شبكة ذي قار
عـاجـل










صارت السرقة مهنتهم الرئيسة، فبعد أن سرقوا ثروات العراق وتاريخه يعكفون الآن على سرقة إنجازات المقاومة العراقية الباسلة التي طردت القوى الكونية التي احتلت العراق وجعلتها أضحوكة لشعوب العالم، وهم الآن في وارد ما يسمونه رسم خارطة طريق لخلاص العراق من محنته عبر مؤتمر في استنبول يومي 26 و27 تشرين الأول 2013، نفقاته مسدّدة سلفاً من دماء العراقيين ..


وجهوا دعوات إلى رموز عراقية ووجوه نظيفة، يؤسفني أن بعضها، بحسن نية أو غفلة أو جهل بما يراد منها أو لها تستعد للمشاركة في مؤتمر يلقي كلمة افتتاحه رمز كبير من رموز العملية السياسية التي تسير وكفاح الشعب في خطين متوازيين من المستحيل أن يلتقيا.


إذا قلتم لي إن هذا الرمز المقصود مطارد من أبناء العملية السياسية ويريد تخليص شعبه من محنته الكبرى وإنه ثاب إلى طريق الشعب وآب إلى طريق العراق ويريد أن يكفر عما سلف من جرائم اقترفها بحق العراقيين وأن الله يقبل التوب فلا ينبغي لنا نحن البشر أن نرفض توبة التائبين، فأنا أقرّ ما تقولون لكن بشرط مشروط وهو أن يعلن هذا الشخص أو غيره من مدعي التوب وعلى رؤوس الأشهاد براءته من العملية السياسية التي خطت سطورها أيد صهيونية وكتبت دستورها أيد صهيونية وفرضتها على شعبنا قوى محتلة غاشمة.


وآخر تصريح سمعته مباشرة من فم هذا الشخص الذي يريد أن يجير كفاح شعبنا ومقاومته الوطنية لصالحه وصالح أشقائه لقطاء العملية السياسية ليتربع بعد ذلك على عرش الزعامة العراقية المبنية من جماجم ملايين الشهداء والمشربة بدمائهم الطاهرة، وهو كان من الأسباب الرئيسة لإراقة هذه الدماء الطاهرة هو قوله: العملية السياسية لا غبار عليها لكن تطبيقها انطوى على أخطاء قاتلة!!


إن ذهاب رموز عراقية نقية نظيفة لم تتلوث إلى الآن إلى مؤتمر كهذا لهو مساعدة كبرى على سرقة كفاح شعبنا على مدى أكثر من عشر سنوات لصالح من استقوى بالأجنبي وغزا أرض العراق وكان من الساعين لنشر الطائفية والداعين إلى تقسيم شعبنا، وإذا استطاع هذا الشخص أن يحقق مأربه فسيجد العراقيون أنفسهم أمام مصداق مثلهم القائل : ( تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي ).


أيها الناس.. إن شعبكم يريد منكم فعلاً في خندقه لا في خندق أعدائه وصانعي محنته.. يريد منكم دعم مقاومته لا الوقوف حجر عثرة في طريقها ومساعدة اللصوص على سرقة إنجازاتها .. يريد منكم تحريره من الوجوه التي فرضها المحتل لا تكريسها، وهؤلاء وقد عرفتموهم منذ مدوا أيديهم وقذروها بمصافحة المحتل مجتمعون على باطلهم وإن ارتفعت أصواتهم بالخلاف فيما بينهم، فلماذا تتفرقون أنتم عن حقكم لصالح باطلهم؟!!


ان خارطة الطريق سبق ان رسمتها المقاومة العراقية الباسلة منذ انطلاقها في نيسان 2003 ولم تنتظر هذا الوقت كله ليأتي مدعو الوطنية لكي يرسموا تلك الخارطة.


ان خارطة الطريق مضمخة بدماء مئات الآلاف من الشهداء، ومن يرد الخلاص لشعبه فلينضم إليها لا أن يحاول سرقتها وسرقة ما حققته اعتصامات شعبنا وتظاهراته في طول البلاد وعرضها.


لقد رفضت الكثير من الرموز الوطنية المشاركة في هذا المؤتمر، والمأمول أن يراجع نفسه كل من وردته دعوة لحضور مؤتمر اسطنبول في 26 و27 من هذا الشهر فالتاريخ لن يرحم أحداً، وما دمتم قد صمدتم وصبرتم وكافحتم وجاهدتم هذه السنين كلها، وصمتم عن لقاء من عاون المحتل فأرجوكم أن لا تفطروا على جريّة.

 

 





الجمعة ١٣ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٨ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة