شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

 (  وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

 

كل أحباب وأصدقاء الشهيد بإذن الله المرحوم الحاج عبد حسن المجيد ، الذين عرفوا الشهيد الذي يحمل كل صفات الأخوة والوفاء وحب الناس والعمل على مساعدتهم ، صاحب الوجه المبتسم في كل الظروف ، والقلب الصافي من كل حقد وبغضاء ، والذي يحترم الكبير وهو الحنون على الصغير ، المتواضع ولم تغره المناصب والمسؤوليات . اعتصر الألم قلوبهم من جريمة إغتياله وسمعتهم يرددون ... إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عمر لمحزونون. ولا نقول إلا كما أمرنا  به الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ، وما أوصانا به الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم القائل: ( ما من عبد تصيبه مصيبة ، فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون ، اللهم اؤجرني في مصيبتي ، واخلف لي خيرا منها . إلا أجره الله في مصيبته ، وأخلف له خيرا منها ) . اللهم اخلف عائلته وأقاربه وأخوانه واصدقاءه وأحبابه ما وعدتنا به ، وادخله الجنة مع الشهداء برحمتك ... اللهم آمين .

 

( حجي عبد ) . هكذا يذكر اسمه ولا تذكر مناصبه ورتبته العسكرية لان الله سبحانه وتعالى رزقه حج بيته وزيارة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم منذ أيام شبابه الأولى . وقد ظلت هذه التسمية ترافقه حتى يوم استشهاده حيث عندما تناقل أخوته وأحبابه خبر استشهاده كانوا يقول الواحد للآخر   ( استشهد اليوم حجي عبد ) .  

 

( حجي عبد ) الانسان أينما ذهبت لديوان شيخ عشيرة وجدته ، وعندما تحضر منقبة نبوية في ذكرى مولك الرسول الكريم فهو في مقدمة الحاضرين، وعندما تحضر مجلس فاتحة في جنوبي العراق أو شماله تجده وهو الذي يحرص على الحضور لأنه يمتلك علاقات واسعة مع أبناء وعشائر المحافظات الجنوبية ، وأبناء وعشائر منطقة الحكم الذاتي من الأكراد .

 

( حجي عبد ) الذي يعمل بالسر بما أمر به الله سبحانه وتعالى ، ولم يعرف بذلك إلا بعض القريبين منه ، حيث كان يرعى عدد من العواءل الفقيرة التي افتقدته بعد أسره وهو المعيل لها على مدى سنوات ، أما بيته ومهما تقدم بالمسؤوليات والمناصب فلم يغلق أمام أحد ، وكان مفتوحا لطالبي العون والمساعدة سواء بقضايا شخصية ، أو لحاجة المساعدة في احدى دوائر الدولة ، حيث لم يرد أحد ولم يتردد بالاتصال بأي مسؤول في الدولة لمساعدة من توجه إليه ، وهو بذلك ينفذ وصية سيدنا الامام علي عليه السلام القائل : ( من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه ).

 

( حجي عبد ) الأسير لم تغادره صفاته هذه وغيرها من الخصال الطيبة حتى وهو يقضي سنوات الأسر ، فكان صفة التواضع ترافقه لذلك تجده يساعد اخوانه الأسرى من كبار السن والذين يعانون من الأمراض ، ولا يتردد بدفع عربة أخوه الأسير الذي أعاقه المرض من السير وأخذ يتنقل على عربة .

 

هذه بعض خصال الشهيد عبد حسن المجيد رحمه الله ، وكل من يعرفه يعرف غيرها الكثير من الخصال الطيبة ، ندعو الله سبحانه وتعالى أن يجعلها في ميزان حسناته ، وهي أوسمة شرف يفتخر بها أولاده وعائلته وأقاربه ورفاقه وأصدقائه وأحبابه .

 

ندعو الله سبحانه وتعالى أن يدخله الجنة ، ويمنح أهله وكل محبيه الصبر والسلوان ، ويقتص من قتلته بالدنيا قبل الآخرة إنه سميع مجيب .

 

 

 





السبت ٢١ جمادي الاولى ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / أذار / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أحمد الرفاعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة