شبكة ذي قار
عـاجـل










سأبدأ من النهاية، أو بما أرادها القائد الشهيد ان تكون البداية، فلن اتحدث عن نهج الشهيد، ولا عن فكره وانجازاته، ولن أتحدث عن مرحلة كانت الأمة فيها أمة،والنهج فيها مشروع ورسالة... ولكني سأبدأ من حيث اختلفت الرواية، وبدأت بالزيف والخداع، وكثر فيها الخونة والعملاء، فقد صيغ العدوان بالزيف، وتوافق المستعمرين على العدوان، ورافقهم من رافقهم من الحكام الخونة وكل هؤلاء العملاء،وأكدوا ما أكدوه أنهم سيحققون للأمة الديمقراطية، وسيزهو المسار وسيعلو الشأن وبالورود والجمال ستزين الرواية، وحدث ما حدث، وكان الاحتلال، وتخضب الثرى العراقي بدماء الشهداء، وامتلأت الطرق والأزقة بجثث الابرياء. وهنا كانت البداية حيث وثب القائد وثبة جديدة ليؤكد مرة اخرى ان العراق ليس فقط صدام، وأن الأمة هذه لها رسالة، ليؤكد صدق المسار، وحقيقة النهج، وعدالة القضية، ففي اللحظة التي كذب فيها الجميع، وساروا بالزيف والخداع، صدق صدام القائد ورفاقه ومن سار بالمسيرة، كل لحظة من خطواتهم كانت صدق وحقيقة، وكل لحظات المستعمرين كانت زيف بكل المعطيات، قالوا اسلحة دمار شامل، وقال صدام ورفاقه هذا خداع، وقالوا دكتاتور وجزار، وقد كان القائد المعطاء، قالوا خيرات العراق تذهب الى الهدم والهباء، والحقيقة كانت نهضة وبناء، وقالوا طائفية، وقد كانت وحدة وانسجام لم يرافقها حتى معنى الجفاء، وفي وطن الخيرات اصبح الشعب فيه حتى بلا كهرباء، وصاغوا زيف الادانة فقالوا جرائم ضد الانسانية، فكان صدام هو الانسان وكل الزائفون كانت الانسانية منهم براء، لن استرسل بالرواية فهي حقيقة ماثلة ليس فيها رياء، ويعرفها اليوم الجميع بكل المقاييس ولا تحتاج الى قول او حتى نداء.


وقف صدام في المحكمة وقفة القائد والمفكر والإنسان، وقف وقفة الثابت وابن الأمة والقائد العنوان، ووجه ما وجه من رسائل للأمة، وأكد ما أكده بتلك الأخلاق العالية، ومفردات الاباء، حتى ان سجانوه وصفوه بأجمل الكلام، والقضاة كانوا منه في رهبة،وكان مثلا أعلى في الصدق والكرامة ورفعة الأخلاق، وفي الثبات والإيمان وبأس الرجال، ولكن الزائفون لا يغريهم حقيقة الرجال، والمستعمرين حتى بانبهارهم لهم اطماع وحقد فحقيقتهم انهم مستعمرين انذال. ولن استرسل ايضا هنا فوقفة صدام في المحكمة وحدهم يعرفون حقيقتها الرجال الرجال، والصادقون من الامة اصحاب الرسالة المؤمنون الابطال، واستمرت رسائل صدام للأمة في موقف الاستشهاد، الذي رأيناه بأم اعيننا في اللحظة التي كنا نقرأ عنه في سيرة ابطال الأمة وفي نهج الخالدين الأبطال، ففي اللحظة التي كان العملاء يشوهون الموقف، ويتحدثون عن ضعف صدام وارتباكه وخوفه، وأن قضاة ورجال دين كانوا هناك، اظهر الله الحقيقة جلية من كاميرا لأحد الموجودين، ليؤكد المشهد ويرسخ المسار، فقد كان صدام ثابت، هادئ، متماسك، وتجاهل كل الحاضرين من العملاء الأنذال، وأخاف جلاديه وابهرهم ووضعهم بحجمهم الصغير والحقير فكان البطل وكانوا جميعا حقراء انذال. وكان المشهد جليا رهيبا يؤكد الحقيقة الوحيدة التي كانت لصدام الشهيد مسار... رفض ارتداء الكيس الأسود لتظهر ملامح الرجولة والبطولة والإباء، وفي خطوته الأولى نحوالموت قال.. يا الله.. وتقدم الى المشنقة بهدوء المؤمن ووقفة الرجولة، محاطاً بالحراس وردد الحضور صيحات الطائفية والكفر، وردد صدام الشهيد دعاء الايمان والثبات... وتنادوا بالشياطين والفجار.. وهتف صدام للأمة وفلسطين ومسار المؤمنين بكل اقتدار.... صرخوا بأسماء الطائفيين وزناة الأرض، فأشار لهم صدام أن ليست هكذا تكون الرجولة، رددوا كل اسماء الكفر وتنادوا بكل عبارات الحقد والطمع، وهتفوا لشياطينهم وأسيادهم الطامعين، وكانت لا اله الا الله محمداً رسول الله هي اخر عبارات صدام الشهيد، وهنا ارادها صدام للأمة بداية، وليس كما يراها كثيرون نهاية، فصدام الشهيد وضع بصمات الايمان، والنهج والعنوان في كل لحظات حياته، وها هو يرسل لنا رسائل الحقيقة والإيمان في اخر لحظاته الايمانية. اذا ماذا بعد، ففي الذكرى السابعة من استشهاد القائد رحمه الله، ها هي الحقيقة اصبحت اكثر وضوحا، وها هو المسار جليا امامنا، وكل اللحظات فيه شاهد. فالأمة اليوم لم تعد امة، والعدو عليها مطبق ومتحكم بكل تفاصيلها، والخيانةوالعمالة اصبحت نهج، والزيف والفساد اصبح مسار، اما الايمان فقد بات مجرد كلام.


فمن بقي من هذه الأمة بعناوين الشموخ والإيمان... ومن هم هؤلاء الذين يسيرون بنهج الجهاد ورفعة الانسان... ومن هم الذين يذودون بأرواحهم عن الأوطان... وهؤلاء الذين يحملون رسائل صدام راية لهم وكيان... ويسطرون صفحات التاريخ ببسالة العنوان... وراية الجهاد يضمونها بصدورهم وجوارحهم الممتلئة بالإيمان... وخطواتهم صدق وأمانة وإخلاص وأن الرازق هو الرحمن.... ولم يشوب مسارهم شائبة يوم تسابق الجميع للفحش في هذا الزمان، ووقفوا وحدهم ببسالة وبطولة في الميدان... ولم يتخلوا عن امتهم حتى وهي في سوء العنوان... وتنادوا بفلسطين والأمة يوم تسابق الكثيرون الى الهوان... فرجال ورفاق وأبناء صدام بقوا على عهد قائدهم، ومساره، وعرفوا حقيقة ومعاني رسائله، فكانوا الحق والحقيقة، والنهج واليقين، وكانوا هم الايمان، ورسخت في جوارحهم أن رسائل صدام تلك لم تكن نهاية الرواية، بل بداية المسيرة فالشهادة حق والإيمان نهج، وصدام الشهيد كان احد عناوين هذه الأمة كما من سبقه من الشهداء الخالدين في مسارها ومسيرتها، وسيرة رسالة ربانية تكون في كل مرة للمؤمنين امتحان.


فلتكن الذكرى السابعة لاستشهاد القائد، دعوة منا للعودة للعنوان، وعودة لسيرة الرجال الرجال، فحق علينا دعم المقاومة العراقية الباسلة بكل ما اوتينا من قوة ومجال، فالحقيقة الماثلة اليوم ان هؤلاء الرجال، هم من كانوا بالحق، وساروا بنهج الرسالة، وبقوا بالثبات والإصرار.


في الذكرى السابعة لاستشهاد القائد ليكن شعارنا عاشت المقاومة العراقية، والمقاومة العربية
وعاش نهج المؤمنين الأبطال، عاش رجال الحق


وسحقاً ثم سحقاً ثم سحقاً للمستعمرين والعملاء والأنذال ... وليكن هذا الشعار عملاً وليس قولاً مجرداً، فصدام الشهيد حتى موته كان رسالة، ومشهد الاستشهاد كان لنا عنوان.

 





الثلاثاء ١٤ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس صهيب الصرايرة نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة