شبكة ذي قار
عـاجـل










وبعد كل ما جرى في سوريا منذ أكثر من سنتين  , من قتل وتدمير واستباحة لكل المحرمات على يد المليشيات التي يقودها ربيب الدولة الصفوية بشار والذي أدخل كل سوريا بكل مقدراتها وشعبها و مؤسساتها العسكرية في أتون حرب تدميرية داخلية , قاد بها المؤسسة العسكرية في مواجهة شعب اعزل , و أدى هذا الاستهتار من قبل ربيب الدولة الصفوية إلى قتل الشعب و تحطيم الدولة السورية وتحطيم القيمة الأخلاقية والسيادية للجيش والذي من المفروض أنه موجود لحماية الشعب, وحمايو وصيانة المبادى و أدى إلى تدمير الدولة السورية بكل مقدراتها ومكوناتها , وقد دفعه بذلك انقياده المطلق و الأعمى لحكومة ملالي طهران , والتي استعملت سطوتها و قدرتها في تسيير كل شيء في سوريا , و جعلت منه ألعوبة بيديها , تسيره كيفما تشاء , خدمة لمصالحها ونفوذها ووجودها في المنطقة العربية , والمصلحة الكبرى والتي قامت بها الدولة الصفوية المارقة , على يد ربيبها بشار ومن خلال مليشيات الحرس الثوري ومليشيات حزب اللآت, هو تدمير سوريا بكل ما يمثله ذلك,  من تدمير شعبها وتدمير مقدراتها ومؤسساتها وتدمير جيشها العربي , خدمة لحليفتها الكبرى في المنطقة الدولة الصهيونية , فوجود للدولة السورية بدون هذه القيادة التابعة للدولة الصفوية التي حكمتها منذ 40 سنة , يعني احتمال قيام ووجود قيادة وطنية قومية عربية إسلامية حقيقية قد تشكل الخطر الأكبر على حليفهم الصهيوني في المنطقة , وبعد تدمير العراق و إحتلاله كان وجودهم في سوريا هو وجود دائم وثابت , فكل شيء كان يحدث في سوريا كان هو الامتداد والصدى الطبيعي لما يجري في قم وطهران , سواءا كان على الصعيد السياسي أو العسكري أو الاقتصادي , وبعد قيام الثورة كان مقرر لها منذ أول يوم ان تواجه بالحديد والنار , على ضوء ما قامت به الحكومة الصفوية في طهران من قمع للثورة الخضراء والتي قام بها الشعب الإيراني ضد الحكومة الصفوية, وبعد تعاظم خطر الثورة السورية على وجودهم ومصالحهم ونفوذهم ومخططهم بضم المنطقة العربية بالكامل لمشروعهم الصفوي و الخطر على حليفتهم الكبرى الكيان الصهيوني , قرروا زج الدولة بكل مقوماتها و مؤسساتها في مؤامرة قتل الشعب السوري وتدمير مقدراته , حتى وصلت الأحداث إلى ما وصلت إليه اليوم من مخطط لضرب أمريكا والغرب لسوريا وتدمير ما تبقى منها ,  لضمان الإجهاز على أي شي متبقي لم تطاله يد التدمير خلال الثورة السورية, و إن ما نستغربه اليوم هو الصحوة الغربية الأمريكية المفاجئة , ومن صحوة البعض من مَن يسمون أنفسهم عربا ً.

 

ونرى دموع التماسيح التي تذرف على استشهاد أكثر من 1200 عربي ,  بعد ما قامت مليشيات القتل الصفوية التابعة لحكومة ملالي طهران بقيادة بشار بقتلهم بغاز السارين ,  على نفس شاكلة جريمة قتل العراقيين التي قامت بها حكومة ملالي طهران الصفوية في حلبجة من قبل, فأين كان الغرب وأمريكا والعرب على مدى أكثر من سنتين وقد قتل أكثر من 150 ألف سوري عربي , وأين هم من المجازر المروعة التي حدثت في حماة وحمص وطرطوس والقتل الممنهج للشعب العربي السوري على مرأى ومسمع من العالم اجمع , فلم يحرك أحدا منهم ساكنا ً, واكتفوا بالإدانة والاستنكار,  فكيف صحوا من سباتهم ولماذا !!

 

لقد كان هدفهم الواضح منذ البداية , هو ترك سوريا للتدمير والانهيار , من خلال مخطط قذر تديره أمريكا و الصهيونية من جهة و الدولة الصفوية واطراف دولية معروفة من جهة أخرى , باستعمال ربيبهم الصفوي بشار الذي كان يدير الأزمة من خلال الرؤيا الصفوية و الخبرة الصفوية والإرادة الصفوية و المصلحة الصفوية , ولم يكن له سوى تطبيق أملاءاتهم و تدمير لسوريا الدولة , و العمل على تدمير الوجود والعمق العربي الذي تمثله سوريا في ما يخص معادلة المواجهة مع العدو الصهيوني , ولم يكن منه إلا إكمال المنهاج الصفوي الذي بدأ به أبوه المقبور حافظ من قبله في حلفه من الدولة الصفوية ومؤامرته على تدمير العراق , وتم تدمير سوريا وتدمير بنيتها التحتية والاقتصادية ولم يبقى هناك شيء يمكن أن يسمى بالدولة السورية , فليس هناك اليوم وجود للدولة او لمؤسساتها وتم تدمير أكثر من  90 بالمية منها , ومن يدير الأزمة هم كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني , ومن يقتل الشعب هم مليشيات القتل الثورية الإيرانية بمساعدة مليشيات حزب اللآت , أما الجيش العربي السوري فلقد ذهب إلى غير رجعة ,و انتهت قيمته الأخلاقية و القتالية , وقيمته ووجوده العربي و الإقليمي ,


و هذا هو الانجاز الأهم الذي قدمته الدولة الصفوية خدمة لحليفتها الكبرى الكيان الصهيوني, واليوم تأتي رأس الكفر أمريكا لتضع لمساتها النهائية للمسرحية القذرة التي أداروها على مدى زمن الثورة السورية , بالتعاون مع حليفتها الدولة الصفوية , و بعدما غيبوا العراق ودمروا كل ما يمثله  العراق من عمق عربي قوي وانهوا وجوده ,  و أدخلوا مصر في أتون ومشروع حرب أهلية ووضعوا جيشها طرفا ً في هذه  الحرب والتي لا يعلم احد على ماذا ستنتهي إحداثها إلا الله , ليتم تدمير سوريا بكل ما تمثله أيضا ً من عمق عربي قوي , لتُنفذ جولة أخرى من اللعبة القذرة في المنطقة , وبذلك ستكون عمليات القصف والتدخل المباشر هذه هي خطوة جديدة سيتم الانتهاء منها لتنفيذ المشروع الشرق أوسطي الجديد , والذي من خلاله سيعلنون الكيان الصهيوني الدولة الكبرى والأقوى بالمنطقة ويعلنونها السيد الأقوى بلا منازع .

 

 

 





الجمعة ٢٣ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة