شبكة ذي قار
عـاجـل










الرفيق العزيز المناضل عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي والقائد الأعلى لجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني المحترم .

الرفاق الأعزاء في القيادتين القومية والقطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي المحترمون.

بسرور واعتزاز أتقدم إليكم باسمي وباسم اللجنة القيادية لحزبنا الشيوعي العراقي بأزكى وأحر التهاني والتبريكات الرفاقية بمناسبة حلول الذكرى الثامنة والستين لميلاد حزبكم الشقيق، الحليف الثابت لحزبنا الشيوعي العراقي في الكفاح من اجل حرية العراق واستعادة استقلاله الوطني ووحدته الشعبية والترابية.

لقد أثبتت المراحل التاريخية التي مرت على بلادنا والبلاد العربية أن حزبكم الشقيق ظهر واستمر كحزب ثوري عبر عن قطاعات واسعة من المناضلين والعسكريين الثوريين ومعهم جماهير الكادحين من شغيلة الفكر واليد، فاستطاع أن يخوض غمار النضال والعمل الوطني والقومي بقيادة حكيمة وشجاعة، وظل يواجه التحديات الصعبة التي واجهتها الامة العربية في عديد أقطارها مؤمنا بثقته الواعية بجماهيره التي تمرَّسَت وتصلبت عبر تجارب الكفاح الطويل ضد مختلف الأعداء.

في هذا الظرف الوطني والعربي والدولي الصعب الذي يمر به شعبنا العراقي وجماهير امتنا العربية إن المحنة تدعونا، كمناضلين ثوريين، إلى تجديد آمال الجماهير بمناضليها التي عَرَّكتهم وصلَّبَتهم المواقف الحرجة، وهم الذين عبَّروا عن قدراتهم على تَحَّمُل حجم المسؤوليات الكبيرة الملقاة عليكم ، وقد اثبتم فعلا، حتى في اشد الظروف حرجا وتعقيدا، أنكم أهلا للقيادة والريادة في المقاومة والممانعة.

ونحن نسير معكم في هذا المسار الثوري المقاوم، مؤمنين في أحلك الظروف بإرادة الشعب العراقي التي لن تّقهر، متحسبين لكل الاحتمالات، ونحن مُتَسَّلحين بوعي ثوري يتجسد في إصرارنا بالشروع من دون هوادة في إعادة البناء التنظيمي لأحزابنا التي طالتها حملات القمع والإرهاب، وسنعمل معاً على تشكيل النواة الثورية الصلبة التي يمكنها بحنكة من قيادة المناضلين على كل المستويات الحزبية والجبهوية في أطر قوى التحالف الوطني العريض في العراق وما يحيطه من تضامن ونصرة من جماهير حركة التحرر الوطني العربية الجديدة المُستَعدة لمواجهة كل الأخطار الامبريالية القائمة ولإسقاط مخططات الغزو والاحتلال مهما كانت ضراوتها وبشاعتها وإجرامها الخسيس .

نحن نرى في صمودكم واستمرار مناضلي حزبكم على التحدي والوقوف بشموخ وعزة وكرامة في سوح النضال الوطني والقومي لهو فخر لنا ولمقاومتنا الوطنية الباسلة التي تفتخر بوجودكم قامة عراقية وقومية وإسلامية تقف على قمة قيادات جبهاتها التي تداعت إلى حمل السلاح والكفاح، وهي تجاهد اليوم في كل سوح العراق ومدنه وقراه لإخراج قوات الاحتلال الأمريكي والصفوي البغيض المندحرة لا محالة في شر هزيمة لأقوى ترسانة للعدوان الاستعماري وتحالفاته الاقليمية.

وها انتم تواصلون الجهاد وانتم في طليعة المناضلين الثوريين في الساحات النضالية، عربيا وقطريا وعالميا، مناضلون أشداء على الأعداء، مما جعل حزبكم الشقيق يحظى بتقدير واعتزاز كل القوى الثورية؛ لما لعبه من ادوار بطولية مُمَّيزة، حيث قدم المئات من الشهداء؛ كان في مقدمتهم الثائر العظيم القائد الشهيد صدام حسين، الأمين العام لحزبكم الشقيق والحليف، إضافة إلى مئات الآلاف من المعتقلين والمشردين والنازحين من ضحايا الاحتلال الأمريكي الصهيوصفوي الغاشم والجاثم على صدر العراق حتى هذه اللحظة.

لا شك في أن ما يواجهه حزبكم وحزبنا وسائر القوى الوطني والثورية في بلادنا ، وما يعانيه شعبنا العراقي كله من هوان وهو يعيش تفاصيل محنتنا ومأساتنا الوطنية اليوم، تُملي علينا جميعا إعطاء الأولويات في نشاطنا وكفاحنا لقضية التحرير الوطني، ولمواجهة قوى الغزو والظلام والتخلف المهيمنة بشكل مطلق على كامل السلطات الحاكمة بحماية وخبرات المحتلين، علينا العمل دون هوادة على طرد جميع قوى الاحتلال الامبريالي، وتصفية جيوب العمالة والهيمنة الصفوية الإيرانية بكل أشكالها وعناصرها وأدواتها المرتبطة بها ومنعها من البقاء والتواجد على ارض العراق.

لقد شخص خطابكم التاريخي الأخير بمناسبة تأسيس حزبكم الحليف، وما أشرتم اليه من سياقات عدة، ضمن هذا الخطاب بمناسبة الذكرى الأليمة لذكرى احتلال العراق، جميع المهمات التي يجب أن تتحملها القوى الثورية في بلادنا وبقية الأقطار العربية لوقف هذه الهجمة الاستعمارية الشرسة المقترنة بالإرهاب المنظم واستفحال التآمر الرخيص ضد شعبنا وشعوب أمتنا العربية والإسلامية الشقيقة.

وبهذه الصدد لا بد لنا أن ننوه باحترام واعتزاز كبيرين بمضامين هذا الخطاب الهام والإشادة بكل توجهاته الوطنية والقومية، الخاصة منها والعامة ، نرى لزاما على مناضلينا استيعاب الدرس التاريخي لأسباب هزيمة شعوب الأمة العربية في عموم أقطارها وتراجع مكانة القوى الثورية عن أخذ زمام المبادرة في الكفاح الوطني والقومي لمنع التراجع الملحوظ مرحليا، وما يعكسه الواقع فعليا من تراجعات وخيمة أمام قوى الثورة المضادة وقوى التبعية المتخلفة المرتبطة بالمشروع الصفوي الخادم لتوجهات قوى الاحتلال الأمريكي الصهيوني.

إن ما جاء في هذا الخطاب من فهم واع لأبعاد الصراع الوطني والقومي وما طرحه من وسائل ومبادرات سترفع من عزيمة مناضلي الأمة والتوجه بصفوف موحدة للنهوض من جديد بمسؤولية إنجاز مهمات العمل الوطني والقومي الراهنة لدحر هذه الهجمة الشرسة على شعبنا وجماهير امتنا العربية والإسلامية.

نؤكد لكم توافقنا مع كل ما طرحتموه من رؤى ومهام ستدفعنا للعمل معا وسويا من اجل تنفيذ المهام الوطنية والثورية لمواجهة الموجة الفارسية الصفوية المتواطئة مع مخططات الاحتلال والغزو الأمريكي الصهيوني للانتقام من شعبنا وامتنا وتاريخهما وحضارتهما.

لقد شخصتم بموضوعية وإدراك عاليين ومنذ زمن بعيد ، أبعاد ومرام الأهداف المرسومة لمخطط التآمر الاستعماري الخبيث الواسع على مسيرة الحزب النضالية وتدمير لحمة القوى الثورية في العراق مستغلين جملة الأوضاع المأساوية التي يمر بها عراقنا الحبيب نتيجة ويلات الاحتلال وما جلبته عصابات الجريمة المنظمة المتحالفة ضمن أطر قوى الاحتلال التي جاءت محمولة على أظهر الدبابات الأمريكية ومن خلال التسلل الصفوي؛ وبما عبثت به أيادي الحاقدين بتفكيك دولة العراق الوطنية ومؤسساتها وجيشها الوطني، وبما اشاعته القوى الحاقدة على مسيرة العراق من خراب ودمار وقتل ونهب وتهجير طال الملايين من العراقيين؛ تمهيدا لإلغاء وجود العراق تماماً من الخريطة السياسية والجغرافية ولمحو انتماؤه القومي .

إن تجربتنا الغنية بالتحالف مع مناضلي حزب البعث العربي الاشتراكي أكدت لنا ولجماهير شعبنا صواب المسار الرفاقي الذي نسير عليه، وما نسعى إليه معاً في توحيد كل الطاقات العراقية الخيرة ورص الصفوف في خندق المواجهة وتحرير العراق تحريراً شاملا من دنس بقايا عملاء الإحتلالَين الأمريكي والفارسي.

وبوجودنا معا في هذه المرحلة العصيبة التي تتطلب رص صفوف وتكريس جهود كل الشرفاء من أبناء شعبنا وقواه الوطنية والقومية والإسلامية، من هنا نحيي كل المساعي المبذولة لبناء وحدة قوى شعب العراق وحفظ وحدة تراب أرض العراق لما تقتضيه مصلحة الشعب والوطن في تعزيز لحمة الكفاح الثوري والتصدي لكافة المتآمرين والخونة الحاقدين.

المجد للعراق ومقاومته الوطنية الباسلة.
عاشت الذكرى الثامنة والستين لتأسيس حزب البعث العربي الاشتراكي.
المجد والخلود لشهداء شعبنا وحركته الثورية.

أخوكم ورفيقكم عدنان الطالقاني
الأمين العام للحزب الشيوعي العراقي – اللجنة القيادية
بغــــــــــــــــــــداد
 ٦ / نيســان / ٢٠١٥






الاثنين ١٧ جمادي الثانية ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / نيســان / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الحزب الشيوعي العراقي - اللجنة القيادية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة