شبكة ذي قار
عـاجـل










موضوع ( الضربة العسكرية العقابية للنظام السوري ) حسب التهديد الاميركي رداً على  جريمة نظام ( بشار الاسد ) بضرب غوطتي ريف دمشق في 21 اب / اغسطس الماضي بالسلاح الكيمياوي! والذي اودى بحياة اكثر من 1400 سوري بينهم اطفال ونساء وشيوخ!..قد فقد الحماس والاهتمام والمتابعة نتيجة تراجع الرئيس الاميركي ( اوباما ) والتغّيروالتقلبات في الموقفين الاميركي والغربي ،وبالذات  بعد المبادرة الروسية التي طرحت، على هامش قمة الكبار التي عقدت في سان بطرسبيرغ مطلع ايلول/ سبتمبر الجاري، والتي تقضي بتخلي النظام السوري عن الترسانة الكيمياوية ، كبديل عن الرد العسكري، وموافقة سوريا الفورية عليها والتي اعلنها ( وليد المعلم ) وزير الخارجية ، وكانت الضربة العسكرية، قبل ان تتبخر ، قد حظيت باهتمام العالم وبشكل خاص المعنيين بالشأن العربي ومنطقة الشرق الاوسط ، وممن تناول الموضوع الكاتب والمفكر العربي ( محمد حسنين هيكل ) الذي ادلى بدلوه  بمقال نرى من الاهمية والفائدة مناقشة ما فيه من رؤية وطروحات رغم تسارع الاحداث والتراجع الاميركي عن الخيار العسكري او ،على الاقل ، التأجيل بانتظار ما ستسفر عنه المبادرة الروسية! نتيجة تردد وخوف وتخبط وتراجع الرئيس اوباما وانسحاب ذلك على الموقفين الاميركي والغربي !!؟. السيد هيكل في مقاله ، وبخلاف تأكيدات الرئيس اوباما في حينها من محدودية الضربة التأديبية والتي لن تستهدف نظام الاسد ، توقع ان يكون الرد العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة واسعاً لن ينتهي الاّ بتغييرخارطة المنطقة وربما النظام العالمي الحالي بقوله" .. ان هذه الضربة ستكون حرباً ليست محدودة ولا واسعة بل هي حرب تبدأ بضربات صاروخية وقذائف وتنتهي بما لايقل عن تغيّير الشرق الاوسط ان لم نقل النظام العالمي "؟!  وسماها { معركة الاحزاب الدول } ضد محور"سوريا ، ايران وحزب الله في لبنان" المدعوم من روسيا والصين ،ولم يستبعد استهداف الرئيس ( بشار الاسد ) شخصياً، ورسم هيكل سيناريو لهذه المعركة التي ،الى جانب الضربات الجوية وقصف البوارج من البحر، ستشن على سوريا من البر ايضاً ، وذلك بمشاركة 40 الف مسلح يدخلون من الاردن  وينتهون بدمشق ، ومثلهم من تركيا يتوجهون نحو حلب وادلب وربما اللاذقية وصولاً الى جبل العلويين ! وكذلك من لبنان حيث  توجد قوات مماثلة ، اما اسرائيل فستكرر، وبزخم، تجربة عام 2006 ضد حزب الله، ورآى ان هذه الحرب "ستتوسع لتشمل الاراضي الايرانية وحتى العراقية ، بل كل دول الخليج وببساطة كل دول الشرق الاوسط وربما في الكثيروليس بعيداً ان تكون حرباً عالمية ضروس" وتوسع في الشرح معتبراً ان اسرائيل مهددة، ودول الخليج ليست في مأمن لاسيما وان المناطق البحرية المقابلة لفلسطين ولبنان وصولاً الى اللاذقية تحوي  على كميات هائلة من النفط مما يثيرشهية الدول الرأسمالية ويدفعها الى ارسال المدمرات والبوارج والغواصات لاطلاق شرارة حرب كبرى ستدفع البشرية ثمناً باهضاً لها ؟! وهيكل هنا لم يأت بجديد فالعديد توقعوا ان تتسع الضربة لتشمل المنطقة اجمع ، ولكنه لم يفصح عن تصوره لتداعيات ذلك على ايران والعراق وحزب الله اللبناني المعنيين مباشرة بالوضع السوري لاصطفافهم ، طائفيا،الى جانب نظام الاسد!،

 

كما انه اغفل تثبيت حقيقة ما وراء تردد اوباما توجيه ضربة او شن حرب على سوريا والتي اكدها بنفسه والتي يذكرها الاميركان بمناسبة وغير مناسبة وهي"..انهم لايريدون تكرار تجربة العراق"! ألم تكن المقاومة العراقية الباسلة التي قصمت ظهر الاميركان ودفعتهم الى الانسحاب من العراق؟ لماذا يتم التأكيد على سبب ثانوي للتردد على انه كسب للوقت ، وتجاهل حقيقة يعترف بها الاميركان انفسهم، وهي هزيمتهم في العراق والتي لايريدون تكرارها على يد الجيش السوري وليس عناصر حزب الله ؟؟   والغرابة ان بشاعة المجزرة التي خلفتّها الضربة الكيمياوية التي ارتكبها النظام السوري ضد سكان غوطتي ريف دمشق والتي اودت بحياة اكثر من 1400 مواطن سوري بينهم اطفال ورضّع ونساء وشيوخ ، لم تهز السيد هيكل؟! بقدر دفاعه  عن نظام الاسد ومحاولة تبرأته من دماء مئات الالاف من ابناء سوريا بما فيهم ضحايا هذه المجزرة ؟! فسوريا اليوم، على حد قوله، ليست افغانستان طالبان وعراق صدام حسين، وانما هي "المحور والمقاومة وقلب التحالف الكبير ضد قوى الشر"ولا يعتبر هيكل.. ان الهجوم الكيمياوي،هوالسبب في توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الاسد وانما لانه" نظام كان يحّطم التواجد القوي للحركات التكفيرية والجماعات الارهابية المسلحة المسّيرة من امريكا ومحورها الشيطاني" زاعماً ان مصدرالسلاح الكيمياوي، تركيا والسعودية،وان المناوئين للنظام ( الجماعات الارهابية ) هم من استخدموه ورموا به ناحية القوات النظامية!وذلك بعد تهاوي قوات ( بندر ودمى اميركا ) !؟ نتيجة للصمود الاسطوري لمقاتلي حزب الله الذي منع سقوط حلب ومدن مهمة ومناطق استراتيجية فقدها نظام الاسد ، ويضيف هيكل " لولا وقوف الحلفاء الروسي والايراني وحزب الله اللبناني لكنّا اليوم نعيش بركات الشرق الاوسط الجديد المعدل عن نسخة غونزا ليزا رايس!" وهو هنا بالنسبة لجريمة الكيمياوي يتبنى رواية النظام السوري باتهام الطرف الاخر، وهي رواية واهنة اذ من المعروف ان لدى نظام الاسد مخزون كبير من السلاح الكيمياوي ، وان غاز ( السارين ) الذي استخدم ضد مواطني الغوطتين موجود لدى سوريا وحليفتها ايران ، وهو نفس الغاز الذي استخدمته ايران ضد القوات العراقية واهالي ( حلبجة ) في شمال العراق خلال حرب الثمان سنوات الايرانية ضد العراق 1980 ـ 1988 وألصقت التهمة بالعراق رغم ان الاميركان ومن خلال وسائل الاعلام الاميركية اعترفوا وقتها بعدم امتلاك العراق غاز السارين المستخدم، ووجوده لدى ايران وهي التي استخدمته على قرى حلبجة ظناً منها ان قوات عراقية متواجدة هناك!، ولانعلم متى كانت سوريا الاسد قلعة المقاومة وهي التي سلمت القنيطرة للاسرائيلين عندما كان ( حافظ الاسد ) وزيراً للدفاع عام 1967 وعندما اصبح رئيساً سّلم الجولان في حرب عام 1973 ولولا تدّخل الجيش العراقي لفقد دمشق ايضاً ،وطيلة اكثر من 4 عقود لم يحرك نظام الاسد ساكنا في تحرير مافقده ؟! فعن اية مقاومة يتحدث هيكل!!

 

واين هي الصخرة السورية التي تحطمت عليها الجماعات التكفيرية والارهابية؟! ألم تكن سوريا موطناً للارهابيين وبالذات القاعدة والتي تستخدمها اميركا لاغراضها في اكثر من بلد من بلدان المنطقة وبالذات ضد العراق لزيادة نار الطائفية التي يمارسها عملاؤهم في السلطة؟ ، ألم يكن النظام  السوري مشاركاً في التآمر على العراق منذ ستينات القرن العشرين وحتى احتلاله عام 2003 ؟ وانه ساهم في دعم سلطة الاحتلال في بغداد ويتحالف معها اليوم حيث تساهم ميليشيات ( ابو الفضل العباس ) و ( كتائب سيد الشهداء ) في قتل الشعب السوري ؟! وهل نسي السيد هيكل الموقف السوري الداعم لايران خميني في حربها ضدالشعب العراقي ؟ ثم ألم يكن هيكل قد اعترف في كتابه ( مدافع ايات الله ) الذي صدر عام 1981 ..بتأثير ثورة خميني على جيرانها وعلاقاتها بتلك الدول ؟ فلماذا هذا التغيير في الموقف اذ لم يشر الى الدور المعادي الخبيث الذي تقوم به ايران الملالي اليوم ضد العرب ووجودهم وما تعلنه من اطماع على حساب الامة العربية ، وما تفعله طهران وحرسها الثوري من بلابل ومشاكل من خلال اذرعتها ورعاياها وعملائها لزعزعة استقرار وأمن الوطن العربي وبالذات داخل دول الخليج العربي ، فضلاً عما تقوم به ومنذ الاحتلال من جرائم ضد العراقيين بدوافع فارسية حاقدة واطماع مفضوحة !؟ ولماذا لم يتطرق الى ما وراء اصطفاف ايران ( الطائفي ) ومعه السلطة في العراق وحزب الله اللبناني الى جانب نظام الاسد؟ والغرابة ان هيكل لم يكتف بالمبالغة في تفخيم دوروقوة حزب الله اللبناني ، وكأنه قوة التحدي الوحيدة على الساحة العربية ! بل انه يعتبر  ان الهدف من العدوان الاميركي ـ الغربي ليست سوريا ( قلب التحالف الكبير ضد محور الشر ! )  وانما المستهدف هو ..ّ" حزب الله العضد القوي الذي يستند عليه نظام الاسد ،والذي قلب الموازنة على الساحة لصالحه "فالهدف ، كما يرى هيكل ،ضرب هذه القوة لحرمان نظام اسد من العضد الذي يستند اليه ،لتكتمل خارطة السيطرة على المنطقة وشعوبها "!! والاكثر غرابة ان هيكل لايخفي اصطفافه مع نظام الاسد رغم بشاعة ما يفعله بشعبه ، ومع المحور او الحلف المضاد لاميركا والغرب المكون من  ( سوريا و ايران و حزب الله اللبناني ) والمدعوم من روسيا والصين! وكأنه تناسى كتاباته السابقة عن ثورات الربيع العربي في الاهرام المصرية وغيرها  والتي تحدث فيها عن.. شرق اوسط يعاد على طريقة ( سايس بيكو ) ووفق رسمة  ( غونزا ليزا رايس ) عام 2006؟!

 

والذي يتم فيه اقتسام ما اسماه بـ  "ارث المشروع القومي العربي " وذلك باغراق المنطقة في صراع اسلامي ـ اسلامي على اسس طائفية ،وكأن لم يكن لهذا الحلف،وبالذات نظام الملالي في ايران دوره المفضوح في تاجيج الصراع الطائفي تنفيذاً لمخطط التقسيم الجديد للمنطقة حسب ما اسماه هيكل بـ تقسيم" الموارد والمواقع " وذلك بعد تفتيت الدول العربية الى ودويلات هامشية ( لا تهش ولا تنش ) ! ان مقال السيد هيكل ليس فقط انه خال من اي جديد ، وربما يعكس حال الشيخوخة التي ربما انسته الكثير من المواقف  فجاء ت اراؤه الاساسية بخلاف الواقع وبالذات فيما يخص حزب الله اللبناني الذي فقد بريقه ومكانته عربياً وكونه حزباً مقاوماً للكيان الصهيوني بعد ان تكّشفت حقيقة ارتباطه بالنظام الايراني وتبعيته للولي الفقيه وتورطه طائفياً بالموضوع السوري ، فضلاً عن الانحياز الواضح الى جانب نظام الاسد والحلف المساند له وبالذات النظام الايراني ، وكأن ايران بعيدة عما يهرق من الدم العربي الطاهر في الشام والعراق ولبنان وبلاد العرب بشكل عام ؟! 

 

 





الثلاثاء ١٢ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٧ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. سامي سعدون نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة