شبكة ذي قار
عـاجـل










في كلمته الأسبوعية الأخيرة أعلن نوري المالكي رئيس الوزراء في العراق عن (مبادرة وتهديد )،لحل ورطته وحربه في الانبار ، فالمبادرة هي طلب عقد مؤتمر مصالحة وطنية لأهل الانبار وشيوخها (يقصد شيوخ صحواته وحلفائه ومريديه )لإيجاد حل سريع لإنقاذ الانبار مما تعاني منه من خراب ودمار (وكأن هذا الخراب والدمار لم يسببه هو وقواته لأهل الانبار) من قصف بالراجمات والطائرات والصواريخ والمدفعية الثقيلة والبراميل المتفجرة وإغراق والاقضية والنواحي والقرى بالمياه وتهجير مئات الألوف من سكان الانبار ،في حين أعلن هذا الطلب الشيخ حاتم السليمان من عمان قبله بشهر وقال ،نريد وقف نزيف الدم لأهلنا أهل الانبار وأبناء القوات المسلحة وحقن كل قطرة دم عراقي تسال على ارض العراق ،وقدم شروط ثوار الانبار ،والتي يأتي في مقدمتها (إخراج الجيش من الانبار ووقف طلاق النار بكل وسائله والدخول في مفاوضات مباشرة ) ،حول كيفية إنهاء الأزمة والتعهد للعالم اجمع وليس للمالكي فقط ،إننا سنقاتل معه ما يسميه (تنظيم داعش)، هذه مبادرة الشيخ علي الحاتم قبل شهر،وقد أعادها قبل يومين على قناة السومرية ،فماذا بقي للمالكي من حجج ومبررات لكي يطلق مبادرته العقيمة الآن ،أليست لأهداف وغايات مصلحية تصب في خدمة الولاية الثالثة ..؟، ولماذا لم يستجب لدعوة علي الحاتم إذا كانت نيته صادقة وحقيقية ،ولماذا أطلقها في هذا الوقت ولم يطلقها منذ ايام هجومه على الانبار بحجة الحرب على داعش ،إذن هناك غاية غير شريفة من وراء هذه المبادرة والتي يعرف هو قبل غيره إنها ولدت ميتة لأنه لم يخاطب بها أصحاب الشأن في الأحداث وهم الثوار ،لذلك اتضحت اللعبة وقبرت المبادرة لكي ينفذ الصفحة الثانية من الغاية الشريرة ،وهي الهجوم (الحاسم على الانبار قبل شهر رمضان المبارك ) ،وهذا هو التهديد الواضح والعلني لأهل الانبار وكل المحافظات المنتفضة ضده ،عندما طلب من أهل الانبار بحمل السلاح والالتحاق بجيشه لمقاتلة ثوار الانبار الذي يسميهم ب(داعش) ، وما داعش إلا صناعة إيرانية بامتياز ،

 

وقد اعترف بذلك احد قادة القاعدة في سوريا عندما فضح التعاون بين القاعدة وإيران والتنسيق فيما بينهم في العراق وسوريا ،اذن ستكون الانبار آخر حروب المالكي قبل شهر رمضان المبارك ،ويعلن بعدها للملأ فشله إذا خسر الحرب هناك ،علما وللتذكير فقط إن جيش المالكي قد نفذ أكثر من أربعين هجوما عسكريا بواقع أربع فرق عسكرية مع الطائرات والصواريخ والمدافع والراجمات على الفلوجة فقط ولم يستطع جيشه المنهار أن يدخل شبرا واحدا فيها ،فما حدا مما بدا كما يقال علما انه في الانبار خبراء عسكريين كبار من أمريكا وإيران حسب تصريحات قائد الجيوش الأمريكية لويد اوستن لدى حضوره مع وفد عسكري أمريكي كبير إلى بغداد واجتماعه مع (كبار قادة المالكي العسكريين ممن يقودون القتال هناك ضد الثوار الانباريين ،وهل يملك المالكي الجرأة والشجاعة عندها ويعلن هزيمته أمام ثوار الفلوجة فقط ،اذا لم يحقق النصر الذي أوهموه به قادته في الفلوجة ،

 

عندها سيصبح أضحوكة للعالم كله هو وجيشه المنهار(تقول وزارة الدفاع إننا نعاني من هروب الجنود والضباط من الجيش)،وهي ظاهرة لها معاني كبيرة للانهيار العسكري،فعليه نحن نحذر المالكي من الهجوم المزعوم لأننا نريد حقن دماء أبناء العراق من الجيش والشعب لان الدم العراقي خط احمر لا يجوز تجاوزه والتفريط به لإغراض وأهداف سياسية آنية تافهة ،ونؤكد إننا في العراق ضد الإرهاب بكل أشكاله وألوانه وأطيافه من ميليشيات تقاتل مع الجيش هي وفيلق القدس الإيراني إلى حزب الله اللبناني إلى غلى قوات بدر إلى ما يسمى بداعش ويجب أن تفرق حكومة المالكي بين الارهابين الذين تسميهم بداعش وبين ثوار عشائر يطالبون بحقوقهم وكرامتهم المهدورة من قبل حكومة المالكي وهذا أمر بات ضرورة ملحة على المالكي وقادته ان يفهموا هذه المعادلة ويربحوا طرفا واحدا على الأقل ويضمنوا تجنبه في الحرب وغيرها،و نرفض أي سلاح خارج سلطة الحكومة مهما كان ،

 

على أن تقوم الحكومة بإنهاء تواجد الميليشيات الإيرانية والعراقية المسلحة التي تقاتل مع الجيش باسم سوات في العراق ، وتوحد جهودها للقضاء على الإرهاب الذي تدعيه وتسميه بداعش ، يقينا الحرب على الانبار باسم داعش هي حرب سياسية طائفية لا جدال فيها (ومن فمك أدينك-بيننا وبينهم بحر من الدم –ونحن أنصار الحسين عليه السلام وهم أنصار يزيد) وغيرها من الهوسات الطائفية النتنة على السنة جنوده وضباطه واللافتات والرايات والكتابات على الجدران وعلى ظهور الصواريخ والقنابر وغيرها الكثير ،أليست كل هذه الشعارات ليست حرب طائفية ، إنها حرب طائفية بامتياز ومن يغمض عينه عنها تصاب بالعمى ، نعم إنها حرب طائفية يقودها المالكي وجيشه الذي يسرق أموال المواطنين من بيوتهم ويحرق بساتينهم ويصادر أبقارهم وأغنامهم ويغرق قراهم ونواحيها ويهجر أبناءها ،ماذا نسمي كل هذا أليس طائفية يا ناس اتقوا الله وقولوا قولة الحق أمام الله ،

 

فانتم مسئولون أمامه ،ولا تكونوا شهود زور للتاريخ ، من يريد المصالحة وحل الأزمة يذهب إلى الانبار ويلتقي أبناءها هناك وسيرحبون به ضيفا ،لا غازيا ، ويتحاور معهم ويسمع لمطالبهم المشروعة من أفواههم ،لا أفواه حلفائه الغادرين شهود الزور ومشعلي الفتن (سنة المالكي )، عندها فقط تنحل الأزمة وتحقن دماء العراقيين ،فلا التهديدات ولا المبادرات وما أكثرها (بالمناسبة كذاب المصالحة الوطنية عامر الخزاعي ساكت سكتتة أهل القبور)، الأزمة يحلها أهلها ومن اكتوى بنارها ،اما المرجفون والعاجزون والغادرون والكاذبون والمهاجمون فلا يمكنهم حل أزمة الانبار وبقية المحافظات المنتفضة لأنهم يكذبون عليك ويقدمون لكم معلومات غير دقيقة عن الانبار وغيرها ،الأماني والنوايا الصادقة لا تكفي لمن يجلس خلف الكراسي ،تريد من ينزل إلى الشارع ويعيش مأساة أهله العراقيين ،بكل ثقة ونوايا صادقة أقول لرئيس الوزراء المالكي وجيشه وقادته إن هجومكم على الانبار لا يحل المشكلة أبدا بل يعقدها ويفتح عليكم أبواب الجحيم كله في العراق لان العراق سيتحول إلى الحرب الأهلية الطائفية التي طالما حذرنا منها كل العراقيين نلان بذورها أينعت وأصبحت واضحة ومهيأة للانفجار وانتم ترون ذلك جيدا ،وان السيل الطائفي بلغ الزبى (رأيتم كيف تسير بعض المواكب في شوارع بغداد وتلعن أبو بكر وعائشة وعمر رضوان الله عليهم )،وهي تحمل صور خميني وخامنئي وهي إشارة وتحد واضح للآخرين، عدا ما تبثه الفضائيات من سم زعاف في برامجها ،واعتقد أن صبر الآخرين بدأ ينفد،لذلك نطالبكم ونحذركم بعدم المجازفة للهجوم على الانبار وغيرها، إلا إذا أصررتم على إدخال العراق إلى الحرب الأهلية الطائفية ،التي سوف لن تبقي ولا تذر وستحرقكم قبل أن تحرق العراق ل سامح الله ،وعندها ستكون آخر الحروب المالكي قبل أن يغرق العراق بالدم ...اللهم أحفظ العراق وأهله من شر الأشرار وغدرهم .






الجمعة ١ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الجبار الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة