفحتي، وأنا أعززه وأوسعه على الدوام، حتى غدا واحة لعاشقي الماضي والغرائب والأسرار والوثائق.

وفي ملف ( إعلانات ) نشرت، قبل أيام، صورة كفّرني بعضهم وسبني وشتمني بسببها وأخرجني من الملة، وهطلت على رأسي من بعضهم الآخر مواعظ، لها أول وليس لها آخر، والصورة إعلان لبيرة فريدة، التي صارت من الماضي ولم يبق منها إلا الاعلان الذي نشرته والمرسوم بريشة رسام الكاريكاتير المعروف ( غازي ).

وسبب ثورة الأخوة، التي لم تهدأ بعد، أني نشرت هذه الصورة في شهر رمضان فهتكت، في زعمهم، قدسيته وروحانيته وانصراف المسلمين فيه إلى العبادة، ولم أعرف، إلى الآن، لماذا ربط أولئك الأخوة شهر رمضان بإعلان قديم لم يعد للمعلن عنه وجود ؟

من كان إيمانه بالله قوياً وعقد النية على أن يصوم رمضان لوجه الله ايماناً واحتساباً هل يغويه الشيطان ويتأثر بصورة كاريكاتيرية وليست حقيقية ؟

الصورة، التي نشرتها، صارت في ذمة التراث، والتراث الوطني ليس حكرا على المصلين المؤمنين، بل هو حق يشترك فيه معنا شاربو الخمور ومرتكبو الموبقات وصانعو المعجزات ومحققو البطولات وأبناء جميع العقائد والأديان والمذاهب المتعايشة على ارض الوطن .. وهذا ما لم يفهمه الطائفيون الذين فرضتهم أمريكا على شعب العراق بعد أن جاءت بهم من كل زاوية عفنة من زوايا العالم.

حسنا، أيها الأخوة المؤمنون، إذا كنتم بضجيجكم على صورة تريدون أن تقولوا لنا إنكم صائمون، فنحن مثلكم صائمون، ونحن كتبنا عن دماء العراقيين التي مازالت تسيل في رمضان الكريم، ثم دماء الكويتيين الأبرياء والتونسيين الأشقاء، ودماء سبعة آلاف عراقي بدأت حكومة الاحتلال بنحرهم، في هذا الشهر الكريم المبارك، فلماذا لم تثر غيرتكم ولم تثيروا أي جدل أو نقاش حولها ولم تعلقوا بكلمة واحدة عليها ؟ هل أصبح نشر صورة قديمة لمشروب أكثر خطراً على أخلاق الناس وعلى الدين، وأشد حرمة من إزهاق أرواح المسلمين على يد حكومة الاحتلال ووحوش الارهاب ومجرمي الحشد الشعبي الطائفيين ؟

إذا لم تكن لديكم غيرة على وطنكم وأبناء شعبكم فغيرتكم على دينكم ورمضانكم محض أكذوبة وادعاء .. فلتراجعوا انفسكم وحساباتكم ولتكونوا، أولاً، مع مظلومي شعبكم لا مع ظالميهم لتستحقوا أن تكونوا مسلمين ، وأن تنبذوا الطائفية لتستحقوا أن تكونوا من أتباع محمد صلوات الله وسلامه عليه ومن محبيه.

أيها الواعظون عظوا أنفسكم وارهبوها أما أنا فلا تستطيعون أن تعظوني ولا أن ترهبون.
 






الاثنين ١٢ رمضــان ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / حـزيران / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة