شبكة ذي قار
عـاجـل










ان ما يجري في الساحة العربية والدولية من صراعات وما ينتاب الكثير منها حالات الضعف وخصوصا الدول العربية ، كالعراق وسورية ومصر وليبيا واليمن وما تشعر به دول الخليج من خوف بعضه حقيقي واخر موهوم ليجعل من المنطقة مناخ ملائم للطامعين وواولهم ايران ذات المشروع التوسعي والمرادف للمشروع الصهيوني والمبني على حب الهيمنة والغطرسة الفارسية وحقدها اتجاه الامة العربية . ومن الامور المهمة التي شجعت وتشجع بهذا الاتجاه . هي ان الدول المنتجة للسلاح تبحث عن اسواق كروسيا والصين وامريكا وغيرها ،هذا من جانب . فروسيا والصين يدعمان النظام السوري بالسلاح والموقف وينطلقان من اولا بيع السلاح ودعم نظام الاسد للاسباب الاتية :


أ‌- اقتصاديا من ايجاد منافذ لبيع السلاح في المنطقة وايجاد حلفاء كالنظام السوري وثم الحصول على اصدقاء جدد في المنطقة .


ب‌- للتنافس مع المد الامريكي باتجاه المنطقة العربية وايجاد حلفاء وعملاء لها مما قد يؤدي الى اضعاف الوجود الروسي والصيني في المنطقة الامر الذي يفقدها اكبر سوق عربي .


ت‌- الدعم الروسي والصيني لسورية هو دعم لموقف ايران مع حليفها بشار الاسد ويرميان من وراء ذلك جعل ايران مصد اول للتغلغل الامريكي الذي يؤثر على وضع روسيا والصين في المنطقة , وكذلك امريكا التي تعاني انهيارا اقتصاديا هي الاخرى تبحث عن اسواق ومصادر لتمويل اقتصادها الذي تضعضع بسبب احتلالها العراق وافغانستان وما عانته من الضربات الماحقة على يد المقاومة العراقية الباسلة التي كبدتها خسائر فادحة واخرجتها من العراق وهي تعاني انهيار اقتصادي ومعنوي . مما جعلها ان تميل الى التعامل المرن مع ايران بل سلمتها العراق ناهيك عن دعمها الكامل لاسرائيل لذا فهي تغض النظر عن تصرفات ايران اتجاه المنطقة وخصوصا ما يجري في العراق وسوريا ولبنان لانها لا تريد ان تقدم خسارة اكبر وهذا ما جعل ايران تتمادى في غيها وتدخلها المباشر في احداث العراق بشكل خطر جراء دعم الميليشيات والاحزاب الطائفية . بل تعمل بكل ما لديها من توسيع رقعة الصراع الطائفي لغرض تقسيم العراق وما يجري في الانبار وبقية المحافظات الثائرة هناك يد طولى لايران التي تعمل وتعبث في المنطقة دون اي رادع دولي . فهي تحظى بدعم روسي وصيني للتعامل مع الوضع في سورية ودعم نظام الاسد بالسلاح والميليشيات واستخدام العراق ممر لعملياتها وبنفس النهج الطائفي وياتي الدعم الروسي والصيني من خلال موقفهما بتقديم السلاح لسورية واسنادها عبر المؤتمرات الدولية بعدم ضربها او اتخاذ قرار ضدها وهذا بحد ذاته يعطي فرصة لايران لكي تتقدم اكثر في المنطقة من خلال قاعدتها حزب الله في لبنان وتواجدها في العراق واليمن والبحرين حيث ان حزب الله يشارك في دعم الاسد عسكريا ضد المعارضة السورية وما يخدم المشروع الايراني هو الوضع العربي الذي كانت امريكا واسرائيل وراءه , حيث تشجع ما يسمى بالربيع العربي الذي هدفه تاجيج الصراع العربي _ العربي واقتتال الشعوب العربية مع بعضها ،باطنا وظاهرا التشجيع على التخلص من الانظمة التي باتت الشعوب ترفضها . هنا ياتي المخطط الامريكي _ الاسرائيلي بهدفين:


1 -- اشغال المنطقة بحروب تدعمها امريكا تحت اسم الديمقراطية لتستنزف قدراتها ثم تاتي بالبديل المرغوب لديها وتتخلص من السابقين بعد امتصاص ثورة الجماهير حيث ان الوضع لم يتبدل الا بالوجوه . وهذا ما جرى ويجري في المنطقة وقد قدم خدمة كبيرة للتغلغل الايراني والتمادي في ذلك ..فيا ترى من الذي سيوقف هذا المد الايراني طالما الدول الكبرى تسند الموقف الايراني . وقد هيئت له الفرصة المناسبة . ابتداء بأحتلال العراق ثم الصراعات العربية في مصر وليبيا واليمن والبحرين وسورية ولبنان كلها هيئت فرصة ذهبية للتمدد الايراني في المنطقة وتغذيتها للطائفية التي هي بمثابة السرطان الذي يأكل من جسم الامة وينهكها . وهذا الدعم الغير مباشر لايران والذي شجعها ، هدفه ترجيح المصالح الاميركية والروسية والصينية على امن المنطقة العربية . فهي في حالة استنزاف داخلي مما يبعدها عن رؤية الخطر الاكبر الذي هو التسلل الايراني واتساع رقعة الهيمنة . بل امتلاك القرار في من سيحكم في المنطقة . كما هو الحال في العراق وسورية . حيث ان العراق هو قلب الامة وجمجمتها وشريانها الحيوي . والذي تقوم به ايران لنذير شؤم ووباء ليطال المنطقة اجلا ام عاجلا . ان لم يكن هناك موقف عربي موحد اولا ودولي ثانيا . لان الردع الاساس لابد ان يأتي من الداخل والا سيفشل . ثم يأتي دور الدول الكبرى والامم المتحدة . ولكن متى ؟ وقد هيئت اميركا وحلفاؤها وخصوصا اسرائيل لاضعاف الانظمة العربية والوطنية منها . لقد احتلت العراق وانهت النظام الوطني – القومي بواسطة الدعم الكبير من دول اوربا وايران والعملاء . ثم سعت وباسم الربيع العربي لخلق بؤر صراعات واقتتال طائفي ومناطقي داخل المنطقة العربية كما ذكرنا اعلاه . ناهيك عن استنزاف قدرات العراق ... فهل تقوى الامة العربية في وضعها الحالي ان توقف المد الايراني ؟وتمنع تماديه ما لم تنهظ وبقوة بعد ان تعالج وضعها الذاتي لتتصدى لهذا المشروع الايراني القذر والمغلف باسم الدين ونقول لشعبنا وقد تجاوز السيل الزبا وما النصر الا من عند الله






الاثنين ٢٦ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة