شبكة ذي قار
عـاجـل










قرأت على صفحات التواصل الاجتماعي ( الفيس بوك ) هذا الخبر المسبوق بكلمتي ( عاجل وخطير ) أنقله إليكم نصاً :


(سيعقد مؤتمر خارج العراق يضم ٣٠٠ شخصية من أهل السنة في العراق بدعم دولي الاسبوع المقبل لاحتواء الثورة، وتشكيل صحوات بمسميات جديدة لمحاربة الثوار واجهاض الثورة وسيتم تجنيد الانتهازيين من شيوخ العشائر ومرتزقة السنة وتمويلهم من أمريكا والمالكي لغرض الاقتتال الداخلي في المحافظات الست المنتفضة كما حدث في العام ٢٠٠٧ عندما زرعت الصحوات لاجهاض المقاومة.


عليه نهيب بالقوى الوطنية العراقية من خلال المنابر الاعلامية لاجهاض وتعرية هذا المؤتمر المزعوم المشؤوم وتحذير كل من يحضر او يسهم فيه ونهيب بالاعلاميين الوطنيين اتخاذ مايلزم الله اكبر .. الله اكبر .. الله اكبر ) ـ انتهى الخبر ـ


والواقع إن هذا الخبر إذا كان الهدف منه الإرعاب والترويع، فإنه لن يحقق غاياته، لأن ثورة عارمة بهذا الاتساع الجماهيري لن تروعها أو تخيفها أو ترعبها مثل هذه الأخبار لأنها عندما انطلقت وضعت لكل شيء حسابه، وهي من القوة والاقتدار بحيث حررت أكثر من 60% من العراق وأحاطت ببغداد خلال أيام، وهو ما لم تستطع تحقيقه أي ثورة في العالم، كما أن العراقيين في المناطق المحررة الذين ذاقوا لأول مرة منذ الاحتلال إلى الآن طعم الاستقرارا والكرامة لا يمكن أن يفرطوا بهذه المكاسب ويمكنوا من يريد أن يسلبهم هذه المكاسب من تحقيق مآربه الشريرة، وسيكونون يداً وعيوناً للثورة لإفشال مثل هذا المخططات الغبية، إن وجدت، لذلك فإن الإهابة باتخاذ ما يلزم لا معنى لها لأن الثورة اتخذت ما يلزم عندما وضعت ذلك في حساباتها ولم يغب عنها معالجته.


إن ما بلغته الثورة، إلى الآن، لم يعد يجدي معه مؤتمر من مرتزقة وانتهازيين وخونة لإجهاضه واحتوائه، ولم يستطع خبراء كبار من أمريكا وروسيا وإيران إيقافه أو الحد منه، لأن الثوار جند الله يقاتلون من أجل وحدة العراق وكرامته أمام جيش صنعه المحتل مهزوز وهش لمعرفته أنه لا يدافع عن شعب ولا عن وطن، وإنما عن شرذمة سلطها المحتل على هذا الشعب العظيم.


إن بعض الكتاب مازالوا يقرّعون هذا الشعب، في كتاباتهم، ويسيئون الأدب معه ويتهمونه بأنه شعب خامل يرتضي بأي ظلم يقع عليه، ونحن نسأل هؤلاء الكتاب اللوذعيين، كيف أن شعباً خاملاً يرتضي بأي ظلم يقع عليه يفجر ثورة بهذه القوة والاتساع وينهزم أمامها جيش دربه المحتل وأنفقت على بنائه المليارات الممليرة من الدولارات، وميليشيات أجهدت إيران نفسها منذ عقود من الزمان لبنائها وتدريبها، وميليشيات أخرى بنتها على وجه السرعة فتاوى طائفية؟


إن القلق على الثورة بصفتها الممثل الشرعي لشعب العراق وأمله في التحرر والكرامة والعزة واستعادة السيادة، لهو قلق مشروع، لكن لا ينبغي لهذا القلق أن يتحول إلى هاجس سلبي يؤثر على اندفاع الثورة المنطلقة لتحقيق أهدافها، خصوصاً إذا ما علمنا أن هذه الثورة لا تعمل بذراع واحد، وإنما تمتلك أذرعاً في جميع المجالات القتالية وغير القتالية.


لذلك نطمئن من قرأ هذا الخبر وأمثاله وفقد ثقته بقوة الثورة إلى أن الثورة لن يوقفها شيء عن بلوغ أهدافها ولو وقف العالم كله ضدها وتحالف مع حكومة الاحتلال في المنطقة الخضراء وأبدى دعمه لها ضد الثورة، كما فعل السيسي مثلاً.


وإني أستعير من الملا عبود الكرخي رحمه الله بيته الطائر الصيت:
لا تغرك هالعمايم      أكثر الركي فطير







الاربعاء ١١ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة