شبكة ذي قار
عـاجـل










 (( أغايَةُ الدِّينِ أن تُحْفُوا شَوَارِبَكُمْ يا أُمَّةً ضَحِكَتْ مِن جَهْلِهَا الأُمَمُ ))

 

ابتلي الناس من قدم الزمان بالدجالين والافاقين المدعين لمقامات الأنبياء والأوصياء ، فكم من شخص على مر التاريخ ادعى النبؤة أو الإمامة بل كم من فرعون وسلطان وملك قال للناس أنا ربكم الأعلى ، واجبر الناس الى طاعته وعبادته بدل الله تعالى... وفي عصرنا الحالي، تم استغلال هذه الخرافة من قبل دول بعينها كأيران الصفوية ومعها دويلة الكيان الصهيوني وامريكا استغلوا عقيدة الكثير المسلمين البسطاء بحتمية ظهور الإمام المهدي ، فقد رأوا إجماع المسلمين على أن النبي بشر العالم بأن الله تعالى قدَّر وقضى أن ينهي الظلم على الأرض ، ويقيم دولة العدل الكاملة الشاملة ، على يد المهدي الموعود من ذريته... فجاؤوا بأشخاص تابعين لهم، ليدعون أنه المهدي الموعود ، أو رسوله ، أو ابنه.. او وصيه .. الخ, حدث ذلك وما زال يحدث في خصوصا في بلداننا العربية كالحجاز والشام ومصر والمغرب وغيرها . أما العراق ، فكان نصيبه أكثر من غيره لأن الخطط الاستعمارية والصفوية الصهيونية وضعت العراق في اولى اهدافها مستغلين بذلك اجماع المسلمين على أن العراق سيكون عاصمة الإمام المهدي وقاعدة دولته العالمية ، فاستهوى ذلك أعداء الوطن ودفعوا بعض الكذابين الى ادعاء المهدوية أو الوكالة عن الإمام المهدي، وغرروا ببعض بسطاء الناس فأدخلوهم في حزبهم ، وغسلوا أدمغتهم ، وأنفقوا عليهم وسلحوهم ، ليسيطروا على العراق فيملؤوه عدلاً بزعمهم ، ثم ينشروا عدلهم الى العالم , ساهم بذلك الاحزاب الدينية التي ترعرعت في قم وطهران التي جاءت بعد الاحتلال, فعلى سبيل المثال قال كتكوت الحوزة عمار الحكيم في احدى خطبة في تموز عام 2011 ... (( اننا نعيش في رحاب الولادة الميمونة لسيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان  ( عج ) , هذا الحدث الانساني الكبير هذه الشخصية الفذة المؤثرة في تاريخ الانسانية جمعاء )) ...ومن هذا المنطلق انتشرت ظاهرة الحركات التي أطلقت على نفسها تسميّة  ( الحركات المهدويّة ) بعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي مباشرة وبكثرة في العراق، وعلى الرغم من تعدد أشكال وعناوين تلك الحركات والاختلاف في أساليبها  ( مسلحة، سلميّة ) في نشرها لأفكارها ومنهجها الفكري.. إلاّ أنها تشابهت في كونها تنطلق من أيديولوجية واحدة وهي التبشير بقرب ظهور المهدي.

 

وللوقوف على حقيقة الامر في اصل خرافة ظهور المهدي يقول مختصون في التاريخ الاسلامي والبعض من رجال الدين انه ... (( عندما اختلف أهل البيت في القرن الثاني الهجري، بين عباسيين وطالبيين وعلويين وكيسانيين وحسنيين وحسينيين وإسماعيليين وموسويين، نشأ من الشيعة فريق يؤمن بحق خط معين منهم، هو الخط العلوي الحسيني الموسوي بالإمامة والخلافة إلى يوم القيامة. ولكن هذه النظرية وصلت إلى طريق مسدود مع وفاة الإمام الحسن العسكري سنة 260 للهجرة دون خلف يرثه في الإمامة وكان من المحتمل جدا، أن يطوي التاريخ حديث التيار الإمامي الموسوي، لولا مبادرة بعض أركانه إلى اختلاق قصة وجود ولد مستور وغائب للإمام العسكري، وتأليف النظرية الإثنى عشرية في القرن الرابع الهجري، مما سمح لها بالبقاء في أذهان فريق من الشيعة، ظل ينتظر خروج ذلك الإمام أكثر من ألف عام، ولم يجنِ ذلك الفريق من انتظاره للإمام الغائب، سوى العزلة والتلاشي والانكفاء والغيبة عن مسرح الحياة )) , ويؤمن الشيعة أتباع المذهب الجعفري، الاثني عشري، بأن محمد بن الحسن العسكري، قد اختفى في سرداب منذ 12 قرنًا، وأنه على الرغم من اختفائه هذا لا يزال على قيد الحياة، وسيعود إلى الأرض ليملأها عدلاً وسلامًا, ويعتقد هؤلاء بأن معظم أولاد موسى بن جعفر قالوا بمهدويته, وقد تم أحصاء عشرين مهدياً في تاريخ الشيعة, حتى عبد الله بن الحسن ادعى المهدوية لولده محمد، ولقبه بـ ( النفس الزكية ) . فظهرت حركات وتيارات على مدى القرون الماضية تزعم وتؤكد وتؤيد هذه النظربات فالسبأية ادعت مهدوية علي بن أبي طالب وقالت بغيبته. والكيسانية ادعت ذلك في محمد بن علي. والناووسية اعتقدوا بمهدوية جعفر الصادق. والفطحية قالوا وجود ولد لعبد الله بن جعفر الصادق وادعوا غيبته ومهدويته. أما الواقفية فقد اعتقدوا بغيبة موسى بن جعفر ومهدويته. هذا وقد جرت بسبب هذه العقيدة حروب وويلات.. وفتن وانشقاقات لا يعلم آثارها ومدى ما جلبته على الأمة من أضرار إلا الله ,

 

والملاحظ في هذا الموضوع  (( الخرافة )) , هو التسارع والمدد الزمنية القصيرة التي لا تفصل ظهور تلك الدعوات عن بعضها كثيرا خصوصا في السنوات الاولى بعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي للعراق مباشرة وكأن هناك ضابطا ورابطا في الوقت بينها خصوصا في ظل الاضطرابات التي عمت في الحياة الاجتماعية في العراق والتي لا يمكن تفسيرها الا بكونها أحد الاهداف المرسومة من قبل ادارة الاحتلال ومعها الطغمة الصفوية الحاقدة لخلق مجتمع متفكك، متخلف تسود فيه ظواهر الفساد الخلقي والاجتماعي تسود فيه الدعارة والانحطاط والقتل والتكفير والابتعاد عن القيم والمثل العليا التي كان يمتاز بها المجتمع العراقي قبيل الاحتلال وصولا الى انجاح مشاريع الاحتلال من تقسيم العراق وتصدير الثورة الخمينية الفاسدة واعادة امجاد النار المجوسية التي انطفئت في أعقاب النصر العسكري الساحق في معركة القادسية الاولى بقيادة الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب  ( رض ) , يساعده في ذلك استغلال التخلف الموجود لدى طبقات كثيرة من ابناء المجتمع العراقي في جنوب العراق وايمانهم المطلق وولائهم الكامل للطائفة وايمانهم باصحاب العمائم العفنة التي تؤتمر بأمر الولي الفقيه , فلجأت ادارة الاحتلال بمساعدة اصحاب العمائم العفنة في طهران الى اتباع اساليب معينة لاقناع العامة من البسطاء بنظريتهم منها الادعاء بألانتساب إلى آل البيت ، وإظهار ولائه لهم ، أو إلى من يمثلهم في زمن من الأزمان كالانتساب إلى الحنابلة ، ومن ذلك أن تمرر أفكار وطروحات تحت مظلة أسماء عرف عنها سلامة المنهج والمقصد، أو تحت مظلة مؤسسات وجمعيات غير حكومية ، فتكون هذه المظلة جسراً يتوصل من خلاله هذه الأفكار والطروحات شعروا بذلك أو لم يشعروا .واستخدام حرب المصطلحات وفلسفة ذلك الاعتماد على استبدال المصطلحات الشرعية بغيرها من مصطلحات براقة بهدف التلبيس على الناس لتمرير طروحاتهم وأفكارهم ، أو الانفكاك من الصفات المترتبة على من التبس بالمصطلح الشرعي . ومن أدبيات هذه الحرب استعمال كلمات مطاطة معتمة دينية او سياسية ، ورمي الكلامَ بعمومٍ ، وكلمات فضفاضة لينزلها كل مُنزل منزله واستغلال عاطفة وحماس البسطاء والعامة, فبما أن الإنسان يحمل بين جنباته صفة العاطفة والحماس والغيرة تجاه دينه ومبادئه ، فتجد من أصحاب الأفكار والطروحات من يستغل هذا الجانب ، ويوظفها لمراده فتجده في مكان يثني على هذه العاطفة الجياشة ، والغيرة الصادقة ، ومن ثم ينعطف على هذا بطرح أفكاره ومراده . وفي مكان آخر إذا لم تلق أفكاره وطروحاته من الغير قبولاً بسبب دافع الغيرة والحماية لمبادئهم وأفكارهم ؛ يبدأ بصب جانب غضبه على هذا الخلق النبيل في موضعه ، ويزعم أنه متى ما حال هذا العقد على الوعي ، وتوسيع الإدراك ، والنظر في المألات ؛ فإن المرء لا يزال يتراوح في مكانه ، والغير يتقدم في صناعة الحياة خطوات .

 

منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في آب 2005، لم ينفك احمدي نجاد يذكِّر في مناسبات شتى بأن حكومته تعمل بتوجيه من الإمام المهدي. وعقب عودته من الولايات المتحدة حيث ألقى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في أيلول 2005، روى أحمدي نجاد للمرجع الشيعي آية الله جواد آملي أن أحد الحاضرين هناك أخبره بأنه كان محاطًا بهالة نورانية طوال فترة إلقاء خطابه. ،ومن خلال إيمانه بنظرية ولاية الفقيه الممهدة للإمام الغائب، يعتقد احمدي نجاد أن الوظيفة الوحيدة للجمهورية الإسلامية هي التمهيد لإقامة الحكومة العالمية  (( لاحظوا التشابه في هذا الطرح مع فكرة الماسونية بخصوص الحكومة العالمية )) . وقد عرفت الضفة الشيعية العربية في هذه المرحلة ترويجا للفكرة نفسها، خاصة في لبنان حيث نجد لها أثرا في كتاب  ( أحمدي نجاد والثورة العالمية المقبلة ) لصاحبه شادي الفقيه عام 2006 عن دار العلم في بيروت، وتم توزيعه بشكل كبير في لبنان.

 

وخلال زيارته لمحافظة مشهد في السادس من أيار 2008، ألقى أحمدي نجاد خطابًا أمام أساتذة الحوزة العلمية وطلبتها ، قال فيه إن الإمام المهدي يدعم أداءه الرئاسي ويدير برامجه الحكومية، وكانت ايران قد شهدت اثناء فترة رئاسة احمدي نجاد نشاطا ملحوظا في موضوعة خرافة ظهور المهدي ومايتصل به من قضايا مذهبية وفكرية، وذلك عقب توزيع مؤسسة  (( مبشران ظهور )) , مئات الآلاف من نسخ قرص مضغوط بعنوان  (( الخروجُ قريب جدا )) ، تتنبأ فيه بأن العالم على مشارف وقت خروج الإمام الثاني عشر المهدي بن الحسن العسكري، وعلامة ذلك برأي معدي القرص هي بروز القادة الممهدين لخروجه، والذين وردت أسماؤهم وصفاتهم في روايات منسوبة للأئمة من آل البيت النبوي، ومن هؤلاء مرشدهم علي خامنئي الذي اعتبره أصحاب المادة الإعلامية القائد الخراساني، ومساعده القائد العسكري شعيب بن صالح الذي هو في اعتقادهم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في حين أن حسن نصر الله هو اليماني، واعتبروا العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين هو السفياني، والعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز هو آخر ملوك الحجاز الذي سيكون موته دليلاً على بداية علامات خروج المهدي المنتظر. أما النفس الزكية التي ورد ذكرها في روايات العقيدة المهدوية بأنها ستقتل في العراق قبل الخروج، فقد اعتبرها مفسرو مؤسسة  (( مبشران ظهور )) شخصية المرجع العراقي باقر الحكيم الذي قتل في انفجار عام 2033. وهذه دلالات واضحة وصريحة على ان من يقف وراء الترويج لمثل هذه الخرافة في عراق ما بعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي هو نظام الملالي العفنة في قم وطهران حيث وكما تطرقنا في اعلاه كانت قد لوحظ بروز هذه الخرافة من قبل حكام طهران خصوصا احمد نجاد عندما كان رئيسا لايران, وكان المقربون من احمدي نجاد يروجون الى أنه أصبح قريباً جدًا من الامام المهدي المنتظر، الامام الـ 12 لدى الشيعة الإمامية، وأنه بعد مغادرته مكتبه الرئاسي ، سيتوارى عن الأنظار بانتظار رجعته مع المهدي المنتظر ليشارك معه في الصراع لاحقاق الحق ودحر الباطل.

 

وضمن حملات الدعاية التي كانت تروج لـقدسية احمدي نجاد ، كان المتحدث بإسم الحكومة الإيرانية غلام حسين إلهام، قد اطلق تصريحاً مثيراً وصف فيه أحمدي نجاد بأنه من جنود الحجة الغائب وأنه سيعود مع الإمام المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما امتلأت ظلماً وجورا, وذكر نجاد خلال كلمته الثلاثاء 23-2-2010 بمدينة بيرجند في إقليم خراسان بشمال شرق البلاد المبنية على تصور الشيعة لظهور المهدي المنتظر- إن أسباب غيبة المهدي ترجع إلى إمكانية تكرار حادثة كربلاء، مشددا على أن العالم يستعد بسرعة نحو استقبال الإمام المهدي, كما سبق أن تحدث في لقاء بالمرجع الديني المعروف آية الله جوادي آملي عن هالة نور كانت قد أحاطت به لدى إلقاء كلمة له أمام قادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ونشرت مواقع إيرانية فيديو يظهر الرئيس الإيراني يشرح لهذا المرجع الديني دعم المهدي المنتظر له خلال خطابه في المنظمة الدولية.وكان رجل دين إيراني، ويدعى آية الله علي سعيدي، قد ادعى خلال كلمة ألقاها في تجمع بمدينة بوشهر النظام الإيراني إلى استخدام المظاهرات والمسيرات تمهيداً لظهور المهدي المنتظر، ومعلوم أن سعيدي هو أحد ممثلي خامنئي.

 

وفي غمرة ثقافة التمهيد لظهور المهدي المنتظر كان قد صرح أمين مجلس صيانة الدستور الإيراني آية الله أحمد جنتي، إنه ... (( تم التمهيد لظهور المهدي المنتظر ويجب أن نستعد للامتثال إلى أوامره وان المهدي لن يتخلى عن أصدقائه وأنصاره، يجب أن ننتظر ظهوره )) . وعشية الانتخابات الرئاسية الإيرانية المنصرمة ، كانت قد أثارت تصريحات وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، اللواء محمد حسن نامي، الاستغراب حين وعد باستخدام شبكة الإنترنت لبث صوت وصورة المهدي المنتظر الذي يبشر به المذهب الشيعي الاثناعشري وحسب وسائل الإعلام الإيرانية، قال اللواء نامي... (( اليوم ومع تطور التقنية التي تتفوق على الألياف الضوئية، يمكن استخدام طبقات الغلاف الجوي لنقل المعلومات الصوتية والتصويرية، وسيتم إرسال صوت وصورة سيدنا الإمام المهدي للعالم أجمع عبر هذه الطبقات الجديدة )) ... هذا وأصدرت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات الإيرانية، حينها، بياناً أكدت فيه تصريحات الوزير، وقدمت إيضاحات حول إمكانية تحقيق وعد الوزير جاء فيه... (( يتكون الغلاف الجوي من سبع طبقات وهي التروبوسفير والثروموسفير والاستراتوسفير والأوزون والميزوسفير واليونوسفير والاجزوسفير والتي أشار إليها القرآن بالسماوات السبع )) ... وأضاف بيان وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات... (( إن طبقة اليونوسفير فيها شحنة كهربائية جلبت انتباه المحققين، حيث يمكن استخدامها لنقل المعلومات الصوتية والتصويرية وحتى نقل الطاقة الكهربائية من نقطة إلى نقطة أخرى على الكرة الأرضية أو إلى الفضاءات الخارجية. ويقال إن سيدنا الإمام المهدي سيظهر بين الدرب والحجر في مكة المكرمة، وعندها سيسمع العالم بأسره صوته ويرون صورته، وقد يتم ذلك عبر طبقتي اليونوسفير والتروبوسفير )) ... جدير بالذذكر أن اللواء نامي كان يشغل منصب معاون الأركان المشتركة ورئيس الهيئة الجغرافية للقوات المسلحة قبل تعيينه وزيراً للاتصالات وتقنية المعلومات ويحمل شهادة الإدارة الحكومية من جامعة كيم إيل سونغ في كوريا الشمالية. وكانت المنظمة الإسلامية السنية الأحوازية المعارضة لنظام الملالي في إيران قد كشفت، عن الترتيبات التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني على كافة المستويات العسكرية والثقافية والاقتصادية، لتنفيذ ما أسمته  ( مشروع المهدوية ) ، كأضخم مشروع إيراني لتحويل منطقة الأحواز المحتلة إلى قاعدة عسكرية واستخباراتية وطائفية لاستهداف المنطقة, إضافة إلى العمل على بناء ترسانة أسلحة إيرانية لخوض مواجهات محتملة في المنطقة وفقاً للتقرير الذي وضعته المنظمة، والتي عملت نحو 18 شهراً على استقاء المعلومات الواردة فيه من مصادرها السرية. واللافت في هذا التقرير أن إيران وفقاً للمنظمة زودت صواريخ نشرتها على الساحل المطل على الخليج العربي برؤوس كيماوية وبغاز الخردل والسارين أو السيانيد, وهذه الصواريخ من طراز  ( إس. إس. 4 ) , ومن اهداف المشروع هي اطلاق حملات إعلامية منهجية في الخليج العربي والشرق الأوسط لترسيخ روح الانهزام والاستسلام لإيران كقوة استعمارية، ونشر الفكر الصفوي على مستوى الخليج العربي بشكل واسع. والغرض منها إيجاد موطىء قدم للكثير من الجماعات والتنظيمات الإيرانية على أراضي الدول العربية، على غرار زرع حركات وأحزاب في العراق ولبنان واليمن.

 

من أشهر هذه الحركات التي ظهرت في عراق ما بعد الاحتلال الامريكي الصهيوصفوي هي:-

1- حركة مقتدى الصدر ممثلة بالتيار الصدري وذراعه العسكري جيش المهدي. وهي أكبر الحركات المهدوية في العراق، بل ربما الشيعية في الوقت الحاضر. يتركز أتباعها في بغداد  ( الثورة والشعلة وغيرهما ) وفي النجف وبقية محافظات الجنوب كالعمارة والديوانية. يقال إن عدد أتباعها من المسلحين يتجاوز العشرات الالاف مدعومين من إيران التي نصحت مقتدى بالانصراف للدراسة، من أجل بلوغ درجة  ( آية الله ) ؛ حتى يتمكن من إصدار الفتاوى والأوامر لأتباعه مباشرة، دون الخضوع لسلطة المرجعية. وحتى يقترب من منابع  ( رأس المال ) ويجعلها في يده مباشرة أيضاً.

 

2- حركة جند السماء بزعامة ضياء عبد الزهرة الكرعاوي  ( قاضي السماء ) . يدعي انه هو المهدي وانه ولد من بيضة مخصبة للزهراء من الإمام علي، قتل في معركة  ( الزركة ) . منطقة انتشار هذه الحركة  ( الحلة ) و  ( الديوانية ) .

 

3- حركة  ( حيدر مشتت ) أبو عبد الله الحسين القحطاني. يدعي انه هو اليماني. وقد قتل على يد جماعة احمد الحسن اليماني. انخرط اغلب أتباعه مع جند السماء، وقتل الكثير منهم معهم. منطقة انتشار هذه الحركة  ( العمارة وبغداد ) .

 

4- تنظيم  ( أحمد اليماني ) وهذا التنظيم عبارة عن مجموعة شيعية تطلق على نفسها اسم  (   ( أنصار المهدي )) , يرأسها شخص يسمى أحمد بن الحسن، اسمه الحقيقي أحمد إسماعيل كاطع الهمبوش، تخرج من كلية الهندسة المدنية، ثم درس العلوم الدينية في النجف. ويدعي منذ عام 2003 أنه رسول المهدي ووصيه ، ويطلق على نفسه لقب اليماني. وتروي بعض الكتب والأدبيات الشيعية أن  (( اليماني )) يفترض أنه الشخص الذي يمهد لظهور  ( المهدي المنتظر ) ، أي الإمام الثاني عشر عند الشيعة. وحركة أحمد بن الحسن اليماني هي من أسبق الحركات التي ظهرت في العراق، مطلع عام 2004 . وتعتمد على فكرتين إحداهما أن اليماني هو ابن الإمام المهدي. والثانية تقول إنه آخر سفراء المهدي للتبشير بقرب ظهوره. ومن غير المعروف، حتى الآن، مصير  ( أحمد بن الحسن اليماني ) زعيم الجماعة، والذي كان يظهر علنا وسط أتباعه قبل أحداث الزركة. بداية ظهور أحمد ابن الحسن  ( اليماني ) ، كانت في منطقة السهلة في الكوفة عام  ( 2004 ) . وتمكنت حينها القوات الأسبانية من قتل أغلب أتباعه، فيما فر هو إلى البصرة. ووجد فيها ملاذا آمنا، إذ سكن حسب قول الكثير من المطلعين في مناطق شرق البصرة، أي بعيدا عن المدينة.. في البساتين وغابات النخيل المعزولة في الجانب الشرقي من شط العرب. ثم راح من هذه الأماكن شبه المعزولة يعمل على إعادة ترتيب صفوفه وتنظيم جماعته، خصوصا في البصرة والناصرية، ويعمل على نشر أفكاره من خلال موقع على شبكة الانترنت  ( اسمه موقع أحمد ابن الحسن اليماني ) الذي أغلق أخيرا. وتشير طبيعة التركيبية الاجتماعية لأنصاره أن أغلبهم من الفقراء البسطاء، لكن بينهم متعلمون وخريجو جامعات. وقد نشط أتباع اليماني عام  ( 2007 ) بشكل ملحوظ في البصرة، إذ أقاموا سرادقا  ( أمام مكتبه ) في أهم مكان وسط مدينة البصرة، استمر لأسبوع كامل. دون تدخل أطراف حكومية أو أي أطراف حزبية دينية، على الرغم من دعواتهم الصريحة لأحمد بن الحسن وتكفير الآخرين. وقد أقام هؤلاء الأتباع، خارج السرداق، معرضا لكتبهم ومنشوراتهم التي علقت على لوحات، وكلها تقول صراحة إن أحمد بن الحسن هو  ( ابن الإمام المهدي ) . وشخصية أحمد الحسن اليماني مازالت غامضة، وليس هناك نتاجات يمكن الاستناد عليها في فهم شخصية اليماني سوى كتاب منسوب إليه يحمل عنوان  ( العجل ) ، وشريط تسجيل بصوته، وكلاهما يكشفان عن سذاجة الطرح الذي يقدمه، ويشيران إلى إمكانية أن يكون  ( اليماني ) طالباً سابقاً وغير ناجح في إحدى مجالات الدراسات الدينية. أما المناطق التي تنتشر فيها هذه الحركة فهي الناصرية والبصرة. اتخذ اليماني  ( النجمة السداسية ) , شعارا له دون أن يخشى من أي رد فعل معاكس قد يسببه هذا الشعار، وهو شعار دويلة الكيان الصهيوني إضافة إلى الإمكانات المادية التي تمتلكها حركته مثل سائر الحركات المهدوية الأخرى، يدفع بالضرورة إلى الاعتقاد بأنها حركات مصنوعة أو مدفوعة من قبل جهات خارجية أو داخلية لها صلات خارجية؛ لتمرير أهداف خاصة.

 

5- حركة  ( الموطئون ) : وهي جماعة متطرفة ظهرت في بلدة الخالص ذات الغالبية الشيعية، التابعة لمحافظة ديالى  ( شرق بغداد ) . وتتضمن نشاطاتها القيام بعمليات عنف وإرهاب. يقودها شخص يدعى فاضل عبد الحسين المرسومي. وفكرته تنص على أنه محمد هذا الزمان، وان لكل زمان محمدا جديدا. وهو يدعو أيضاً إلى تخلي الناس عن الدراسة بكل أشكالها وترك القراءة واللجوء إليه ليمنحهم العلم بواسطة الفطرة. ونقد المرسومي موجه بالأساس إلى المذهب الشيعي الذي يعتبره قائماً على عقائد خاطئة رغم استناده هو شخصياً إليه.

 

6- حركة  ( حبيب الله المختار ) : والتي يدعي القائم بها إلى ما يسميه  ( ثورة الحب الإلهي ) . وأفكاره تتلخص في أنه  ( بعد فشل كل المذاهب والديانات قمنا بهذه الثورة التصحيحية للوصول إلى الله مباشرة ) . وهذا يعني محاولته نسف كل المذاهب والديانات، وهو ما يجعله يقترب، إلى حد بعيد، من الحركة الماسونية التي تنتهج الطرح نفسه.ودعوة هذه الحركة مزيج من الأفكار الصوفية والتبشيرية المسيحية، نشطت في بغداد في الآونة الأخيرة ، زعيمها من أهالي الطالبية، والده شيوعي سابق كان يعمل في السحر وقراءة الفأل .

 

7- حركة الممهدون قيادتها مجهولة يدعون أن المهدي قد ظهر منذ ستة أشهر ، وأن اليماني هو الوسيط بينهم وبين المهدي مناطق انتشار هذه الحركة في محافظات  ( الفرات الأوسط ، وبغداد ) .وهي تنظيم  ( صوفي سياسي ) ظهر بعد الاحتلال الامريكي الصيوصفوي ، واعتمد على السرية والتكتم الشديدين، وكانت انطلاقته الأولى من محافظة بابل ثم راحت تنتشر شيئا فشيئا حتى شملت كربلاء والنجف والديوانية والسماوة وظهر لها أتباع في المحافظات الجنوبية في السنوات الأخيرة إلا أنهم ليسوا بمستوى محافظات الفرات الأوسط من ناحية العدد ، وقد سميت الحركة بالمولوية لان أتباعها يكثرون من استعمال مصطلح  ( المولى ) واشتقاقاتها فيما بينهم وبصورة لافتة ، ليس لهم أي مكاتب ظاهرية ، يعتمد نشاطهم الفكري والتبليغي على أتباع الحركة حيث يقوم كل فرد منهم بالتبليغ من خلال التحدث إلى أصدقائه ومعارفه ومن خلال المجالس في البيوت أو ما شاكل ، وقد ظهرت لهم في الفترة الأخيرة منشورات تثقيفية يتداولونها فيما بينهم ، ويوزعونها على الناس .تنشط هذه الحركة في بغداد  ( الشعلة – الكرادة – بغداد الجديدة- الكاظمية - مدينة الثورة، الكريعات ) وفي محافظات  ( الحلة – واسط – الناصرية – العمارة ) .لها علاقات وثيقة ، و تداخل بين قواعدها و قياداتها مع كل من حركة أنصار المهدي للمدعو احمد الحسن اليماني و التي مقرها  ( البصرة ) ولها امتدادات في كل المحافظات الوسطى والجنوبية وحركة جند السماء,حيث انظم الكثيرون من بقاياهم إليها.

 

8- حركة أصحاب القضية ، وهم جماعتان الأولى  ( حركة روح الله ) , تعتبر الخميني الدجال هو المهدي، وإنه لم يمت بل غاب وسيظهر. توجد في محافظة العمارة و الثانية  ( حركة النبأ العظيم ) و تعتبر أن مقتدى الصدر هو المهدي المنتظر. وتوجد في العمارة أيضاً. كما وان التسمية  ( أصحاب القضية ) تطلقها على نفسها كل من حركة الممهدون وحركة اليماني وحركة القحطاني وهو ما يؤشر منطلقاتهم الفكرية المشتركة.

 

9- حركة محمود الصرخي  ( الحوزة الصادقة ) وهي حركة  ( مهدوية – مرجعية ) ، يدعي زعيمها انه يلتقي  ( المهدي ) بقوله  ( سألت الناحية المقدسة ) ، وأنه الأعلم. ويبطل تقليد باقي المراجع. مناطق انتشار هذه الحركة  ( الديوانية ، كربلاء ) .

 

هذه الحركات كلها تشترك في مجموعة من الافكار السياسية و الاجتماعية من اهمها :-

1- ان المهدي ظهر او على وشك الظهور وان كان بعضهميدعي انه ابنه ابنه والاخر وصيه والثالث نسيبه والرابع المهدي نفسه

 

2- يتدرجون مع بعضهم في تلقين الافكار المنحرفة حيث يبدؤون بالدعوة لترك طلب العلم لأنه غير نافع في زمن ظهور  ( المهدي ) ،  ( لاحظ هنا الهدف هو إغلاق عقل المتلقي ) , ويدعون لإسقاط التكاليف الشرعية  ( صلاة - صوم - حج- زكاة ) ، و اعتبارها أحكام ظاهرية غير مهمة ، و استبدالها بتطهير الباطن و تنقية القلب مما علق به من حب الدنيا, والاهم من كل هذا هو الإكثار من الفساد للتعجيل بظهور  ( المهدي ) من خلال ممارسة السحر و الشعوذة و الادعاء بأنها كرامات، ليخدعوا بها السذج والبسطاء. وتكفير المجتمع واباحة الدعارة من خلال الفتاوى التي صدرت بتحليل المتعة وتشجيع المتعة الحماعية وانتشار ظاهرة الزينبيات والمهدويات واجباتهن الترويح عن مقاتلي جيوشهم من خلال ممارسة الدعارة معهم... هذه الجماعات تكفر المجتمع بكل شرائحه وطبقاته ونزولا إلى البسطاء والأميين. ويؤمنون ايمانا شديدا بمبدأ العنف المسلح، ولدى اغلبهم ميلشيات مسلحة.

 

3. تنظيماتهم عنقودية و على مستوى عال من الدقة.

 

4. يؤكدون على قضية  ( الطاعة المطلقة ) ويدربون عناصرهم عليها وبصورة غير طبيعية وبوسائل غريبة وقاسية، حتى يتحول المنتمي لهم إلى  ( بيدق شطرنج ) فاقد لأي وعي أو إرادة أو رأي.

 

ما اود قوله هنا ان هذه الحركات هي ماهي خناجر مسمومة منغرسة في ظهورنا, يراد منها تأجيج نار الطائفية الملتهبة كشجرة زقوم في نار جهنم واتساع الهوة بين اطياف العراقيين كافة , وزرع بذور الانحطاط والتفسخ الخلقي وصولا الى تفتيت المجتمع العراقي وتجريده من كل معاني الانسانية وقتل المستقبل للاجيال العراقية القادمة , وما حصل مؤخرا وافتضح في محافظة النجف من اجبار بعض العوائل العراقية على ممارسة الدعارة الاجبارية من خلال تزويج بناتهم  ( زواج متعة ) بالباكستانيين الموجودين في النجف ومن يرفض تلفق له تهم بعينها او تتعرض العائلة للطرد والتشريد وكل ذلك يحدث امام اعين المسؤولين سواء في حكومة المنطقة الخضراء او امام المسؤولين في محافظة النجف دون وجود رادع وهذا ان دل على شئ فيدل على تواطؤ هؤلاء في انجاح المشروع الصفوي في تفتيت المجتمع العراقي وليس ببعيد فقبل سنوات قليلة مضت افتضح امر وكلاء السيستاني عندما كانوا ينتهكون اعراض النساء في المحافظات الجنوبية ويسجلون ذلك عن طريق الفيديو او بكاميرات الهاتف النقال الخاص بوكلاء السيستاني وبرغم افتضاح الامر لم يكن هناك اي رد فعل من قبل الحكومة او من قبل ادارة المحافظات المعنية تجاه ذلك.... يقول المقبور الخميني الدجال في موضوع نشر على أحد المجلات اللبنانية في 05.09.1988 بعد إنتهاء معركة قادسية صدام المجيدة يقول مخاطباً الإيرانيين...  (( علموا أولادكم على كره العراق والعراقيين وأقتلوهم إينما وجدوا لأنهم البلد الوحيد الذي وقف وعرقل تصدير الثورة الإيرانية )) ...وانا اقول لكم إذا كان المحتل امر تابعه وخادمه في المنطقة الخضراء نوري الصفوي أن يضرب ابناء المحافظات العراقية المنتفضة بالقنابل والصواريخ والبراميل المتفجرة، فإنهم امروه أن يضرب ابناء المحافظات الجنوبية باعراضهم وشرفهم وسلب بيوتهم و ابعادهم عن دينهم و جعلهم يشوهون منظر الاسلام و سمعة الائمة الاطهار.. وفي مرحلة تالية سيمارس الإبادة ضدهم بجميع الأسلحة حتى المحرمة منها كما يجري في الفلوجة والرمادي.. الى متى يبقى البعض من العراقيين اسرى للجهل والتخلف واسرى الى شلة الفسق والفجور المتمثلة بالعمامة الصفوية القذرة المجرمة... الى متى يبقى البعض من هؤلاء البسطاء نائمون؟؟ الى متى يبقى هؤلاء ينقادون كألاعمى خلف العمامة الصفوية ؟؟ الم يحن الوقت لثورة عارمة في الجنوب كما انطلقت ثورة مباركة في المحافظات التي انتفضت بوجه الظلم والعدوان؟؟ ... اين هم احفاد الشيوخ الذين قادوا ثورة العشرين؟؟ هل سيقون نائمين وكم سيطول سباتهم هذا؟؟... اتمنى ان تجد كلماتي هذه صدى لدى هؤلاء النيام عسى ولعلهم يستيقظون.






الخميس ١٥ رجــب ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة