شبكة ذي قار
عـاجـل










في هذه الايام المجيدة التي تشهد واحدة من اهم الاحداث التي سيخلدها تاريخ عراقنا العظيم ، وبينما لاحت بشائر النصر على ما تبقى من الاعداء . ونحن نتابع تطورات الموقف وما له من ثقل على الساحة العراقية ككل والعربية والعالمية ، ومع حرصنا على تعزيز مشروع تحرير بلدنا العزيز من افشل وأسوء حكومة وعملية سياسية شهدها التاريخ الانساني ، ومع وحرصنا على تجنب أي تحزب او تعصب فئوي قد يعرض المشروع برمته للفشل لا قدر الله ، نقول وسط كل هذه الاجواء يطل علينا نبأ مهم حمل بين طياته الكثير من علامات الاستفهام .. !!!


ورغم انتظارنا لنتيجة ما يسفر عن التحقيق الجاري الذي وعدنا به منذ مدة ، فقد تفاجئنا حقيقة بخبر خيانة من كنا نحسبه من رفاقنا المناضلين ذوي التاريخ الطويل . مع مرور الساعات ورغم صدور بيان خاص من قيادتي حزبنا القومية والقطرية توضحت فيه ظروف وملابسات الخبر ، ومع تفاعل الكثير من رفاقنا مع الحدث الخطير وتجديد بيعتهم للرفيق القائد المجاهد عزة ابراهيم حفظه الله ونصره ، فقد ارتأينا ان نتريث قليلا حتى نتعرف على تفاصيل القضية اكثر ، لا شكا لا قدر الله فيما جاء في بيانات قيادتنا المجاهدة ، انما حتى نحاول فهم احدى الغاز النفس البشرية لاسيما ونحن منذ سنوات عدة نبحث عما يحرك الانسان بهذا الاتجاه او ذلك .


ليس من الغريب ان يخون الخائن ، او ان يسرق السارق ، او ان يقتل المجرم ، لكن من الغريب بل والمدهش ايضا ان يكون بهذا الغباء . فقبل بضعة سنوات طل علينا بعض الاشخاص وأعلنوا وبطريقة تراجيدية بائسة فصل قيادتهم .. عمركم سمعتم عن مرؤوس يفصل رئيسه ..؟!!


على العموم ، فبعد بضعة اشهر ورغم الظرف العسير الذي مر به كل عراقي اصيل ولا اقول بعثي فحسب ، ورغم اغتيال السيد الرئيس القائد صدام حسين رحمه الله واسكنه فسيح جناته وما اعقبه من موجة شرسة نفذها العدو الامريكي وحلفائه من الصفويين وخونة الدين والوطن ضد المشروع الجهادي والتي استهدف القضاء أي على جهد مقاوم ضد الاحتلال ، فقد رائينا كيف عالجت قيادتنا المجاهدة الامر وكيف تصرفت بحكمة وثبات عقائدي لم يهزها لا الحدث الداخلي ولا الهجمة الشرسة لجيوش العدو وعملاءه . رائينا كيف تطور العمل الجهادي وتوحدت الفصائل المقاومة الوطنية والقومية والإسلامية تحت ظل جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني ، حيث بزغ نجم مجاهدي جيش رجال الطريقة النقشبندية الافذاذ اصحاب العهد والوعد والتحامهم الثوري بمناضلي حزبنا المجاهد لاسيما ممن امتلكوا الخبرة العسكرية او الامنية بحكم موقعه ومنصبه في قواتنا المسلحة المجاهدة البطلة . كما رائينا والتمسنا نحن كرفاق كل حسب موقعه ودرجته الحزبية مدى صواب قيادتنا المجاهدة وصدق نواياها وتطابقها مع افعالها سواء في الحياة الحزبية او على صعيد العمل الجهادي واتضح تماما زيف كل التهم التي تحدث عنها البعض حينذاك .


ولكن ، ففي تلك الحالة فقد يكون حب الرئاسة والزعامة قد دفعت بأصحابها الى القفز على الشرعية وعلى نظام الحزب الداخلي خاصة مع اغتيال شهيد الحج الاكبر رحمه الله واسكنه فسيح جناته . وهنا يتوجب علينا ان نبين مسالة في غاية الاهمية فقولنا السابق ليس تبريرا لخيانة من يخون انما كما سبق وذكرنا محاولة لفهم مجريات الامور وما لذي دفع بالبعض الى هذا التصرف الشائن . ولهذا فما ان مرت بضعة سنوات حتى عرف الجميع حقيقة الامور وحقيقة التهم التي اطلقها مروجيها ، فدفع الانتماء العقائدي للبعث العظيم لمن التبست عليهم الامور ، لان يعودوا مناضلين كرام الى صفوف الحزب تحت ظل قيادته الشرعية الوحيدة المتمثلة بقيادة المجاهد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه .


هذا ما كان بالأمس القريب وقد تعرفنا وفهمنا ما كان وجرى ، ولكن فما الذي جعل عبد الباقي السعدون لان يعيد الكره هذه المرة .. ؟!!

لقد اطلعنا على ادعاءات المذكور واستمعنا لخطابه كاملا ودرسنا كل حرف جاء فيه ، وهنا نود ان نبين لرفاقنا ولكافة انصارنا خلاصة دراستنا هذه :


1- ان أي حزب في العالم ووفق نظامه الداخلي لابد ان يلتزم اعضاءه مهما بلغت مناصبهم ودرجاتهم الحزبية بقيادة الحزب وأوامرها وتوجيهاتها ، بل ان الاحزاب الثورية ولاسيما في ظرف كظرفنا الراهن تملي على كل عضو في الحزب ان يتمسك بقيادة الحزب وينضبط بنظام الحزب الداخلي اكثر من أي وقت سابق .. اكثر حتى من الاشهر الاولى التي اعقبت غزو عراقنا العظيم .


2- لا يمكن ان يملي العضو اراءه على الامين العام للحزب ، نعم للعضو ان يعطي اراءه ويرفع ما لديه من رؤية او معلومات ولكن لا يتدخل في اتخاذ القرار الذي يبقى اولا وأخيرا بيد الامين العام للحزب وهو من خولته كافة التنظيمات بقيادتها ، وإلا فما دور القائد ان كانت القرارات تتخذ من عدة اشخاص . فالموقف الذي تتخذه قيادة الحزب من احداث الثاني من اب عام 1990 ، هو الموقف المناسب لهذه المرحلة وبما يعمل على طي صفحة الماضي والانطلاق نحو توحد كافة جهود الاقطار العربية لمواجهة الخطر الصفوي الداهم . اما قرارات القيادة فيما يتعلق بالأمور الداخلية للحزب فالقيادة هي الاعلم والأكثر حرصا على مصلحة الحزب والتي اثبتت الوقائع والأحداث صحة وصواب قراراتها وتوجيهاتها التي نجحت في ضمان استمرار تنظيمات الحزب في كافة محافظاتنا العزيزة رغم كل ما بذله العدو الغازي وحلفائه الصفويين وعملائه الخونة من جهود لاجتثاث فكر البعث وتصفية مناضليه الاصلاء.


3- كما لا يمكن ولا يصح ابدا ان يؤدي خلاف شخصي بين عضو وآخر الى سحب الموضوع على قيادة الحزب وتحميلها مسؤولية ذلك ، فمن المفترض ان يعي كل عضو في الحزب حجم وأهمية الوضع الحالي .. وهو بداية معركة تحرير وطننا العزيز .


4- ان كل عضو في الحزب يعي تمام الوعي ويدرك تماما بان قيادة الحزب لا تعول ابدا على الانتخابات التي رعاها وما يزال يدعمها العدو الامريكي والصفوي . فما تمر مناسبة وما يصدر بيان إلا وقد اكدت قيادتنا على هذه الحقيقة ونود ان نذكر هنا بالمصطلح الذي يستخدمه حزبنا المجاهد إلا وهو العملية السياسية المخابراتية وهو اصوب لقب لهذه العملية البائسة . وحتى لو تم دعم بعض الجهات في هذه العملية البائسة فهذا لا يعني ابدا ان الحزب مؤمن بإمكانية التحرير عبر صناديق العدو المغلمة انما يعد من قبيل الاختراق الامني لإحباط وإفشال هذه العملية المخابراتية التي تتوحد فيها مساعي جميع الاعداء نحو انجاحها وضمان استمرارها .


5- ان من امتلك الجرأة والشجاعة لمواجهة الغزو الامريكي بكل جيوشه وعدته وعتاده وأرغمه على الانسحاب مهزوما مدحورا رغم كل امكانيات العدو التكنولوجية والمالية والعسكرية ، لهو اليوم قادر بفضل الله سبحانه وتعالى اولا ومن ثم بفضل قيادة الحزب الشجاعة الحكيمة ان تحرر عراقنا العظيم من هذه الشرذمة الصفوية البائسة .


6- ثم هل يصح ويناسب في ظرف كالذي نمر به منذ الغزو الامريكي ان يجتمع الرفاق اعضاء القيادة القطرية كلهم في مكان واحد ..؟!! هل من الحكمة والصواب ان تتخذ القيادة امرا كهذا ودوائر الاعداء التجسسية تعمل ليل نهار وبدون توقف للإيقاع بعضو واحد فحسب .. !!! فأيهما اهم الاجتماع واللقاءات ام مضمون الاجتماع واللقاء ..؟!! خاصة وان هنالك طرق عدة للتواصل وتبادل المعلومات والرؤى .


7- اما بالنسبة للتمويل المالي للحزب ، فكل الرفاق يعلمون تماما مدى اهمية وخطورة هذا الموضوع الحيوي الذي لا يمكن ولا يصح ان يتم مناقشة تفاصيله امام الملئ والعدو يتربص بهذه الناحية قدر تربصه بقيادة الحزب ، فطرق التمويل يجب ان تبقى سرية والحديث عنها بمثابة تقديم مفاتيح اسرار الحزب وخططه وتوجهاته طبيعة نشاطه وطرق عمل اعضاءه وشبكاته الداعمة . ولا ننسى فليس العدو الامريكي ولا الصهيوني ولا الصفوي هم من يتربصون بهكذا قضايا بل حتى قطاع الطرق والسراق وشبكات المافيا والعصابات الدولية .


8- جميع الجهات والأحزاب والفصائل الوطنية والقومية والإسلامية الحريصة على انجاز التحرير التام لعراقنا العظيم ، تعمل اليوم بصمت بعيدا عن التحزب والتعصب البغيض الذي نهى عنه ديننا الاسلامي العظيم ، لذا فان احرار العراق جميعا قد عزموا امرهم على التوحد والتعاون ووضع كافة امكانياتهم تحت تصرف المجالس العسكرية لثوار العراق فهذا الامر تحصيل حاصل لا يحتاج ولا يتطلب الاعلان عنه خاصة في الوقت الحاضر.


9- هنا نطرح السؤال الاهم ، الم يكن يعرف عبد الباقي السعدون كل هذه الامور ، وهو الاكبر سننا منا والأعلى منصبا ، الم تعترف بنفسك ان الرفيق عزة ابراهيم حفظه الله كان يصغي للرفيق القائد شهيد الحج الاكبر رحمه الله بدون أن يقاطعه ويناقشه ولمدة ثماني سنوات اثناء وجودك في القيادة ، فكيف تريد انت اليوم ان تقفز على كل هذه الوقائع بل وتخالف نظام الحزب فتنصب نفسك امينا للحزب وتفصل القيادة الشرعية ..؟!!


10- ان في ظرف وحال كالذي نمر به اليوم ، ومع ما يتخلله من تطورات وأحداث جسام سواء على الصعيد الحزبي او الوطني والعربي والعالمي ، ومع اهمية ابقاء المعلومات الستراتيجية طي الحفظ والكتمان فلا يحق لأي عضو مهما كان ان يتحدث ويثرثر بها او بما يؤدي الى جر رفاقه للتحدث عنها .


وأخيرا فأننا نود ان نطمئن جميع الاخوة والرفاق بان حزبنا وقيادتنا ماضية في مشروعها الجهادي لتحرير عراقنا المجيد وستكشف الايام مدى التخطيط السليم والصائب والحكيم والشجاع لقيادتنا المجاهدة والتي سيسر لها كل حر اصيل بأذن الله وتوفيقه .

 

 





السبت ١ ربيع الثاني ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / شبــاط / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق المقاتل رأفت علي والرفيق المقاتل النســر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة