شبكة ذي قار
عـاجـل










كنت قد تناولت موضوع الصخب الإعلامي حول الملف النووي الإيراني في حقيقته و أهدافه في مقالة نشرت علي شبكة البصرة

 "http://www.albasrah.net/pages/mod.php?mod=art&lapage=..%2Far_articles_2011%2F1111%2Fyoqarta_171111.htm"، 

 

ابتدأتها بتساؤلين هما  :

1 - هل شكلت إيران منذ إسقاط حكومة مصدق عامل معرقل للإستراتيجية الأمريكية عامة و نفوذها في الشرق الأوسط خاصة أم رافعة لتفعيلها...؟ و هل البرنامج النووي الإيراني.. حالة منفصلة عن التصور الاستراتيجي الأمريكي للمنطقة أم حلقة من حلقاته...؟

 

2/. لماذا كل هذا الصخب الإعلامي...هل المعني به البرنامج النووي فعلا أم هو شكل من أشكال إعلام التأهيل للقبول بصفقة ما علي حساب الأمة العربية (العراق خاصة) في ظل ما تشهده الساحة العربية من حراك يفتقد للقوة  المؤطرة معنويا في ظل انشغالها ميدانيا بالمواجهة المباشرة؟

 

و كانت النتيجة هو  أن نقلت  أمريكا ادارتها العراق المحتل الي لاعبهم الإقليمي بمفهوم " الجوكر " ايران ، ليصبح يدار من قبل حكومة قيادتها ليست من "الأحذية البالية" التي جمعتهم امريكا من شوارع و ألأزقة الخلفية لمدن الغرب و بعض من ملحقاته في أوروبا الشرقية ، و ان كان بقاؤهم في الصدارة لا يمثل أكثر من دور " ممسحة زفرة " و لا يمثلون الا كامبارس  لل"ولي الفقيه" الذي أهلته منذ انتقال مركزه من النجف الأشرف الي نوفولاشتال بين 05 أكتوبر 1978و حتي عودته في حماية أطلسية الي طهران بداية 1979، و الذي يديرها من خلال قاسم سلماني ، بما يجعل من هدف الإحتلال قابلا للتنفيذ دون أن تتمادي أمريكا في تحمل الأعباء المباشرة  خاصة أنها و كإدارة باتت مقتنعة من أن حربها الثانية علي العراق التي أطلقتها سنة  2003  بادارة  المجرم بوش الابن قد انتهت بها الى طريق بلامخرج و لم تعد تعبر الا علي حالة واحدة هي  * مطاردة شعب بالكامل و انغماس في الجريمة و الرذيلة متعددة الجوانب * في نظر الشعوب و الأمم الأخري و مدعاة تندر و احتجاج علي الأقل في الداخل الأمريكي ، و هو ما دفعها منذ وصول أوباما الي السلطة الي العمل باتجاهين :

 

1 ــ  القيام بحملات اعلامية لتحسين صورة الأمريكي المجرم بشكل علني و التحضير للتحول الي حليف لحركات الشعوب التواقة للحرية بخلق الأدوات المرتبطة بها ، مؤتمر ميشيغن 2005 و الدوحة 2006 ... وتسريح قناة الجزيرة اعلاميا لتجني منها نتائج بائنة تمثلت في انقسام الشارع العربي كما  عبر عن نفسه في الحراك الشعبي العربي الذي أطلقت عليه أمريكا و من ورائها الغرب " الربيع العربي " .

 

2 ــ احالة الملف النووي الإيراني الي الإتحاد الأوروبي بالنيابة بما يمكن ايران من تحقيق غاياتها كاملة ، و ذلك بتواطئ تام من مجموعة الثمانية " تكتل الجريمة " .

 

اتجاهين لا تتقصد منهما أمريكا و لا الغرب ارضاء العرب بقدر ما يقربهم من تحقيق غاياتهم الإستراتيجية بجعل العولمة حقيقة اقتصادية و اجتماعية و ثقافية قابلة للتنفيذ ، أي تخريب البني الإجتماعية والسياسية و الإقتصادية القائمة و اعادة  صياغاتها و تركيبها . غير أن الرؤية النظرية التي خططت لذلك لم تتوقع أن استهداف الآخر لا يمكن ان يكون مثالا لإستهداف الذات في حد ذاتها حتي بصيغة التعبير الفولكلوري كما عبرت عنه أحداث لندن و احداث نيورك و رفع المحتجين لشعارات " الشعب يريد اسقاط النظام " . لذلك حرصت امريكا علي ترك أبواب العراق مفتوحة امام ايران ماليا و تجاريا و طاقيا ــ سرقة النفط واستحصال عائداته ــ بما في ذلك احتياطي العراق من الذهب ... و سلطت عليها في الجانب الثاني بصيغة اعلامية عقوبات  ، وسلمتها التحكم فيه مجاليا و دعتها اعلاميا لعدم التدخل في سوريا مغلفة كل ذلك بمراقبة شكلية ، لتحقق حالتين في ذات الوقت .

 

أ ــ تجريد سوريا من سلاحها الكيمياوي ،

ب ــ التغطية علي ايران و هي تستكمل حلقات امتلاكها السلاح النووي .

 

أي اكتمال حلقة محاصرة العرب و باكتمال المحاصرة يصبح الإعلان عن عودة التحالفات القديمة ليس مثيرا للخوف و لا يمكن أن تترتب عليه تكاليف ذات معني يذكر خاصة و ان العرب لا يمتلكون قيادة بمفهوم المرجع فلا  جمال عبد الناصر و لا صدام حسين يمكن أن يمارس الردع . فكان اتفاق جنيف المعلن و الذي يخفي حقيقة امتلاك ايران السلاح النووي ... و ما الزلازل التي ضربت غرب ايران الا تجارب نووية ايرانية توافقت و ماسمي مفاوضات جنيف و ما نتج عنها من اتفاق  .

 

الإتفاق يؤشر بداية مرحلة جديدة للعرب معطياتها :

 

أ ـ احتلال ايراني للعراق ، تواجد ايراني مسير في كل من سوريا و لبنان ، تواجد ايراني مفعل في كل من اليمن عسكريا و البحرين شعبيا ، دون اعتبار الجزر الثلاث .

 

 ب ـ تحالف معلن ايراني ــ أمريكا يتجاوز ما كان سائدا أيام الشاه و يحضي بالرضاء من مجموعة الثمانية لا فقط في حدود الرضاء لا بل الحماية أيضا .

 

 ج ـ فلسطين و قضيتها المنسية بارادة عربية .

 

فماذا أنتم يا عرب  فاعلون ؟

 

d.smiri@hotmail.fr

 





الاربعاء ١ صفر ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة