شبكة ذي قار
عـاجـل










دكتور له مؤلفات عن حزب البعث العربي الاشتراكي ومقالات لا تخلو منها صحيفة في تمجيد النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال، وآخر كاتب سياسي كان عندما يتحدث وكأنه عضو مجلس قيادة الثورة.


هذا الكاتب انقلب على عقبيه بعد الاحتلال ولم يجد مكاناً يعمل فيه إلا إعلام المجلس الأعلى مع بعثي قديم منشق كان أخبث الأخبثين وخباثته يضرب بها المثل، وهذا الكاتب يسكن الأعظمية، والأعظمية وسط بغداد، ويبدو أنه هجر من داره، ولا نعلم من هجره أهي الحكومة أم ميليشياتها أم الحزب الإسلامي أم غيره، لكن ارتفع صوته بعد التهجير وأخذ يصرخ بأنه شيعي ولو لا ذلك ما تم تهجيره وازداد عداؤه للثورة وكتب أنه لا يعرف من قادتها، فعلقت على اكتوبته إن ( الثوار الذين تلصق بهم صفة داعش هم ذات الثوار الذين دبجت لهم المقالات تلو المقالات في جريدة الجمهورية وسواها.. فانظر من يتهم وانظر إلى المتهمين وانظر الى التهمة ).


أنا لا يعنيني هذا ولا ما يكتب فليس هو أول من ينقلب على عقبيه، ولكن ما يهمني أن يفهم أن صراخه دفاعاً عن العملية السياسية وعن المالكي جاء في الوقت الضائع، وأنه خير له أن يصمت، فمن الحمق ِأن يؤدي أحد دوراً غير مجدٍ.


كتب هذا المنقلب على عقبيه : ( اليوم مثله مثل اي ازمة يتعرض لها العراق هناك من يصب الزيت على النار واخر يحاول ان يبرهن خيانة الوطن بأنها قمة الوطنية فيما هذا الوطن يتحول يوما بعد اخر الى مجرد تاريخ من دون جغرافية اليس المطلوب ان يتحمل المثقف العراقي مسؤوليته في قول كلمته ويستعيد قدراته على قيادة الشارع الوطني كما عرف دون مذهبية او قومية شوفينية؟؟ سؤال يفترض ان يطرح في المناقشات على الفيس بوك وليس رمي الآخرين بحجارة لان الجميع اليوم بيوتهم من زجاج اوهن من خيوط العنكبوت ).


انظر من ينصح الناس بالابتعاد عن الطائفية.


وعلق ذلك الدكتور، الذي له مؤلفات عن حزب البعث العربي الاشتراكي ومقالات لا تخلو منها صحيفة في تمجيد النظام الوطني الذي كان قائماً قبل الاحتلال، على هذه الاكتوبة بالقول : ( استاذ ( ... ) .. المثقفون الحقيقيون يمكن ان يخلقوا رأي عام "الصحيح رأياً عاماً" وبشكل سريع، حول المشتركات الكبرى ( الوطن، الحرية، الاستبداد.. وغيرها) لكن اتحادنا المنظم وبيت المثقفين يبدو انه مازال خارج العراق، أو بعبارة أدق خارج ما يدور في العراق )؟ وهذه هي المصيبة.. منظمات الشباب، والبديل المدني، والبديل الديمقراطي، وحقوق الانسان، وحقوق المرأة، وغيرها من منظمات المجتمع المدني، يبدو انها غير موجودة، فقط تتواجد في وقت التشهير والتسقيط والدعاية الانتخابية.. الحمد لله الذي لا يترك عبده، دفع السيد السستاني لفتواه ).


فعلقت عليه بالقول : ( عزيزي الدكتور "........." ما هذا التجرؤ على الله سبحانه وتعالى؟ هل سبحانه وتعالى دفع إلى فتوى قتل العراقي أخاه العراقي، أهذا مبلغ نظرتك إلى صورة ما عليه العراق؟ إن من مشكلات العراق الكبرى انحياز المثقف الى الطائفة وترك الوطن وراء ظهره.. استجابة للموضة السائدة، وإذا تغير الوضع استبدل موضته القديمة بموضة جديدة.. المثقف الحقيقي يقود الحياة ويصنعها وقد يقدم حياته ثمناً لذلك، ولا يسعى لرضا الحاكم في كل زمان ومكان ليقتل الحياة ويكسب حياته.. اللهم انقذ العراق من كل دكتور ومثقف ............ كفائي )


واقرأ إجابته، فأنا لم اتهمه بأنه طائفي ولا مالكي : ( ما هكذا يا استاذ سلام .. انت خارج العراق وتتحدث وليس على الارض لتكون الصورة لديك واضحة، أو تتحدث من موقف معارض، وتنسى ان الوطن يغرق، والمطلوب من كل العراقيين الدفاع عن الوطن، مثلما عملها السوفيت خلال الحرب العالمية، فلست انا الطائفي، وليس العراقيين يقتل الواحد الاخر.. عجيب أن اسمع ان داعش عراقية، والقاعدة محررة للعراق، وتجار الحروب في الانبار ثوار ).


قلت له : ( هل المطلوب لكي ننقذ الوطن ان نؤيد العملية السياسية الاحتلالية وما جاءت به .. ما هذا المنطق، وإذا كنت تعيب علي معارضتي للاحتلال وهو شرف كبير الآن وسابقا ومستقبلا فإني أعيب عليك القفز من التنظير للحكم الوطني إلى التنظير لمخلفات الاحتلال، ثم ما علاقة أني خارج العراق بإحساسي بآلام شعبي، ومن تسميهم تجار حروب هم ثوار العشائر .. فاتق الله ولا تخدع شعبك ).


وأجابني جواباً دوخني في الحقيقة وللآن لم أفهم منه شيئاً .. قال ( سلام الشماع من طلب منك ان تؤيد الاحتلال، أو العملية السياسية، قلنا ان العراق يغرق، والسوفيت وحدوا صفوفهم لدحر الاحتلال، عندما يكون الوطن في خطر.. فكل من يقف اليوم متفرجا أو متشفيا، او يساوي بين القتلة والمسلمين، ونكاح الجهاد، نكاح اقره الاسلام، وتقسيم العراق، فهو يخدم الاحتلال عن قصد او من دون قصد .. حتى الحكم الملكي الذي جاء به البريطانيون وقفوا ضد تقسيم العراق.. لكنني اسمع منك الاحتلال والعملية السياسية والعراق يغرق ويدمر، والساكت شيطان رجيم، انا لست مالكيا، ولست عميلا للأمريكان، ولست انتهازيا كما وصفتني دون دراية، انا القومي العربي المتفتح، الذي دافع عن العراق وسجنت سياسيا في عهد عبد الكريم قاسم وبقيت ثلاث سنين في السجن، وفي العام 1967 كنت من أوائل المتطوعين في العمل الفدائي، وشاركت في مهمات في تل أبيب وبقيت ذلك القومي العربي المتفتح، ولم اكن طائفيا، ولا معارضا بعقلية مغلقة ).


إنه يدافع عن نفسه وينفي عنها تهماً لم يرمه بها أحد.. فكان جوابي له : ( أنا معك يا دكتور أننا يجب أن نقف متوحدين لإنقاذ العراق من الاحتلال والثوار الآن يمثلون العراق في نظر العراقيين والعملية السياسية والمالكي يمثلان الاحتلال، وأنت تريدنا أن نقف ضد الثوار مع العملية السياسية لننقذ العراق ثم نؤيد الجهاد الكفائي لقتل أنفسنا فإنقاذ العراق، في نظرك، يمر من خلال قتل الشعب لنفسه، ثم أنك تحسب نفسك بعقلية متفتحة، فارسم لنا بالله عليك خارطة لانقاذ العراق مما هو فيه، لنترك معارضتنا ذات العقلية المنغلقة.

 

أنا لم أقل إنك مالكي ولا أمريكي ولكنك تروج لهما، كما روجت بكتب ومؤلفات لمن سبقهما، وأنا لا ألومك أبداً على هذا، فلكل شخصيته، فهناك ـ حاشاك ـ الشخصية الثابتة على مواقفها الوطنية وهناك الشخصية الانتهازية التي تحاول أن تؤمن لقمتها في كل زمان ومكان وهناك من له رجل مع الشيطان ورجل مع الرحمن.. ثم ما هذا الخلط بين زواج النكاح وتقسيم العراق؟ إن زواج النكاح تروج له ماكنة اعلام حكومة الاحتلال كما تروج لداعش وتتهم به ثورة الشعب والعراقيين ومعلوم أن من يروج لهذه المفاهيم ويتهم بها شعبنا وثورته لا يخرج عن دائرة خدمة هذه الماكنة.. ولا أنزهه من الطائفية ولا الانتهازية ).


لا أريد أن أطيل فالحوار طويل، ولم أشأ أن أنشره، على الرغم من أن الكاتب السياسي حذف منشوره، ربما وجد أن بقاءه ليس في صالح ما يدافع عنه، بعد أن قلت له ( هذا النقاش عقيم فعلا فلا ارضية مشتركة بين من يدافع عن العراق وبين من يدافع عن عملية سياسية مهزومة آذت العراق .. شكرا لسعة صدوركم وأتمنى ان لا اكون دعشتكم بكلامي )، ولكني قررت أن أنشر هذا الموضوع لأن هذا الكاتب السياسي الذي كان عندما يتحدث وكأنه عضو مجلس قيادة الثورة، عاد وهاجم ثورة الشعب، اليوم وكتب : ( مشكلة عراق اليوم هذا التناقض الصارخ بين اقطابه وهم يدورن بشعبه على شفا نار جنهم في اخطاء وخطايا والجميع يصرخ في الشعب نحن على حق ، منهم من يجد داعش وارهابها مجرد خطايا مقبولة واخرين يصفون الواقع بانه جهاد ضد الارهاب واخرون واخرون في سلسلة لا تنتهي والجميع لا يلمس عمق الجرح عندما يهجر الانسان من منزله فقط بسبب مذهبه او يقتل لذات السبب ، حتى بات الواقع ينذر بان نتائج هذه الفوضى التي جاء بها الجميع ضد الجميع يمكن ان تنتهي بعراق له تاريخ من دون جغرافية بشرية واضحة الا بتعريفات الحقد والكراهية والمظالم وسؤال الى الجميع اذا كان كل ما يفعلونه لصالح الوطن والشعب فمن يذبحنا كل يوم؟؟ ) .. وهذا الكلام سأتركه لكم لتردوا عليه .. ولتعرفوا كيف يتحذلقون ويتفلسفون ويغالطون مداراة لخيباتهم ..


هؤلاء هم مثقفو الاحتلال .. ما أهزلهم وأهزل طروحاتهم؟






الثلاثاء ١٧ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة