شبكة ذي قار
عـاجـل










لم تشهد الأمة العربية أوضاعاً كارثية كالتي تشهدها اليوم وتحديداً منذ انهيار الجبهة الشرقية للوطن العربي، أي منذ العام 2003 عندما قام التحالف الأميركي الصهيوني الغربي وبتواطؤ إقليمي وبعض أنظمة عربية بعداونه ضد العراق وإسقاط نظامه الوطني بقيادة الشهيد القائد صدام حسين، ومنذ ذلك التاريخ بدأ التكالب على أقطار الوطن العربي والذي أخذ أشكالاً متنوعة، تارة أخذ شكل الهجوم المباشر كالذي جرى في ليبيا وتارة اخرى بحجة نشر الديمقراطية وتقرير المصير كما حدث في جنوب السودان والذي أدى إلى انفصاله عن القطر الأم.

لكن أخطر أشكال هذا التكالب هو العمل على تقسيم وتفتيت مكونات الأمة العربية إلى عناصر تتناحر فيما بينها بما يخدم أعداءها وخصوصاً الكيان الصهيوني الذي يعمل بكل وسائل الترغيب والترهيب على أرغام العالم على قبول فكرة أن "إسرائيل دولة يهودية في قلب الوطن العربي بحيث تكون هذه الدولة الدينية الأقوى في منطقة ما يسمى و"الشرق الأوسط الجديد" بين مجموع الدويلات المذهبية والعرقية ومعه بدأت بعض القوى ذات اللون المذهبي وبدعم إقليمي وغربي لا بل صهيوني على تعزيز وبسط نفوذها بحجة الدفاع عن مصالح الأمة وقد تجلى ظهورها وبمزيد من القتال الدموي وبمزيد من الاحقاد والانقسام والتشرذم.

أما المظهر الأخطر لهذا التكالب فهو تطويع الحراك الجماهيري العربي الذي شهدته بعض الأقطار العربية وتحويله عن مساره الطبيعي الهادف لإقامة أنظمة منبثقة من ارادة الجماهير والتواقة إلى التحرر وإقامة الحكم الديمقراطي على أنقاض أنظمة مهتدئة يعبث فيها الفساد والديكتاتورية.

وهكذا وبعد أن كاد الحلم العربي يتحقق أخذ يتلاشى شيئاً فشيئاً لتعود الفوضى واستغلال قوى إقليمية لهذا الحراك لتعزيز نفوذها عبر امتداد الوطن العربي.

إن الأمة العربية وحزبها الطليعي، حزب البعث العربي الاشتراكي، ومهما كانت التحديات التي يواجهانها لا تزال قادرة على خلق القيادات التاريخية، كالقائد الشهيد الخالد صدام حسين للعمل على تصويب مسارات نضالها بالاتجاه الصحيح لتعود الأمة لأخذ موقعها في مصاف الأمم المتقدمة .

هذه التحديات يتجلى بعودة العراق للعب دوره القومي والريادي في الدفاع عن حقوق ومصالح الأمة إن على الجبهة الشرقية للجم التغلغل الفارسي أو العمل على إعادة الحقوق المشروعة للشعب العربي في فلسطين المحتلة بإسترجاع أرضه المغتصبة من قبل الكيان الصهيوني.

وإننا إذ نؤكد على أهمية عودة العراق إلى ما كان عليه قبل العدوان الغاشم وسقوط بغداد بيد الطغاة فلأن التصدع والأوضاع الكارثية التي يعيشها الوطن العربي ما كانت لتحصل لولا سقوط العراق وعليه نؤكد مجدداً أن الأمة مطالبة بجميع مكوناتها بإعطاء نضالها البعد القومي لوقف النزف البشري والتهديم المادي الممنهج ونهب خيرات الأمة.






الجمعة ١٢ رجــب ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / أيــار / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. محي الدين بيان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة