شبكة ذي قار
عـاجـل










تمر هذه الأيام الذكرى السابعة والتسعون على وعد بلفور المشؤوم والذي جاء على شكل رسالة من الوزير البريطاني آرثر جيمس بلفور إلى الصهيوني اللورد روتشيلد, يشير فيها إلى تأييد حكومته ومملكته أنشاء الوطن القومي الخاص باليهود في فلسطين.


نعم انه وعد من لا يملك لمن لا يستحق,حيث قامت المملكة المتحدة الإنجليزية بإهداء الأرض العربية الفلسطينية للحركة الصهيونية العالمية,كأجراء في ظاهره العطف على اليهود المشردين في العالم كما يدعي,وفي جوهره يحمل مشروعا استعماريا شريرا لا يستهدف فلسطين فحسب,وإنما الوطن العربي بأكمله,وبحيث تكون تلك الدولة الصهيونية بمثابة القاعدة العسكرية المتقدمة للقوى الاستعمارية في المنطقة العربية والتي تحافظ على مصالحها الحيوية فيها والمتمثلة في نهب مواردها وثرواتها وإبقائها خاضعة للنفوذ الرأسمالي الامبريالي.


لقد جاء وعد بلفور المشؤوم في الوقت الذي كانت فيه الأمة العربية تتحفز للنهوض وخصوصا بعد انعتاقها من الهيمنة التركية عقب الثورة العربية الكبرى التي تمتعت بالتأييد والدعم الغربي الإنجليزي في معركة تحرير البلاد العربية من الحكم التركي,ولم تكن قيادة تلك الثورة على علم بما يحاك في دهاليز الامبريالية والصهيونية من مؤامرات تستهدف تقسيم البلاد العربية إلى مناطق نفوذ وانتداب خاضعة للإمبراطوريات الاستعمارية وانتزاع فلسطين ( قلب الوطن العربي ) وإهدائها للحركة الصهيونية العنصرية والفاشية.


لقد مضى قرن من الزمان على أكبر ظلم وقع في التاريخ بحق الشعب العربي الفلسطيني,حيث أعطي الحق لليهود وبدعم غربي كامل لإقامة دولتهم على حساب الأرض العربية الفلسطينية ,بينما لم يكن اليهود في ذلك الوقت يشكلون ما نسبته 5% من مجموع السكان العرب اللذين يعيشون على هذه الأرض واللذين اجبروا لاحقا على الهجرة والنزوح بعد مسلسل طويل من القمع والترهيب والترويع والقتل بلا حسيب ولا رقيب,وارتكاب العديد من المجازر الدموية بحق أصحاب الأرض الشرعيين من شيوخ ونساء وأطفال وبتغطية كاملة من المستعمر البريطاني على تلك الجرائم التي أدت في مجملها إلى ضياع الحق العربي في فلسطين وتهجير أكثر من نصف السكان إلى خارج وطنهم بعد السيطرة والسطو على أملاكهم وعقاراتهم وبيوتهم وبساتينهم وموانئهم على البحر وقتل وحبس مئات الألوف من أبناء الشعب العربي الفلسطيني في نكبة لم يتعرض لمثلها شعب أخرفي التاريخ المعاصر, وعلى مرأى ومسمع مجلس الأمن الدولي وهيئات ومؤسسات الأمم المتحدة التي لم تحرك ساكنا لإنهاء اكبر ظلم وقع في التاريخ ,وأطول احتلال في ظل الديمقراطية الدولية وحقوق الإنسان والذي يضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية التي تصنف الأراضي التي اجتاحتها إسرائيل في العام 67م أراضي محتلة,وبقيت قراراتها هذه حبيسة الإدراج في كهوف ورفوف مقرات الأمم المتحدة بانتظار سطوع الشمس التي تحمل في طيات لهيبها ثورة عربية شاملة تحرق خيوط المؤامرة الامبريالية الصهيونية ,وتجفف العفن وأشكال التخلف العالقة بثوب أمتنا العربية ,وتستأصل بلهيب أشعتها الثورية ذاك الورم السرطاني الخبيث والطارئ في الجسد العربي, والجاثم على الأرض الفلسطينية ,ليعود الحق لأصحابه وتنتهي معه فصول المؤامرة الاستعمارية ,ويتحقق لشعبنا حقه في بسط السيادة العربية على كامل التراب الوطني الفلسطيني,وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف , وتنعم أجبالنا القادمة بالوحدة والحرية والديمقراطية والأمن والعدل والمساواة والاستقرار والرخاء والرقي الحضاري.






الاربعاء ١٢ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ثائر حنني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة