شبكة ذي قار
عـاجـل










كنت اعمل دبلوماسيا في القاهرة عندما احتل الاشرار وطننا العزيز .. وكان رمز ذلك الاحتلال دخول دبابات الرذيلة الى بغداد الحبيبة، عندها لم انم للصباح اتمعن بالخبر واعيده .. علني اكون مخطئا وتكون الاخبار كلها تلفيقا .. حتى تيقنت .. فقمت الى اول دفتر رايته امامي فكتبت فيه هذا اسوء يوم في حياتي وانهالت دموعي كما لم ارها تفعل ذلك قبلا .. لم افكر وقتها باي تفصيل مهم آخر غير ان بلدي وفي عهد اعيشه وليس اقرأه من التاريخ قد استباحه الاجنبي .. وجدت والدي حفظه الله فوق رأسي يسألني لم تبك .. فقلت له والدموع لا تفارق عيني ان العراق ضاع فقد احتله الاشرار .. فقال لي والثبات يتطاير من عينيه كأن شيئا لم يكن .. وما الجديد، فلقد احتل العراق عشرات المرات قبل ذلك..وبقي العراق وغادر المحتل .. المهم ان ﻻ تضيعوا انتم .. ان الدموع لن تعيد العراق بل العمل يعيده .. لا تراهنوا على احد.. بل تيقنوا من عملكم .. متذ ذلك اليوم تعلمت الا ابكي الا من خشية الله او حبا في ذاته .. وان جاهدني البكاء في غير ذلك جاهدته وقاومته .. فدموع الرجال عزيزة .. وهي اغلى من الذهب في وقت عسرة ..

 

اخواني اخواتي .. الامم الحرة والرجال الاشداء لا تبكي كبواتها وفقدان اعز رجالاتها .. الامم العظيمة لا تنتحب لانكسارة حدثت قبل الف عام .. والرجال لا يبكون على زينة رجال قتلوا قبل عشرات ومئات الاعوام .. فنحن اليوم ﻻ نبكي على محمدنا لانه مات قبل الف واربعمائة عام .. بل يملؤنا الفخار اننا من امته .. ونجتهد في ان نسير بهديه .. ونعمل باوامره وننتهي بنواهيه .. والامر ينبطق ايضا على خيرة رجال امتنا ابي بكر وعمر وعثمان وعلي .. وينتقل الامر نفسه الى سبدي شباب اهل الجنة الحسن والحسين .. وما ادراك ما الحسين .. يقود سبعين رجلا ليقف للطاغوت .. من يريد ان يبكي فليبكي على الرجال والامم الذين لم يتبعوه ولم ينالوا ما ناله الحسين .. عندما نستذكر الرجال الذين تركوا عالمنا لعالم عادل بضيافة الرحمن ينبغي ان نستذكرهم ونحن فرحين بما آلوا اليه .. وفرحين اننا ثبتنا الله على منهجهم .. ﻻ ان نبكي وننتحب ونضرب الخدود والصدور .. فهذا لا ينفع .. ولكنه يقلل من قيمة وقامات الرجال التي نريدها ان تبقى مرفوعة .. وهكذا فيما يخص مناسبة وذكرى الاحتلال التي لا ينبغي لها ان تكون ذكرى للتانيب والعتب ومساءلة الذات وجلدها .. بل اننا ينبغي ان نستذكر الذكرى وكلنا فخر بان التاسع من نيسان الذي اراده عدونا ذلا لنا فانا كسرناه واذلناه .. ان يوم انطلاقة المقاومة العراقية حق له ان يحتفى به .. وستاتي الأجيال بعدنا لتعطي لهذا اليوم استحقاقه .. ان هذا اليوم هو يوم رد ويوم توحد وقوة .. وسيرى اعداؤنا اي منقلب انقلبوا بدخولهم الى ارض الرجال ارض العراق
صباحكم عز ورضى بقضاء الله وقدره


الدكتور محمود خالد المسافر
عضو المكتب التفيذي للمجلس السياسي العام لثوار العراق
مسؤول لجنة الشؤون الخارجية

 

 





الاربعاء ٩ جمادي الثانية ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٩ / نيســان / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود خالد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة