شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ وقت مبكر، أعلنت يأسي التام من العملية السياسية التي فرضها المحتل على العراقيين وقلت أنها لن تنتج ما ينفع العراقيين.


إن أحد أهداف هذه العملية المقيتة خلق الطائفية وتأجيجها بين أبناء الشعب الواحد، ومن ينظر، إلى وراء قليلاً يكتشف صحة ما نقول، ويلمس لمس اليد أن جميع من رضي بالتعامل مع المحتلين وصافحهم وصار من لقطاء عمليتهم المقيتة سار في طريق تمزيق النسيج المجتمعي المتماسك الذي يوحد العراقيين، ولا يغرنك أبداً هتاف بعض هؤلاء ضد الطائفية، ولا يخلبنك حديثهم بالوطنية، فكلهم في هذا المنهج الفاسد المفسد سواء، وقد سبق لشاعر أن قال : ( لا يخدعنك هتاف القوم بالوطن فالقوم في السر غير القوم بالعلن ).


وفي البرنامج الذي عرضته قناة دجلة الفضائية واستضافت به كلاً من حنان الفتلاوي وطه اللهيبي شاهدنا ديكين طائفيين يتصارعان في محاولة لاستثارة عواطف طائفية متخلفة لدى السذج الذين لا يدرون ماذا يراد لهم وبهم، كما أسفرت القناة عن توجهها وهدفها في إثارة هذا الصراع المتخلف البائس، من خلال مقدم البرنامج.


دعك من حنان الفتلاوي فلن يطالبك أحد بإثبات أو دليل أو حجة على طائفيتها، ولكن طه اللهيبي الذي يدهشك عندما يتحدث في الوطنية، أسفر عن طائفيته وهو يهاجم أبناء شعبنا في ميسان ويصفهم بأنهم هنود، والله وملائكته ورسله وأولياؤه والناس أجمعون يعلمون أنهم من صميم العشائر العربية الأصيلة المحبة للعراق والمضحية بكل شيء من أجله.


سألني اللهيبي، قبل مدة قليلة، عن رأيي في تصريح أدلى به إلى إحدى وسائل الإعلام، في حضور زميل له في العملية السياسية الكريهة، على شاكلته لكنه ماهر في إخفاء دوافعه القهرية، فقلت له: بصراحة، أنت كالليمون الحلو، لا يعيبك شيء إلا أن فيك خيطاً من المرارة. وعندما سألني عن هذه المرارة، أجبته: إنها الطائفية التي تذر قرنيها من بين حديثك وتفضح نفسها.


إن الطائفية دافع قهري لا يسيطر عليه حامله، بل الدافع هو الذي يسيطر عليه ويظهر في فلتات لسانه، وإذا تقابل حامله مع آخر على شاكلته سيعبر هذا الدافع، بنحو جلي، عن نفسه، وهذا ما لاحظناه في الثلاثة الذين جمعهم برنامج قناة دجلة الفضائية: الفتلاوي واللهيبي ومقدم البرنامج، بل أن هذا الدافع أنسى مقدم البرنامج مهنيته ووجوب وقوفه على الحياد.


ومن خلال هذا البرنامج ثبت لي أن في باطن العملية السياسية قوة مغناطيسية هائلة لا تجتذب إلا من يحمل العاهة الطائفية ومن يتوفر لديه الاستعداد لخيانة شعبه ووطنه وأمته، والدليل أن شريفاً واحداً لم يتقرب إليها.
 





الاحد ٩ محرم ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة