شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بعد مرور ثلاث سنوات علي الحراك الشعبي العربي بما افرزه ان كان بصيغة تقابل خطابي أو مسلح فان القوي المنتقدة أو تلك المعادية للمشروع القومي و التي انخرطت في التآمر عليه ان كان بصيغة مباشرة تحالفا مع أعداء الأمة ؛ أو غير مباشرة من خلال الشيطنة ، و التسقيط ، و المساهمة في تخريب جدران المجتمع العربي . هذه القوي ان كانوا اسلاميين أو علمانيين ــ يسراويين أو يساريين ــ اشترك البعض منهم في ادارة السلطة كمصر و تونس أو لم يشتركوا ؛ أو بصيغة المحتجين خارجها لم تفعل في واقع الأمر ــ سوي اعادة انتاج مشاريعها الإيديولوجية ــ السياسة المغلقة السابقة و المنطلقة من ذات العداء للأمة و الوطن ، و أقفلت علي نفسها بذلك داخل أسوارها و يقينيتهاالتي انبنت عليها منذ سبعينات القرن الماضي ؛ مقابل ذلك كان للمشروع القومي للنهضة و التحرر فرصة مضافة غذت و اكدت صدقيته بشواهد شرعيته شواهد سوغها الواقع الجديد الذي أنتجها الحراك ــ الإنتفاضات/ الثورات ــ جعلت مختلف هذه القوي " و بخاصة العلمانية اليمينية و اليسارية لا تتردد في التسابق اعلانا علي أنها التي صاغت مسألة العلاقة بين الوطني و القومي ، و رفعت شعارات الوحدة العربية خطابا و مارست بالضد منه تثقيفا و سلوكا و مواقف . قول سفهته أكثر من محطة لعل آخرها البيان الذي أصدرته الجبهة الشعبية بتاريخ 21/02/2014 و الذي يمكن للمتابع قراءته هنا 


https://www.facebook.com/photo.php?fb501856643269897&set=a.238007419654822.50082.237006876421543&type=1&theater


بيان لا يمكن للوطني و القومي و الأنساني الا أن يقول فيه " نعم للرؤية الإنسانية الجامعة و لا و ألف لا للرؤية الحولاء " .

يا جبهويون !!! لمــــــــــــاذا ؟ 

 

أولا = ان الرؤية السياسية المتكاملة لبناء نظام اجتماعي ــ سياسي جديد في الوطن العربي أو في الساحات التي بلغت درجة متقدمة في فهم ما هو قائم واقعيا و بشواهده البائنة لا يمكنه أن يحصل علي النحو المناسب و المنسجم بصيغة التعبير المادي و الثقافي لما رفعته الجماهير من شعارات أهداف الا متي توفقت هذه الرؤية المتكاملة في فهمها لمسألة التداخل و الترابط بين المسألة الوطنية ــ القومية أساسا ، والمسألة الاجتماعية (التنمية والعدالة الاجتماعية)، والمسألة الديمقراطية، وبلورتها في منظومة واحدة، وهذه الرؤية وفرها المشروع القومي منذ انطلاقته قبل سبعة عقود من الآن ... بصياغته لجملة الأهداف المعلنة و الرابط الجدلي بين كل منها و بينها عامة . مشروع نهضة و تحرر الذي ما زادت تجربة السنوات الثلاث الأخيرة إلا تأكيداً للحاجة الماسة ان كان موضوعيا أو معنويا إليه . كما أثبتت السنوات الثلاث من الحراك من أن غرق "قوى الثورة" في هاجس الديمقراطية ، ومن أن القفز علي مسائل الأمن القومي و العدالة الإجتماعية والتنمية المستقلة أو تناولها فقط عرضيا ، مثّل انتكاسة كبيرة لا بل انحرافا فكرا و ممارسة و يمينية لا تخدم الا تكريس التبعية و تذويب لكل طموح وطني و قومي في التحرر و الكرامة . رؤية كهذه قطعا تستحضر الآن و بصيغة ملحة أولا و أساسا وضــــــع العراق و ما يتعرض له لكونه كان و لازال و سيستمر المدخل الرئيسي للأمــــة و الشعب العربي في طول الوطن العربي و عرضه للنهوض ؛ هذا لا يعني تجاوزا لمركزية القضية الفلسطينية و انما لكون ما يعيشه العراق اليوم من تكالب و قتل للشعب و اجتثاثا في هويته من بين أسبابه الرئيسية موقف العراق منها ... لا وضعية فنزويلا بما يذكرنا بما ساد خلال السبعينات و بداية الثمانينات و القضية الفلسطينية تتعرض الي التصفية في لبنان و ذات الجماعة المهتمة بفنزويلا الآن تهتم كاولوية لها بنيكراغوا آنذاك .

 

ثانيا = إن إقامة النظام الاجتماعي - السياسي المنشود يصعب لا بل يستحيل على أي فريق واحد منفرد، ويحتاج - بالتالي - إلى تأليف حلف عريض من القوى التي يفترض أنها تلتقي على الهدف الديمقراطي النهضوي الذي يأخذ بمختلف الأولويات و بخاصة الأمن القومي ، التي ينبغي لها أن تكون ذلك الحامل السياسي والاجتماعي للمشروع/الرؤية ؛ لذالك استبشرنا قيام الجبهة الشعبية بصيغة المثال لباقي ساحات الوطن العربي و تطورها نحو مفهوم الكتلة الشعبية التي تعمل علي تحقيق كرامة ان كان بصيغة فردية أو جماعية وطنية كانت أو قومية.

 

يا قادة الجبهة الشعبية

يا من توزعون المساندة هنا و هناك علي ساحات العالم آخرها ساحة فنزويلا رغم تقديرنا لنضالات شعبها و مواقفه . هل ساحة العراق الجزء الحيوي من الوطن العربي الذي تلوحون اعلاما بأنكم تعملون من أجل تحريره هل تصابون بالحول عندما تبرز أمامكم الصور الناضحة عن فعل المحتل الأمريكي ــ الإيراني ؟ أم أن أخبار ثورة شعبه  تحولت في أذهانكم الي " ارهاب جماعات داعش " مصطفين في ذلك و ما يتقصده إعلام الإحتلال ؟

 

هذا ما لا نعتقده فيكم .لكوننا لا زلنا نعتقد من أن البوادر الخيرة في أبناء الأمـــــــة مهما تاهت رؤية لا يمكنها أن تتوه انتماء و استحضارا لأولويات الوطن و الشعب العربي في أمنه القومي.

 

medsadokmansour@hotmail.com

 

 





الجمعة ٢٨ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة