شبكة ذي قار
عـاجـل










القاهرة كبغداد راسخة في قلوبنا وأذهاننا والأرض العربية حاضرة في وجداننا وكما هي الهموم العربية ثابتة في قيمنا وهواجسنا وأفكارنا لا نستطيع ان نغض الطرف عما يجري في اي بقعة من ارض العروبة وأملنا ان تحقق الأمة ذاتها وتستعيد حقوقها وأن يكون الشعب العربي حرا في اختياراته متلمسا الحقيقة نافذا البصيرة للوصول الى الأفضل والأصح والأسلم . ومايجري في مصر اليوم نتابعه عن كثب ونراقب ما يحدث فيه وكأننا مصريون فلا فرق لدينا بين مصري وسوري أو اردني ومغربي الا بقدر الهموم والمواقف والأحداث اين ومتى كانت لكن قرب الأنتخابات الرئاسية في مصر يقربنا اليها أكثر لنطمأن على ان كل شيء يجري بأمان وسلام حتى يحقق شعب مصر طموحاته وآماله في اختيار من يراه مناسبا لحكم مصر خلال السنوات القادمة ويطمأن الشعب العربي من المحيط الى الخليج ان مصر ستعود كسابق عهدها ينبوعا خالدا يروي ضمأ الأمة ويبعث الأمل في نفوس وأقتدار ابناءها .

 

كانت مصر وستبقى على مر الأيام بشعبها الطيب الودود وبتاريخها القومي الأصيل وموقعها الجغرافي والسياسي قلب العروبة النابض وثقل العرب في ميادين الحياة وسندهم في الملمات بعد خروج العراق من المعادلة وتشتت الجهد العربي وضعف اسناده ... ان تعافت مصر اطمأن بها العرب... وان مرضت أدمت القلوب وعمت الجميع الحيرة والقلق . ومصر كما هي في الضمير والوجدان العربي لايكمن ان تعيش بمعزل عن القرار العربي والأرض العربية والفكرة القومية مهما حاول المغرضون عزلتها وأبعادها وستعود قريبا. لقد لعبت مصردورا مهما ومؤثرا في صناعة تاريخ وأحداث الأمة العربية خاصة في زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وتوجهاته الوطنية والقومية ودعمه لحركات التحرر في أقطار الوطن العربي ودوره المشهود في قيادة الأمة وتوجهات شعوبها لنيل حرياتهم وحقوقهم المشروعة منذ ثورة يوليو1952 حتى رحيله عام 1970 وما بعد الرحيل مرت الأنظمة السياسية في مصر بمراحل ومخاضات متعددة أفرزت نتائج ومواقف مختلفة ربما أضر البعض منها بالعرب وقضاياهم المصيرية وأبعدت مصر وشعبهاعن خندق الأمة ورمت به في أحضان أعداءها لكن الشعب المصري الشقيق أبا الا ان يكون جزءا من امته العربية ولا يرضى بديلا عنها فشهدت مصر منذ أكثر من ثلاثون عاما مسيرات ومظاهرات عارمة ضد هذه الأنظمة وسلوكيات قادتها ثم أعقبتها في السنوات الأخيرة احتجاجات واسعة ومجابهات قوية وثورات شعبية الهبت الضمائروحشدت الأمكانيات وشدت العزائم ودامت الحشود وقارعت الظلم حتى تمكنت بأصرار الشعب وتكاتفه وشجاعته من الأطاحة بأنظمة وسياسات وشخصيات وعروش كانت وباءا على الأمة وخناجر تطعن ظهور أبناءها فأضرت شعب مصر ونهبت ثرواته وربطت مصيره بأجندات خارجية وباعت قراره الوطني بأبخس الأثمان. ومصر وشعبها اليوم في مخاض عسير وظروف حرجة وأجواء آنية تؤسس لمستقبل قريب نتمنى ان يعيد مصر الى حضنها العربي والى سابق عزها وزهوها ودورها الهام في حياة الأمة من خلال انتخابات ديمقراطية برلمانية ورئاسية تجري وسط أجواء الخوف والأرهاب وأعمال العنف والفوضى التي طالت عدد من المدن المصرية والتي لن توقف زحف الجماهير المصرية للمشاركة في هذا العرس الأنتخابي وأملنا كبير في ان يتوج هذا السلوك الأنتخابي الحضاري البديع بأختيار من يراه الشعب المصري أهلا للمسؤولية في تمثيل المصريين وقيادة بلدهم الى برالسلام ويعيد لمصر وشعب مصر بريقا كان قد أفتقدوه بسب فشل سياسات الأنظمة الحاكمة التي زرعت في النفوس الخوف والريبة واللامبالاة .

 

ان مصر اليوم بحاجة ماسة لرجل شجاع حازم يمتلك رؤى وبرامج وأفكارتحمي المصالح الوطنية والقومية وتحقق لشعب مصر لقمة العيش والأمن والحياة الحرة الكريمة كما ان المواطن المصري اليوم بحاجة أيضا لوطن يحويه وقيادة تحفظه وتحميه وقوانين تصون حقوقه وحرياته وتحقق طموحاته وسعادته وأستقراره ونحن مع شعب مصر في خياراته وآماله وهو يخوض قريبا آفاق الديمقراطية والحرية والعدالة الأجتماعية بعد ان افتقدها لعشرات السنين او انها سرقت منه وبروح مفعمة بالأمل لنتائج تفرز قوانين وأنظمة وشخصيات وسياسات تضمن لمصرهيبتها وأستقرارها وامتدادها العربي ولشعبها مكانته المعهودة في عيون العرب .


شاكر عبد القهار الكبيسي
اوسلو ٢٢ مايس ٢٠١٤






الاربعاء ٢١ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة