شبكة ذي قار
عـاجـل










أيادي ايران لا بل أذرعها التي تعبث بها في أكثر من ساحة عربية و بعضها امتد الي افريقيا و حتي أمريكيا اللاتينية ... أيادي و أذرع يعي الأمريكان و الغرب من أن ما كان لها أن تمتد و تعبث بالسلم العالمية لو لا حماقات الإدارة الأمريكية في ظل نفوذ المحافظين الجدد علي عهد " المعتوه جورج بوش الإبن " ؛ الحماقة الأكثر أذية للسلم و الإستقرار العالمي هي التي كان العراق بنظامها الوطني المتماسك ان كان سياسيا و اجتماعيا أو اقتصاديا ضحيتها ؛ الحماقة التي أفضت الي كسر توازن القوي في منطقة تعد بكل المقاييس سرة التوازن و السلم العالمي ليس اليوم فحسب و انما عبر تاريخ الإنسانية منذ ان سجل التاريخ انطلاقته .

 

و ها هي مجريات الأحداث تسفه تلك الإدارة في اعلامها و تسفه منظريها في رؤاهم عندما قالوا " سيكون العالم أفضل بعد نظام صدام حسين " و تؤكد بالمقابل رؤية صدام حسين من أن الأمركان ان دخلوا للعراق فلن يخرجوا منه الا و هم قوة تترنح باتجاه الإنهيار الشامل ان كان سياسيا و أخلاقيا أو عسكريا و اقتصاديا .

 

صحيح إن الحماقة الأمريكية في حق العراق أساسا تتنزل في اطار ما كانت تعلن أمريكا عنه من سياسة الإحتواء المزدوج للعراق و ايران و الذي بدأت به مرحلة جديدة في صياغة سياستها الشرق أوسطية بتصعيد الخمينية مكان الشاه معوضة دكتاتورية الإمبراطور في صيغها الحداثية بديكتاتورية ولاية الفقيه في صيغها ما قبل القروسطية و دفعها الي تصديرها الي دول الإقليم و بالذات العراق قصد جعل الطرفين يخضعان سوية لإرادتها الكونية التي منت النفس بها الا أن خروج العراق ماردا مستقلا رؤية و فعلا و تجرع ايران حمار رهانها سم الهزيمة حسب تعبيره دفعها للإنتقام البربري من العراق نظاما و شعبا و هوية ... مقدمة عقاقير العلاج لهذا الحمار الماقبل قروسطي والمهزوم بتشريكه واقعا ان كان ماديا أو معنويا في ذلك حد أنها سمحت له بتفكيك كل ما له علاقة بالعصر من ابداعات عراقية في مجالات متعددة و نقلها الي ايران تحت حراستها و تحويله من حمار جامح الي حمارأليف قابل للتعاطي التسييسي و الدبلوماسي طبقا لما يرتئيه سائسه الأمريكي " لتتحول ايران بنظامها ما قبل القروسطي من محور الشر إلي طرف اقليمي قابل للتعايش " و في ذلك يتناسي الأمريكيون و من خلفهم الغربيون كتبع يحكمهم الطمعبغباء طبيعة الواقع الذي يحكم المنطقة و تاريخها تماما كغباء المهاجرين الأوائل الي أمريكا الذين تحولوا إلي " رواد"أسسوا مجتمعها بكل ما عرفوا به من سلوك شاذ و بربرية ، ذات السلوك الشاذ البربري الذي لا زال يحكم سلوك المجتمع الأمريكي بمختلف مكوناته و يرسم سياسات الإدارات التي تسييره في مفاصلها الرئسية و ذات التأثير علي الآخر الخارجي.

 

ايران ركبت الإقليم نعم و لم تكتفي بعقلة ــ الجمل العراقي ــ بعد أن سلمتها أمريكا الإشراف إداريا و أمنيا و عسكريا عليه ؛ و هي لم تعد مكتفية بوضعه في عقال طموحاتها بل انتقلت الي مرحلة التهيئة الي نحره و تهدد هويته، و لعل السياسات التي تعبر عنها فتاوي " الجهاد الكفائي و لعبة الحشد الشعبي " مقدمات النحر الذي تستبطنه ايران للعراق أولا و من بعده الإقليم بكامله و ما يعيشه اليمن و بمباركة و سكوت أمريكي تعبيرا دالا علي ذلك بعد أن ثبتت أيران نفوذها في سوريا و لبنان .


إن التقدم الإيراني بصيغة نفوذ بائن في اقليم الشرق الأدني و علي حساب الأرض العربية تم و يتم بمرأي و مسمع و سكوت لا بل في بعض من مفاصله بمساعدة بائنة من اطلااف عربية ؛ تقدم ايراني أصبحت إيران تتطلع بموجبه الي تهديد من سمح لها و ساعدها علي ركوب الإقليم ، و تصريحات كتابها و محلليها السياسين تكشف ذلك " نحن لم نعد أسياد مضيق هرمز فقط و إنما أسياد باب المندب و البحر الأحمر و البحر المتوسط ".

 

قد يقول البعض إنه تحالف و يصر علي ذلك ... نعم هو تحالف و التحالفات تبقي غير ثابتة الا بثبات المصالح ؛ فلماذا يستغل الآخر الثقوب في السياسات الدولية و لا نستغلها نحن بالصيغة و الشكل التي تضمن مصالحنا و نجنب ــ الجمل العراقي ــ النحر و ضياع الهوية ؛ الجمل الذي حمل أوزاركم تاريخيا أيا قادة العـــــرب ، و أنتم اليوم في مرحلة يمكنكم توظيفها لفائدة الثورة علي ضعفكم و طأطاة الرأس أمام حليفكم الأمريكي . و إذا لم تتذكروا فعل العظماء من أبناء الأمة عبر التاريخ فتذكروا قولة الشاعر عمر بن أبي ربيعة في دعوته لهنــــد بأن تستبد مرة في حياتها ؟عندما قال  و استبدت مرة إنما العاجز من لا يستبد " ليسجل لكم التاريخ أنكم ثرتم علي من يغبنكم حق رجولتكمو يسجل لكم ما يمكن أن يسجله للعظماء ؟

 

 

d.smiri@hotmail.fr






الاثنين ١٢ ذو الحجــة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / تشرين الاول / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة