شبكة ذي قار
عـاجـل










كيف نقنع انفسنا بان الذي يجري في سوريه والعراق واليمن بسيطرة نظام الملالي على مقدرات البلدان العربية ليس بعيدا عن التنسيق الامريكي – الايراني –الصهيوني ,وكيف يتصور المغرر بهم بان الذي يجري في هذه البلدان هو دعم لقوى الممانعة والصمود .؟ وكيف نقنع انفسنا بان الذي يجري ليس الا حربا طائفية بتدبير ايراني – امريكي – صهيوني ؟ . وفي كلمة متلفزة لرئيس وزراء اسرائيل نتن ياهو امام البرلمان -الكنيست – اكد ان حكومته تدعم التشيع الصفوي , كونه صنيعة صهيونية , ولا بد من الوقوف معهم في معركتهم في العراق .


لم اكن مخدوعا منذ سنين بالحقيقة الواضحة وهي ان الادارة الامريكية تنسق مع نظام الملالي بهذا الشان , وقد كتبت قبل ثلاث سنوات مقالة بعنوان " خذوا العراق وأعطونا النفط " . وهذا ما حصل فعلا اذ ان كل الوزارات العراقية نالها السرقة والدمار الا وزارة النفط فقد حمتها القوات الامريكية الغازية المحتلة . اما ان الفكرة التي تروجها الادارة الامريكية بانها تعمل على استنزاف نظام الملالي بتوريطه في ساحات متعددة , وهذا السيناريو ساذج ,لان نظام الملالي بهذا التورط يكسب اعوانا ومناصرين , وهذا مصدر قوة له .


ليس غريبا علينا أن الولايات المتحدة عبر تاريخها الطويل كانت وما زالت تدعم الانظمة الديكتاتورية والفاسدة ما دامت تححق مصالحها , وعندما تنتهي هذه المصالح سرعان ما تتخلى عن حلفائها او اصدقائها او بالاحرى عملائها . وهذا ما حصل بتخليها عن اكثر من زعيم عربي واجنبي في العالم .


ايران تقدم الدعم المادي والسياسي والاعلامي , اي تقدم السلاح والمال والمرتزقة لتثبيت وجودها العسكري والسياسيي في العواصم الثلاثة . وهاهي تحتل دمشق وبغداد وتسعى لاحتلال صنعاء . اما الرئيس الامريكيما زال يلوك عبارات المراوغة والخداع ويكتفي هو وادارته بالتصريحات الجوفاء المكررة. وعلى سبيل المثال ما زال يعد بتقديم السلاح للمعارضة السورية المعتدلة , ولكنه لم يفعل بدعوى خوفه ان تقع بأيدي المتشددين , اما نظام الملالي فقد اعتبر معركته في سوريه معركة مصير , واعتبر المسؤولون الايرانيون ان سقوط الاحواز اهون عليهم من سقوط دمشق بيد المعارضة .وهكذا سمحت الولايات المتحدة لايران ان تدمر سوريه وتهجير 10 مليون مواطن سوري و تقدم الطائرات والسلاح للمليشيات الطائفية التابعة لفيلق القدس الارهابي في العراق وسوريا ولبنان واليمن .ولم يخجل نظام الملالي من ان يتورط رسميا في الحرب الدائرة في سورية والعراق . بدليل ان عشرات القتلى سقطوا في المعارك في سوريه .


وفي المعارك التي يخوضها ثوار العراق ضد نظام العمالة في بغداد التابع لملالي ايران فقد شاركت القوات الايرانية العسكرية فيها بحيث سقط اكثر من ثلاثة من الضباط والمراتب قتلى وقد نقلت الانباء خبر مقتل اول إيراني من أفراد قوات التعبئة"البسيج" التابعة لنظام ولاية الفقيه في العراق وصفوه بالشهيد الاول دفاعا عن الاضرحة المقدسة في العراق، وکأن العراق ليس فيه من يحمي مقدساته .


کما نقلت الانباء أيضا خبر مقتل عقيد طيار بالحرس الثوري وقد تم دفنه يوم الجمعة الماضي بالقرب من شيراز . کما ذکرت وسائل الاعلام الرسمية لنظام الملالي ان النظام الايراني الذي طالما نفى تدخله العسکري في العراق و أکد بأنه يقف على مسافة واحدة من کل الاطراف العراقية، لکن هذا الکلام البراق و المخادح و الکاذب من اساسه هو نفس الکلام الذي تبجح به في سوريا في بداية الامر و ظل متمسکا به لفترة حتى بدأت جثث قتلاه الذين يسقطون في الوحل السوري على يد الثوار السوريين تفضح کذب نظام ولاية الفقيه و تدحض مزاعمه، واليوم يتکرر نفس السيناريو بکل تفاصيله المشؤومة في العراق، ومثلما کان الهدف هناك الدفاع عن الاضرحة المقدسة فإن نفس الامر يتم تسويقه أيضا في العراق .


وقد وجد نظام الملالي الفرصة المناسبة للتدخل العسكري بكثافة في العراق , فقد أعلن اللواء حسين همداني، قائد فيلق "محمد رسول الله" للحرس الثوري الإيراني، إنه "بعد لبنان وسوريا، فإن الباسيج بدأ يتكون وينتظم في العراق أيضا". ووفقا لتقرير موقع "خبر آنلاين"، فإن اللواء همداني قال خلال كلمة ألقاها في همدان، الخميس الماضي: "مع تأسيس الباسيج في كل من لبنان وسوريه ، فإن الابن الثالث للثورة الإسلامية الإيرانية سيولد في العراق"، واضاف أن "ما يقارب 10 آلاف شخص من المسلحين المقاتلين مع نظام الأسد انضموا إلى اللجان الشعبية" التي أطلق عليها اسم "الباسيج"، وهو الاسم الذي يطلق على الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني.


وكان همداني قد كشف في وقت سابق عن تكوين 42 لواء و138 كتيبة تقاتل في سوريا لصالح بشار الأسد، وزعم أن هذه القوات تتكون من عناصر "علوية وسنية وشيعية"، وجاء ذلك لدى إعلانه عن تشكيل "حزب الله السوري".


ان هذا التسابق العسكري للذهاب الى العراق لا يصب في مصلحة الشعب العراقي ابدا , بل هو لصالح النهج الطائفي الذي زرعته كل من الادارة الامريكية ونظام الملالي في العراق منذ احتلاله عام 2003 . فالعراق الذي عاش من بداية القرن الماضي بتوافق جميع قواه السياسية والقومية والدينية والمذهبية , كان دريئة العرب مدافعا عن القضايا العربية وخاصة قضية فلسطين , ولاسيما في عهد النظام السابق الذي اسقطته ادارة بوش الصليبي المتطرف . ولان العراق قام بذاك الدور القومي الاصيل , ولانه نهج طريق الاستقلال الناجز فامم شركات النفط الاجنبية , وقضى على شبكات التجسس الاجنبية , وقضى على الامية بين افراد الشعب , واعتمد منهج العلم والتقنية من خلال بناء الجامعات والمعاهد , ووفر الصحة للجميع , بمعنى اخر سار العراق في عهد الشهيد صدام حسين في طريق النهضة والوحدة , وهذا المنهج تعارضه القوى الاستعمارية , واذكر بقرير لجنة كامبل بانرمان البريطانية 1905-1907 , الذي درس اوضاع الامبراطورية البريطانية بعامة والشرق الاوسط بخاصة , حيث ورد فيه الفقرة الاتية " علينا ان لاندع افكارا شيطانية كالتي راودت محمد علي باشا " , وهذه الافكار هي _ الوحدوة والنهضة - . وبالفعل تأمرت عليه الدول الغربية واجهضت مشروعه الوحدوي والنهضوي , وكذلك تامر الغرب بزعامة بوش على مشروع صدام حسين الوحدوي والنهضوي باسقاط النظام الوطني عام 2003 .


تم احتلال العراق بذرائع ثبت كذبها بعد الاحتلال , وظهر الهدف من احتلاله خلال مشرةع جون بايدن التقسيمي الطائفي , ومن خلال قرارات بول بريمر التي اقتلعت الدولة العراقية من جذورها , وليس مجرد اسقاط نظام سياسي وطني , وهذا المخطط الغربي – الصهيوني يلتقي مع مخطط ايران الصفوي التوسعي على حساب العرب ارضا وتاريخا وهوية .ولذلك وقف نظام الملالي بكل قواة المادية والروحية مع الادارة الامريكية لاسقاط النظام الوطني في العراق , لاقتناص الفرصة لاحتلال هذا البلد الذي وقف على مر التاريخ ضد اطماع ايران في المنطقة العربية , فباحتلال العراق يكون طريقا الى السيطرة على باقي المنطقة , مستعينين بالمذهب الطائفي في هذه البلدان .


التدخل في اليمن :
منذ سنوات والحوثيون يحاولون اسقاط النظام في اليمن واقامة نظام طائفي تابع لنظام الملالي في ايران , وما كان للحوثيين ان يخوضوا تلك الحروب لولا الدعم المالي والعسكري المقدم من ايران الملالي . وفي اطار المخطط الايراني فقد تقدم الحوثيون واحتلوا مدينة عمران تمهيدا للتقدم نحو صنعاء .


وقد كشفت المخابرات التركية مؤخرا عن قيام نظام الملالي بتمويل اكبر عملية في الشرق الاوسط في اليمن , وقد اطلقت عليها ( شخم زدن زمين ) اي " حرث الارض " اي لازالة كل ما على الارض تمهيدا لزراعتها من جديد وتحويلها الى ولاية اثني عشرية فارسية صفوية ,وتتنوع هذه العملية باساليب تبدأ بزرع القلاقل في اليمن من خلال اعمال التخريب ونشر الخلافات والبغض بين الاحزاب اليمنية ونشر الفساد وشراء ذمم الاعلاميين والمشايخ ورجالات الدولة , نشر المدارس في كل المحافظات باسماء مستعارة بهدف بث المذهب الاثني عشري .وكل هذه الاعمال هدفها صرف الراي العام عن اعمال الحوثيين وما يقومون به من اعمال العنف والارهاب لنشر التشيع الصفوي , وبناء دولة جديدة وبناء قوة عسكرية على غرار حزب الله في لبنان , وكشف التقرير بان خطة نظام الملالي جعل صنعاء عام 2017 مدينة حوثية , بحيث لايوجد شارع او حي فيها الا وفية بيت حوثي مزود بالاسلحة , وعندما تبدأ الحرب تسقط صنعاء بسهولة , نظرا لقوة الحوثيين وتدريبهم على مختلف انواع الاسلحة وفنون الحرب اذ يقوم تدريب عناصر الحوثيين في معسكرات اسرائيلية في ارتريا .


ووجه العلامة التركي محمد جيليك نداء الى اليمنيين بالوقوف صفا ضد هذا السرطان ونبذ الخلافات والفرقة لازالة خطر الحوثثين .






الثلاثاء ١٧ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة