شبكة ذي قار
عـاجـل










الكل يقر من أن الولايات المتحدة الأمريكية منيت بهزيمتها التاريخية في العراق ؛ الهزيمة التي أسست بنتائجها لما يسمي إعادة صياغة النظام الدولي الذي هو في طور التشكل حاليا . و عندما نقول الهزيمة التاريخية لقوة دولية تعد بكل المقاييس هي الأعظم في هذه المحطة  فلا يعني استسلام جيشها ، أو الرضوخ لتوقيع معاهدة عدم اعتداء ، و دفع تعويضات مثلما هو سائد أو مسجل في ما شابهها من حروب او معارك في التاريخ البشري بقديمه و وسيطه و حديثه ؛ و إنما في مدي الأثر و الرعب الداخلي الذي تحدثه هزيمة فما بالك بالهزيمة المركبة و متداخلة الميادين  في مجتمع هذه القوة ، و ما تثيره من اخلالات اقتصادية و فكرية و أخلاقية إن كان بصيغة بائنة مادية في المجتمع أو بمنطق الرؤي المعترضة.

 

إن هزائم القوي الدولية بهذا الحجم لا تؤشر أبدا علي ضعف آني يمكن لهذه القوي تجاوزه باستعادة فرع من فروع الثقة او باستحداث حالة من حالات ادامة الصراع  قصد تحقيق الهدف المركزي الذي بموجبه تم عدوانها علي ساحة ما من الساحات و إنما تؤكد حالة ضعف مستحكمة و ثابتة لا خروج منها . و في الحالة الأمريكية التي تقصدت العراق و المنطقة عامة نري و منذ بداية الإحتلال تواتر الإعلام و التصريحات القائلة بخلق "نظام ديمقراطي مثال في العراق"  عبرت عنه عملية سياسية تحمل ذات المبادئ التي بنيت عليها العمليات السياسية التي استهدف بها الرواد قبائل الهنود الحمر في فترة بناء القوة القارية للولايات المتحدة مغلفة بخطاب العصر ــ ديمقراطية و حقوق إنسان ــ في مجتمع يمتلك من الإرث التاريخي و الإنساني إن كان بصيغة موروث مكتوب او بصيغة متداولة كتقليد إجتماعي مستحكم بصيغة قيم من لا يتعاطاها يعد منبوذا اجتماعيا . لذلك اصطدمت بمقاومة لم تكن تتوقعها و هي تعلن مع بداية عدوانها علي العراق من " أن قواتها العسكرية سيستقبلها العراقي بالورود و نسوة العراق بالزغاريد " فكانت زغاريد ماجدات العراق علي جسر الناصرية في أولي العمليات الإستشهادية  لماجدتين ،و توالت ورود العراقيين المنثورة  في صيغ نيران لاهبة مشتعلة " حتي اليوم ؛نيران جعلت " عقدة العراقي المقاوم " تكبر متجاوزة عقدة الهزيمة في العقل و النفسية الأمريكية لتصنع بضاعة جديدة ــ قديمة تحمل  اسم " الارهاب" وتبني تحلف عدواني ثالث ، و نست من أنها في نظر العراقي بضاعة استهلكت  من فرق موت و مليشيات طائفية لا زالت تتوالد منذ عهد نيكروبونتي و زلماي خليل زادة أو جملة الصحوات التي رعتها وهي تقود حلفها العدواني الثاني قبل هزيمتها و هروبها في 30/12/2011 نيران مقاومة شعبية جعلت  وزير الدفاع الأمريكي و بالرغم من اكتمال بناء تحالف العدوان الدولي الثالث لا يتردد في القول من أن : سقوط بغداد حتمي ولن تصمد كثيرا والثوار نجحوا في عبورحزام العاصمة بغداد من كل الإتجاهات

 

فإذا كانت قناعاتكم هكذا أيها الوزير فلماذا كل هذا الإصرار علي سفك الدم العراقي و تخريب البقية الباقية مما خربتموه في احتلالكم لهذا البلد و الشعب الذي علمكم أبجدية الكتابة و طرق استخدام العقل ؟؟؟

 

أما أنتم أيا حكام أمتنا إذالم تحرككم براميل الموت التي تلقي علي الفلوجة و الرمادي و تكريت و الموصل و حديثة و غيرها من مدن العراق و قصباتها ؛ فلفائدة من تنخرطون في تحالف عدواني علي أبناء أمتكم إذا كان دعاة هذا التحالف يقرون بأن ما هو قائم في العراق ثوار شعب من أجل التحررو الإستقلال ؟

 

d.smiri@hotmail.fr






الخميس ١٥ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة