شبكة ذي قار
عـاجـل










لم يكن احتلال العراق في عام 2003 عملا عبثيا أوحماقة سياسية أو نزوة قائد عسكري متهور وانمـا فعلا مدروسا مخطط له باتقان ذات اهداف مستقبلية عميقة تتلخص في تدمير امة العرب ككيان جغرافي ونسيج اجتماعي وبعثرة الارث الثقافي للامة وذلك بدءأ من تدمير العراق اجتماعيا وجغرافيا . ولم تكن أمريكا وحدها التي خططت لهذه الجريمة التاريخية الكبرى بل شاركت معها بريطانيا وإيران والعالم الغربي بقيادة المحفـل الماسوني العالمي ومقرة لندن .


إن تحقيق اهدافهم الخبيثة تلك في العراق استوجب إخواء الدولة العراقية وتهديم أركانها الاساسية في وحدة الارض ووضوح حدودها والعقد الاجتماعي الذي يجمع شمل سكان هذه الدولة ، واسقاط السلطة التي تنظم العلاقة بين الافراد ببعضهم من جهة وبين الشعب وسلطة الدولة من جهة اخرى . لذا كانت البداية حل الجيش العراقي والشرطة وكافة الاجهزة الامنية والغاء وزارة الثقافة والاعلام ليتسنى لهم ألمضي قـدما لالغاء العراق كدولة قائمة فشرعوا الدستور الخاص بهـم ولم يخص الشعب العراقي ليكون الوسيلة الاساسية في الغاء ما تبقى من الهوية العراقية للدولة وسيادتها ،، بذلك جذروا الغاء عروبة العراق فجعلوا العرب في العراق جزء من الامة العربية وليس العراق ونحن نعرف ان نسبة العرب حسب توزيع بريمر لا يتجاوز 20% ووصفهم بالاقلية او بالعرب السنة !! واسقط بريمر بالتعاون مع ايران عروبة العراق في الدستور التي هي بالاصل اكثر من 85 % من الشعب العراقي.


وتوالت حكومات الاحتلال تتنفس من دستور نوح فريدمان وتعتاش على مسميات طائفية وبالمقابل أستمرت مقاومة الشعب العراقي للاحتلال وعمليته السياسية وقدمت قوافل الشهداء لاجل اعادة العراق الى اهله ووضعه الطبيعي ودوره الرائد في الامة العربية والغاء الدستور الكريه الذي كُتب من مياه أســنة والذي ليس له شبيه في دولة أو شعب . فاصبح دستور الامتيازات الشخصية تحت عناوين النسب الطائفية والعرقية كل حسب قوتـه والدعم الذي يتلقاه من الماسونية العالمية .


فأن السمة الظاهره للمشهد السياسي العراقي اليـوم تتميــز بالشخصنة للاحداث من قبل القوى المرتبطة بالاحتلال جميعها دون استثنـاء احد منهم وهي قوى رافضة للتغيير الشامل والجذري لان ذلك يُعـد مساس بمصالحها الشخصية اولا والحزبية الانانية الضيقة ثانيا وليس لها دافع أخر . لكن الواقع السياسي الذي يتجسد أمامنا اليوم ليس له علاقة تذكر بما يدور في عقـل مطايا المنطقة الخضراء ، فالارض تحت سيطرة الثوار واكثر من نصف البلاد ليس للمنطقة الخضراء قدرة لادارتها او التحكم فيها او حتى التنفس في حقولها والارتواء بغرفة من جداولها . والمهزلة الكبرى انهم يجتمعون ويناقشون مصير الرئاسات الثلاث !! ، وجميعهـم ونعيد ونكرر دون إستثناء أحـد منهم يسعون لشخصنة الاحداث وبثلاث الحان ، الاول يغني للمالكي ويتغنى بطلته والثاني ينشد لا للمالكي الغدار والفريق الثالث يهز وسطه للطرفين عسى ان تاتي الكرة في أي ملعب فيصطفون أينما تستقر فهم ميالين نحوها .


إن السيناريوهات الموضوعة للمشخصاتية المملين نواب المنطقة الخضراء لا تتعدى عن مسرحية بطلها المالكي او مسرحية اخرى بدونه لا ملف ثالث يمكن ان يقرأون . معروف ما سيجري إذا مـا بقى المالكي وهو يقود جحافل الخيبة من القتلة والمأجورين من مليشيات وحلف الغادرين وعملاء من جميع الاجناس .


لكن ماذا سيجري في حـال إن جاءوا بممثل باهت يؤدي دور رئيس حكومة الاحتلال السادسة ؟


فهـل سيلغي الطائفية المتمثلة في توزيع المناصب وسرقة المال العام وهل قادر على ان يعيد عروبة العراق ويشطب دستور فريدمان ؟ أم يطلق سراح المعتقلين من احرار العراق والاهـم من ذلك كلـه هل يكون متمكن من الغاء المليشيات وكبح جماحها بعد إن دربتها إيران ونغروبونتي ؟ وما مصير ثروة العراق وخيراته المتناثرة بين يد الاحزاب العرقية والطائفية ؟ هــل يعيد جيش العراق الى مسارة الوطني جيش عقائدي يحب الوطن وينتمى للامة العرب ؟ وهـل قـادر على الخروج من شرنقـة الاحتلال الايرانـي ؟ هل يوقف القتل بالطائرات والبراميل المتفجرة ؟


مــن منهــم ذاك الذي نتوســم فيــه نخـوة أهـل العراق لينتفـض على هذا الكــم من القيـود التي اطبقهـا المحتل الامريكي الايراني على أهـل العراق بعملية سياسية مسخة ذليلـة ومهينــة ؟؟؟ ونحن عارفين إن جميعهـم بين ايراني الجنسية او فارسي الهوى والانتماء أو عــبد للدولار أو منتمي لاحزاب أسُست في مقر الـ أم أي 6 البريطانية وعملاء لاكثر من جهاز مخابراتي في العالم !!!.


لكن ممكن أن يسعى عملاء المنطقة الخضراء القدامى الجدد الى شـق صف الثورة العراقية الكبرى لاظهار بعض الافعال التلفزيونية كانها انجازات جاؤا بها لابناء العراق وبالاخص لابناء المحافظات الثائرة كتعيين فلان نائب رئيس الوزراء او ادخال مساعدات طبية او غذائية لبعض المناطق المنكوبة أو زيارة بعض الجرحى وتوزيع بعض الدولارات هنا وهناك ويعتبرونها انه الانجـاز الذي لم يتحقق بالحقبة السابقـة !! . فالقضاء على الثورة العراقية الكبرى هو الهدف لمن يجلس بمكان المالكي أو يجلس المالكي نفسه .


ليس بامكـان بيادق المنطقة الخضراء اقرار حق الشعب العراقي بالغاء الدستور وانهاء العملية السياسية التي هندسها حلف قــم أبيــب وبناء جيش وطني واعادة العراق لامته وتنظيـم انتخــابات حرة وطنيـة خاليـة من الطائفيـة يكون هدفهـا الاتيـان باصحاب الخبرة والحس الوطني لبنـاء العراق كمـا يستحق أهلــه .


أن مجلس نواب المنطقة الخضراء غير مؤهل البتـة من اداء اي خدمـة لابنـاء العراق ولا يستطيع تقديم حلول لمعضلات العراق التي جاء بها الاحتلال . فليس أمام العراقين سوى امرين ، أما البقـاء سنوات اخرى تحت طائلة الاحتلال الفارسي الصهيوني أو اكمـال طريق الثــورة العراقية الشاملة وبمعادلة وطنية من الجنوب حتى الشمال ومن الشرق حتى الغرب . لكن ماهـو الخط الذي ستسير عليه عملية تحرير العراق من الاخطبوط الصهيوفارسي حلف قـــــم أبيـــب المؤيد أمريكيا ؟


إن توحيد جميـع قـوى الشعب الثائرة والشرائحه المحرومـة بتوحيد الخطاب الوطني وتعزيز المعادلة الوطنية هو الخط الاقصر للولوج الى شعاع النصر في تحرير ام الدنيـا بغــداد وعودة العراق رمح الله بيد اهله .


إن الغاء العملية السياسية التي جاء بها المحتل هو الهدف الاول لثورة العراق كما إن هدف القادم للمنطقة الخضراء هو القضــاء على ثورة العراق الكبرى ، فأن التراخي وانتظار ما يسفر عنه افعال القادم ستنهي الثورة لا سامح الله ،، ولنحذر من الاعيب نواب المنطقة الخضراء ممن ينسبون انفسهم للمناطق الثائرة حتى لا نكون كمـا قــال المثل الشعبي ،، كانـك يا بو زيــد ما غزيــت ،،






الثلاثاء ١٧ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة