تجعل الفوبيا من شيء أو العجز عن تحقيق أمر المرء تداهمه أحلام يقظة فيبدو كلامه للسامع مضحكاً وتصرفاته مثيرة للسخرية، فهو يحلم بالمستحيل ويجد نفسه في الحلم يقلد أسياده بنحو لا تستطيع معه منع نفسك من الضحك المتواصل.

مثال ذلك ما سربه وكلاء المحتل من خبر عبر موقع إخباري غير معروف يسمى "واحة الحرية"، حول تمكنهم من إلقاء القبض على السيد عزة الدوري المطلوب للمحتل والذي فشل المحتل بجميع ما يملكه من وسائل متطورة من القبض عليه.

يقول الخبر :
"أفاد مصدر مطلع، بأن قوة من مكافحة الإرهاب اعتقلت الأمين العام لحزب البعث المحظور عزة الدوري متنكرأ بزي نسائي بعملية امنية في مدينة الموصل.
وقال المصدر في حديث اعلامي إن “قوة من مكافحة الإرهاب نفذت، امس عملية امنية في مدينة الموصل، أسفرت عن اعتقال الأمين العام لحزب البعث المحظور عزة الدوري”.
وأضاف المصدر أن “العملية نفذت وفقاً لمعلومات استخبارية دقيقة”، مؤكدا ان الحكومة العراقية لا ترغب باعلان الخبر (اعتقال عزت الدوري) لاسباب لم يذكرها من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

يذكر أن وسائل إعلام عرضت، في (4 كانون الثاني 2013)، خطاباً متلفزاً لأمين عام حزب البعث العراقي المحظور عزة الدوري تحدث فيه عما يجري في العراق حالياً، مبدياً دعمه ودعم شعب العراق للمعتصمين في محافظتي الأنبار ونينوى، كما شن انتقادات لاذعة ضد الحكومة العراقية متهما إياها بتنفيذ ما وصفه “بمشروع صفوي فارسي” لتقسيم العراق.

من الناحية المهنية فإن هذا الخبر لا يمتلك مصداقية ولا أهمية فمصدره هو "مصدر مطلع" فمن هو هذا المصدر؟

كما أن الخبر يشي بأنه مبني على أكاذيب ففي أي منطقة من محافظة نينوى تم إلقاء القبض وما تفاصيل خبر بهذه الأهمية؟ من كان حاضراً الواقعة ومن تم إلقاء القبض عليه معه؟ هل جرت مقاومة من المقبوض عليه أم لا؟
ولمن أدلى هذا المصدر بهذا الحديث الإعلامي، وفي أي مكان؟

أين إجابات الأسئلة الستة في الخبر الذي لا يستقيم خبر من دونها؟

ثم هل تطورت حكومة الاحتلال إلى هذه الدرجة وبسرعة بحيث أصبحت لا تعلن عن المقبوض عليهم إلا قبل الانتخابات لتحقق مكسباً انتخابياً مثلما يجري في أمريكا مثلاً؟
وإذا أردت أن تفبرك خبراً فقل "مصدر مطلع"، و"امتنع عن ذكر اسمه"، و"لأسباب لم يذكرها من دون ذكر المزيد من التفاصيل".. الخ.