شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يدر في خلدي ان تكون لقاءاتنا مع بعض من اصدقاء المحلة والنقاشات التي تحصل بيننا حول الاوضاع الراهنة آنذاك نهاية ستينات القرن الماضي مدخلا لانتمائي الى حزب البعث العربي الاشتراكي ..حيث كانت النقاشات تدور حول القضية الفلسطينية وعوامل نكسة الخامس من حزيران وما ادى ذلك الى مشاعر الغضب والاحباط لدى الشباب العرب بصورة عامة سيما ونحنُ في مراحل الدراسة المتوسطة ..يحتدم النقاش الثوري وكنا نبوح بأمنياتنا للتطوع في صفوف الفدائيين العرب لمقاتلة العدو الصهيوني والثأر لشهداء فلسطين والامة العربية وبعد عدة لقاءات ..طلب مني احد الاصدقاء منفرداً أن أنتمي معهُ الى صفوف الحزب بعد أن شرح لي مبادئ واهداف الحزب التي تنسجم مع ما كُنت أؤمن به وتربيت عليه من الروح الوطنية والقومية منذُ الدراسة الابتدائية حيثُ تعلمنا على حُب الاوطان والتاريخ العربي والاسلامي الذي يزخر بالأعلام العرب والمسلمين الذين بذلوا حياتهم من اجل اعلاء الحق وتنمية الحضارة العربية والاسلامية التي اقتبست منها اغلب الحضارات الغربية ( يا موطني .. يا موطني ..احمي حماك بالدمِ. وأفتديك بالعزيز ..دُمْ قوياً يا موطني ) .... وافقت على رأي صديقي وطلبتُ منه متلهفاً أن احظى بشرف الانتماء وكان كما وعدني ..لتنقلب حياتي وسلوكياتي رأساً على عقب ..

اصبحتُ أكثر التزاماً بمظهري وعلاقاتي العامة وحتى حلاقة رأسي (كان الشباب حينذاك يتركون الشعر طويلا ويصنعوا الزلوف في لحاياهم حسب الطراز الغربي ) فنبذت هذه الحالة وحلقتُ رأسي لأظهر بالمظهر الحسن للشاب العربي الملتزم ...كانت درجتي في الحزب انذاك (صديق) وهي ادنى درجة للتسلسل الحزبي وبعد ان شاركت بالاجتماعات للحلقات الحزبية ومشاركتي في (العمل الشعبي ) الذي كان ينظمهُ الحزب في العراق لبناء المدارس او المستشفيات او الدور السكنية والمجمعات التي توزعها الدولة لأصحاب الدخل المحدود للمواطنين بدون مقابل وكُنا نردد الاناشيد الحماسية ونحنُ نعمل فرحين ( هلهولة للبعث الصامد ) و ( .. و مرحباً يا معارك المصير .. مرحباً يا عوادي الزمن .. شعبُنا العريق مزقَ الكفن ) و (اصبح عندي الان بندقية الى فلسطين خذوني معكم .. الى رُبى حزينة كوجه مجدلية .. الى القباب الخُضر والحجارة النبيه ) .. بعد مرور سنة ونصف تم ترقيتي الى درجة (مؤيد) بعد امتحان عسير لدرجة تقبلي للثقافة الحزبية ..كنا نتصدر المناسبات الوطنية والقومية وخاصة المظاهرات التي تندد بالعدوان الصهيوني ونؤيد اعدام الجواسيس الذين كانوا يعملون لحساب العدو الصهيوني وهكذا استمرت المسيرة رغم تكالب الاعداء.....ولحد الان ( دايمين دايم وطنا بيكم .. دايمين عالي بيرقنا بيكم ..يسباع ولد سباع صنتوا شرف هالكاع ....كل شعبي أظل عينه عليكم ) ..... فكيف يُريدون أجتثاث فكرُ قد رضعناهُ ونحنُ صغاراَ مع حليب أمهاتنا؟؟؟؟ الا تُعساً لهم ولكل العُملاء الذين أبتلت بهم أُمة العرب ... واللهُ أكبر .. وليخسأ الخاسئون






الثلاثاء ٢١ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٠ / شبــاط / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سامر العنزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة