شبكة ذي قار
عـاجـل










نعم وثلاثون مليون نعم ، وبعدد سكان امتنا العربية لا بل وحتى الإنسانية أقولها وبصراحة نعم : أليس من حق أصحاب الضمائر الحية أن تتذكر كل ما قاله الشهيد السعيد المجيد صدام حسين رحمه الله ؟ وأليس من حق كل من  أكل وشرب من مائدة النظام الوطني الشرعي أن يتذكر وبضمير حي تلك الكلمات العطرة التي خرجت من ضمير العراق والأمة الشهيد المجاهد السعيد صدام حسين رحمه الله ؟ وأليس من حق التاريخ أن يتباهى بما قاله الشهيد السعيد صدام حسين رحمه الله ؟ نعم من حق كل ضمير حي وكل من  أكل وشرب من مائدة النظام الوطني الشرعي وأقلام التاريخ النقية الطاهرة أن يتذكروا ما قاله الشهيد المجيد الخالد السعيد صدام حسين رحمه الله في الماضي البهي عندما قال رحمه الله  :

 

(( مع خطوط الفجر البهي، ومن شعاع الشمس التي أشرقت بعد غياب طويل، أبت قبله أن تولد من افقها، ومن أهداب العيون التي جرحها الدمع الهتون، على أحبة غابوا، ليشرقوا مع الشمس الجديدة، وأُفق أراده الرحمن أن يكون فسيحا، بولادة وحياة جديدة في سمائها طيور خضر، ومولود قوي أراده الله أن يكون باراً لأمته، تلك هي ثورتكم ومسيرتكم الغراء، ولد عراق جديد فيها، وزاد وعمّق أيمانه بعد المنازلة في ليلة 16-17/1/1991 الصفحة العسكرية الكبرى في أم المعارك الخالدة، عطر تلك الدماء السخية، والمعاناة، والصبر الجميل..

 

ولد العراق الجديد، همة ورؤية، وقلباً زاده التصميم على الارتقاء، وقهر الصعاب، ثباتا في محبته لأمته، وصلابة في مواجهة أعدائها، وعمق فيه أيمانه، الذي أثابه الله عليه، بعد أن عطر الموقف والراية بدماء سخية من أبنائه، قرباناً تقبّله الله عن الغفلة التي أصابت ولاة الأمور في بغداد، فوجد الأجنبي، بسنابك خيله، طريقه إليها، وغابت إشراقة عينيها عن أمتها والإنسانية، بعد أن اصطبغت مياه دجلة فيها بدماء غزيرة، إلى جانب حبر كتبها الباذخة بالعلم والمعرفة، حيث ألقيت فيها هناك عام 1258 للميلاد، عقاباً لتأريخ غابت عنه روحه، وحضارة غاب عنها أيمانها ونواطيرها، فنعقت فيها الغربان متجاسرة على عينيها اللتين كانت بهما الإنسانية ترى طريقها، لتنهض حضارياً، بعد أن كان لها دورها في تبصير من أبصروا ذلك وتقبلوه منها، كوسيلة لله إليهم، بعد أن آمنت واتقت.

 

ولد العراق الجديد على هذه الصورة، وولدت معه بندقيته، بديلاً عن السهم والرمح والسيف، ليكون مسلحاً، فلا تطمع فيه الغربان، وتتجاسر على نخله، وعيون أطفاله..

 

ولد عراق قوي مؤمن معافى، إلا أن الولادة، مثلما كل الولادات الأخرى التي سبقتهـا في أفق الإنسانية، وفي امتنا، لم تُلغ نعيق الغربان، وفحيح الأفاعي، ولم تلغ عبور التماسيح البعيدة بحار أهلها، لتعين هوام الأرض في هجمتهم على الشمس، أملاً خائباً منهم في أن يحجبوا ضياءها الذي أشرق من بغداد، ويهرقوا دماء أهلها في أمل خائب منهم أيضاً، تصورا معه أن تمنع الدماء الغزيرة الكريمة التي تسيل على ثرى بغداد، وثرى العراق، النبت والشجر من أن يخضّر عودهما، ويوردا، ويزهرا، ويرسلا مع الأريج لقاحاً، تستطيبه الفراشات، فتنقل مع أخبار الأيمان والهمة الجديدين، والندى والدمع لقاحاً إلى كل شجرة يبست أغصانها وأوراقها، أو امتنعت من أن تثمر، بعد أن انقطع الماء عن جذورها.. وبعد أن لم تثق بأن هنالك من يرعى الثمر وينطر النبت والشجر والبناء.. مع الولادة الجديدة، كان إبليس ورديفه: سحالي هذا الزمان، ينفخون النار على الجسد المعافى، ولكن، لأن ولادة بغداد من جديد صحيّة وصحيحة، وباركتها السماء بأمر ربها، ولأن نواطيرها يقبضون بأيديهم على بنادقهم التي بوركت مع صلاة الفجر في يوم الولادة، بعد أن استقر ما في صدورهم على يقين عظيم، في ليلة 16/17 كانون الثاني من عام 1991، وما بعد ذلك، بقيت بغداد باسم العراق تذود.. وتذود.. وتذود، ومعها كل صنديد غيور، وماجدة بهية، دفاعا عن أمر أراده الله لمولودهم الجديد ولم تلتو أرادتهم، فقهروا كل حشود الشر من أكثر من ثلاثين دولة، ومن كان معهم في الإسناد، حتى بلغ عدد من واجهه المجاهدون في جيش العراق ثمانية وعشرين جيشاً، وواجهت دولة العراق عدوان اثنتين وأربعين دولة ليلة 16/17 كانون الثاني، واستمرت المواجهة والمعركة مدة شهر ونصف الشهر بهذا الزخم، ومن بعد ذلك استمر الحصار والعدوان طيلة ثلاثة عشر عاماً حتى يومنا هذا.. ذاد العراقيون هكذا، في هذا اليوم وما بعده، وآخرون ذادوا بدورهم في ما زرعوا، وأقاموا البناء وعلّوه، حتى اختلطت مع الحقول، تلك الحدائق الغناء، وغطى الزرع ارض العراق مذكرا بما مضى حيث وصفت أرضه بأرض السواد لكثرة الزرع فيها، بعد أن غابت عن بغداد وريف العراق ومدنه، حتى بدت كأنها لم تكن من قبل إحدى مظاهر عافيتها، واختلطت مع شوامخ البناء، عزيزة مرئية، وسادت فيها شوامخ المنائر، وقبب وعلامات دور العبادة، ومع كل تكبيرة في ساحات الجهاد والوغى، يعلو التكبير في الجوامع، وتتعالى أصوات العبادة في أماكنها، كل على وفق دينه وطريقته، وصار الزائر يعرف انه في بغداد، حتى لو عصبت عيناه، في محاولة لكي لا يتعرف القادم على موقع قدميه على الخارطة.. وهل ثمة مكان أفضل من بغداد، يولد فيه التسامح الديني.. والمذهبي.. وأراء بناءة، إلى جانب، وفي اتجاه، كل ما هو بناء من أفكار أخرى..؟

 

أعادت الولادة الجديدة روح بغداد من جديد، ومع الولادة ولد موقف، وسيف، وقلم، وراية.. فبارك نداء (الله أكبر) الموقف والراية والسيف والقلم، وصارت الولادة التي نسجتها خيوط الفجر، وباركها الآذان فيه، ولادة عصية على كل غدار وطامع شرير.. إذ لا يليق ببغداد وبالولادة الجديدة، ولا يقبل الله والناس لها، إلا الحياة التي اختارها روادها لها، بعد أن استأذنوا في هذا ربهم الرحيم.. فخسئ الخاسئون في عدوانهم، وفي عدوانهم المستمر حتى يومنا هذا.. وسيخسأ كل من يحاول تسّور سورها، معتديا، متجاسرا، لئيما غاشما، وغادرا..

 

أليس هذا هو وصفكم وموقفكم، أيها العراقيون المؤمنون المجاهدون الغيارى، وأيتها الماجدة البهية؟ أم أن هناك من يتوهم، فيقول، بعد أن يدوس على حظه، أن صدام حسين يتحدث عن تمنياته، وليس عن وصف لحال يعيش وسطه، ويعرفه روحيا وعمليا بالشمول والتفاصيل؟.

 

 بلى، والله، إنه وصفكم، وموقفكم، بل واستحقاقكم في ثواب معاناتكم وتضحياتكم وصبركم، أيها النشامى والماجدات.. وأن غربان الشر وتماسيح الشر، ما زالت تضمر شراً، ولم تقطع التواصل مع آمالها الخائبة، رغم كل ما أصابها من جروح غائرة، وعار لا يمحوه الزمن، وأن السحالي التي نفخت النار على سيدنا إبراهيم، عليه السلام، على وفق روايات أهلها، ما زالت تلد، لتوكل لكل ولادة على وصفها مهمة أن تنفخ في النار، وفي ظنها أنها قادرة لتحرق رغماً عن إرادة الله، التي أرادها برداً وسلاماً..

 

فارفعوا، مع الراية العالية، سيوفكم وبنادقكم، أيها الأعزة، وذكّروا من يتوهم، لكي لا يتوهم بموقفكم في الزحف الأكبر، في يوم البيعة الكبرى، ومواقفكم الأخرى، وإذا ما توهم، لتكن بنادقكم له بالمرصاد، يسبقها، ويكون دليلها إشعاع ونور أيمانكم لتحفظوا به العيون، لأن غربانهم، إن توهمت، ولم تجد من يردعها، لا سمح الله، ستنقر العيون، وتأكل القلوب، وأدمغة وعقول الأيمان والفضيلة والإبداع، وانتخوا برايتكم، راية (الله أكبر).. فلا يصلح غيرها لنخوة تجعل الهمة تنهض، وتعطي الحمية معناها العميق..

 

قولوا: الله اكبر، أيها الإخوة والأبناء .. واستذكروا معاني هذا النداء العظيم على وفق عمق أيمانكم، لتردد صداه، مع قولكم ونخوتكم، كل المدن والأرياف.. في الجبال والسهول، بعد أن يساعد ماء دجلة والفرات، وماء الخليج في انتقال صوتكم، لا ليصل إلى كل أصيد أغر وماجدة بهية في عراق الأيمان والجهاد، فحسب، وإنما إلى كل غيور وماجدة في الأمة، وإلى كل منصف، وذي موقف شريف في الإنسانية.. وعندما، يكون مع الولادة، موقف، وهمة، وقلم، وسيف وراية، تؤدي الولادة دورها الصحيح في أمتنا، بإذن الله.. وعندما نقول أن التأريخ كأنه عقيدة، لو استذكره الوارثون بتأمل وتمعن ومسؤولية.. فلأن الصحيح يولد مع هذا ومنه، ويصير تأريخاً جديداً موصولاً، بعد أن يلد ولادة جديدة مع كل مجد وبناء، وإيمان عال هو قاعدته الأمينة، فيكون عقيدة عن ماض، ما زالت فيه شروط الولادة الصحيحة، عندما يتذكره أبناؤه بمسؤولية الحاضر، ويتطلعون باستحقاقهم إلى المستقبل..

 

وهكذا تمخض الماضي، فولد من رحم عقيدته مبادئ الروح الجديدة بثوب ولون جديد وطريق خاص.. وولدت، مع العقيدة الجديدة، سارية وقبضة قوية، فحملت نخوتنا ودليل أيماننا: الله اكبر، ليصمد أمام كل ريح عاتية بأذن الله ومحاولة شريرة )).

 

نعم

 (( الله اكبر.. الله اكبر ))

 

 





الجمعة ١ ذو القعــدة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٦ / أيلول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أبو علي الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة