شبكة ذي قار
عـاجـل










اليوم أتوجه إليكم لتساعدوني في فهم رسالة وردتني على بريدي الخاص في الياهو رداً على مقالي الذي كتبته بعنوان ( كذبة أمريكية جديدة لتشويه الثورة العراقية ) .. تقول الرسالة :


انا لا افهم اللغة التي تتكلم بها أنت؟ تضارب المصالح عندكم يجعل في قلبكم الانتقام، لو كنت في منصب لما تحدثت بهذه اللغة. كونوا احراراً في دنياكم قفوا ولو لمرة واحدة موقف وطني وكفى بلوم. لما ).


أنا لا ألوم السيد الذي أرسل الرسالة لعدم فهمه اللغة التي أتكلم بها، فكل إنسان على قدر فهمه، وهذا ليس عيباً يؤاخذ عليه إنسان أبداً، ولكنه إذا كان لا يفهم لغتي لأنه لا يفهم إلا اللغة التي أشاعها الاحتلال، فهنا العيب الشنيع ..


لم أفهم ماذا يعني بلغة المصالح، وإذا كان يفهمها على أن له مصالح مع حكومة الاحتلال قد تمنعه منها ثورة الشعب وتحرمه من سحتها الحرام، فإنها والله مصلحة دنيئة، وفي جميع القياسات السماوية والأرضية، فإن مصلحة الوطنيين في تحرير الوطن هي مصلحة شريفة لا أنانية فيها كمصلحته، لأنهم يريدون تسليم الوطن للأجيال المقبلة خالياً من الاحتلال وإفرازاته معافى من العلل والأمراض والفايروسات التي أصابه بها هذا الاحتلال.


ويقول إنك ( لو كنت في منصب لما تحدثت بهذه اللغة )، وأنا أسأله أي منصب يمنحك الشرف ويمنح لعشيرتك الفخار إذا كان الاحتلال هو من وضعك فيه وأنعم به عليك؟ وفرق كبير بيننا وبينك وبين أمثالك فنحن نسعى لتحرير الوطن لنضمن فيه قبراً يضمنا بعد مماتنا ولنوفر الحياة الحرة الكريمة لأبنائنا وأحفادنا، وأنت تسعى لاحتلال منصب فيه تحت راية الاحتلال الأجنبي، فهل مصلحتكم هي الشريفة ومصلحتنا هي الخالية من الشرف المفتقرة إليه؟


ويقول هذا السيد: ( كونوا احراراً في دنياكم قفوا ولو لمرة واحدة موقف وطني "الصحيح طبعاً: موقفاً وطنياً لأنه مفعول به")، فهل الموقف الوطني أن نقف مع عملية سياسية دمرت وطننا وكتبها وفرضها المحتل، أم العمل لكتابة دستور عراقي بأياد وأقلام وحبر وورق عراقي هو الموقف الوطني؟.. هل يريدنا هذا السيد أن نصفق للمالكي وأشباهه لنكون في نظره من الوطنيين؟


ولكني أطلب معونتكم في تفسير عبارته الأخيرة التي لم أفهمها حقاً وهي : ( وكفى بلوم . لما )، فلعلها عبارة لا يفهمها إلا الراسخون بالعملية السياسية والخيانة الوطنية وخدمة المحتل.


ونقول لهذا السيد في الختام : إن الموضوع الذي علقت عليه كان تقارير موجودة ومنشورة في كل مكان ولم نأت بها من عندياتنا وفيها اعتراف أمريكي بأنهم يدينون ( قتل 1700 جندي عراقي شيعي )، ويردفون الإدانة بأن التقارير التي بنوا عليها إدانتهم للثورة غير مؤكدة، فتساءلنا : كيف لدولة عظمى تدين عملاً وتبني إدانتها على تقارير غير مؤكدة؟ فإذا كان هذا السؤال كفراً في ملتكم واعتقادكم فاستغفروا هبلكم أمريكا عن هذا الكفر الصراح .. أما أنا فذروني متنعماً بهذا الكفر الذي ستكون عاقبته جنات النعيم.

 





الجمعة ٢٢ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة