شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001 إزدادت البحوث والدراسات الغربية حول الإسلام وما يتصل به من أحزاب وحركات سياسية ودينية. ومن بين الذين أهتموا بهذا الشأن الصحفي الأمريكي ستيفن ج ميرلي. حيث ركز في جلّ كتاباته على "الإخوان المسلمين" في البلدان الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، ومدى صلتهم وفعاليتهم في تنامي التيار الإخواني العالمي. ومما كتبه في هذا الصدد بحثه الموسوم: "الإخوان المسلمون في أوروبا" 2008. وكذلك أصدر: "الإخوان المسلمون في الولايات المتحدة" 2009. علاوة على مقالات ودراسات أخرى. ومجمل غايته هو التنبيه والتأكيد على أن المجاميع الكثيرة الموزعة في شكل جمعيات ومنظمات وهيئات مستقلة تهدف الجوانب الثقافية والعلمية والإجتماعية والدينية، هي ليست أكثر من واجهات إخوانية في تيار عالمي له أبعاد سياسية مدروسة.


فرغم أن "إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" وفق ما جاء على موقعهم الرسمي بأن: "الإتحاد هو منظمة ثقافية، وجامعة إسلامية تنتظم فيها مئات من المنظمات، تتوزع على 28 قطراً أوربياً، يجمعها الإيمان بمنهج الوسطية والإعتدال، الذي يمثل سماحة الإسلام. وقد تأسس الإتحاد عام 1989 كنتيجة طبيعية لتطور العمل الإسلامي في أوربا، بغية تنظيمه وحمايته من التشرذم".


وكان تأسيس الإتحاد في بريطانيا، ومقر مكتبه في بناية تابعة إلى "المؤسسة الإسلامية" بقرية ماركفيلد التي تبعد 12 كم شمال غرب مدينة ليستر بإنكلترا. وإن "المؤسسة الإسلامية" معروفة بصلاتها مع "الإخوان المسلمين". وكذلك مع "الحزب الإسلامي الباكستاني" الذي هو "الجماعة الإسلامية" أيضاً.


إلا أن ميرلي في دراسته المعنونة: "إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" تشرين الأول/أكتوبر 2008، يرى إن تكوين هذا الإتحاد الشامل إلى 28 منظمة إسلامية أوروبية تضم أكثر من 1000 من المجاميع الصغيرة المنتشرة في "بلدان الإتحاد الأوروبي، وغير الإتحاد الأوروبي، مثل: كوسوفو، تركيا، مالديف، أوكرانيا، روسيا"1. بأنه تجمع أستقطابي عملاق في تأطير الإخوانية العالمية. حيث أن رؤوساء هذا الإتحاد كانوا إخوانيون أصلاً. أمثال: الدكتور أحمد الراوي سابقاً، وشكيب بن مخلوف حالياً.


فضلاً عن مساهمة هذا الإتحاد بإنشاء مراكز وروابط تابعة له؛ منها: "المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث" الذي تأسس في لندن عام 1997، كمبادرة من الإتحاد وبعض الأكاديميين المسلمين من أجل خدمة الحضور الإسلامي في البلدان الأوروبية؛ وكان الشيخ يوسف القرضاوي، أحد قادة الأخوان السابقين، له دور في هذا المضمار. وكذلك "منتدى الشباب المسلم الأوروبي" تأسس عام 1998. ثم "المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة"، وغيرها. علاوة على أن الإتحاد عضواً في "المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة" الذي تأسس في القاهرة عام 1988 ومقره الرئيسي فيها.


إن الحجة الأخرى التي يرتكز عليها ميرلي هي أن هذا الأتحاد لم يأتي من تلقاء تجمع إخواني آني. وإنما عبر رواسب إخوانية مهدت لإنبثاقه على صيغته التأسيسية الجارية. حيث كانت الإنطلاقة في عام 1984، عندما عمدت مجموعة من الطلبة الإخوانيين الدارسين في عدة جامعات وكليات إلى تأسيس "منظمات الطلبة الإسلاميين" في ثمانية بلدان أوروبية.


هذا ويتناول ميرلي الجوانب المالية والإعلامية والعلمية والثقافية التي تدخل ضمن نشاطات الإتحاد. فعدد الأعضاء الذين يناهزون 400 ألف عضواً، مع رأسمال يصل إلى 900 ألف باوند إسترليني (1.5 مليار دولار أمريكي) 40% منها ضمن إستثمارات عقارية في بريطانيا وألمانيا واليونان ورومانيا وغيرها. مما تجعل من هذا الإتحاد أن يتمتع بقوة مالية بالقدر الذي يحافظ على مستقبله، فإنه يساند الفعاليات والنشاطات المتنوعة. ومنها: "إتحاد المدارس العربية-الإسلامية الأوروبية" و"المجلس الأوروبي للأئمة المسلمين" و "المنتدى الأوروبي للمرأة المسلمة" وغيره. ولهذا الغرض كان تأسيس "الإستثمار الأوروبي" في 2004، بغية توفير الخدمات المالية والإستثمارية للإتحاد عبر مشاريع عديدة في أوروبا. وهذا التأسيس الأستثماري تعود بدايته إلى 1994، وتم تسجيله في بريطانيا عام 1996، كمنظمة "مستقلة لا سياسية ولا ربحية".2


ويشير ميرلي إلى أن بعض قادة "إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" يحاولون التملص عن صلة الإتحاد بالإستثمار الأوروبي، لكنها مماحكة لا أكثر. إذ أن أحمد الراوي كان رئيس الإستثمار الأوروبي لغاية 2006، وهو نفسه كان رئيس الإتحاد إلى 2007.


ومن واجهات الإتحاد أيضاً، "منظمات إتحاد الطلبة والشباب المسلمين" الذي تأسس في 1995. مقره الرئيسي في بروكسل، ويضم أعضاءاً من 40 بلداً مسلماً. وله دعم مالي من الأمم المتحدة، كونها منظمات ضد العنصرية. وكذلك دعم من الإتحاد الأوروبي كأحد المنظمات الشبابية.


أما رونالد ساندي، رئيس كرونوس الإستشارية عن عولمة الجهاد، فقد كتب عن "نفوذ الإخوان المسلمين في هولندا" ك1/ديسمبر 2007. قائلاً: أن المخابرات الهولندية قد توصلت إلى أن الدعوة المتطرفة التي يقودها الإسلاميين داخل هولندا، ناتجة عن أذرع إخوانية. ويصل التقرير إلى الإقرار: إن "الإخوان المسلمين هم المؤسسون الجُدد إلى ناشطية التطرف الإسلامي".3


ويشير ساندي إلى أن: "رابطة الجالية الإسلامية في هولندا" التي تأسست في ت2/نوفمبر 1996، هي منظمة منضوية في "إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا". كما وإنها مظلة رئيسة للعقيدة الإخوانية في أوروبا، رغم إدعاء رئيسها الحالي يحيى بويافا بأن المنظمة لا نشاط إخواني لها.


وبما أن ساندي عمل في وزارة الدفاع الهولندية والجهاز الأمني فيها كخبير في شؤون الأسلمة السياسية. لذا يبرز التقارير الأمنية التي ترصد النشاطات الإخوانية. فهو يسرد ما ذكرته المخابرات عن إن: "الإخوان المسلمين في هولندا، دون أدنى شك، عندهم الدعم المالي الخاص بهم. على سبيل المثال، إن إنشاء جامع الإسلام في نوتردام، الذي تحت الإنشاء الآن، سيكون من أكبر الجوامع في البلاد. فإن تتمة تشيده مرتبط بأعضاء المنظمة في أوروبا بشكل عام". إلا أن ميرلي يؤكد على أن التمويل الإخواني يأتي أيضاً من بلدان الخليج العربي، لا سيما السعودية والإمارات.


عموماً يختم ساندي تقريره بالنص التالي: "بما أن الإخوان المسلمين مازالوا عرب الغالبية، فإنهم يجذبون أتباعاً كثيرين في هولندا. وإن تحديد عضوية الأعضاء يعد أمراً مستحيلاً، رغم قلة العضوية. إن عقيدة الإخوان المسلمين يمكن أن تنتشر بسهولة عبر كتابات قادة الإخوان المسلمين وتنظيراتهم، مثل: حسن البنا، سيد قطب، يوسف القرضاوي، وإنها متوفرة باللغة الهولندية وبأسعار مخفضة".4


هذا وينص الكاتب والصحفي الكندي، المقيم في بجين بالصين، إيان جونسون في كتابه: "واشنطن التاريخ السري مع الإخوان المسلمين" 2011. بأنه منذ خمسينيات القرن الماضي تمتلك الولايات المتحدة صلات سرية مع الإخوان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بحسب القضايا المتعلقة بمحاربة الشيوعية، أو المسلمين في أوروبا. ورغم ذلك "فإذا نظرنا إلى ذلك التاريخ السري سنجد نماذج متشابه. حيث في كل مرة يقر رؤوساء الولايات المتحدة بأن الإخوان مفيدون، وإن سحبهم إلى جانب الأهداف الأمريكية مفيد أيضاً. وفي كل مرة، ربما ليس بالمفاجأة، أن نجد بكل وضوح إن الجهة الوحيدة المستفيدة هم الإخوان".5


ويثير جونسون هذا السؤال: "كيف للأمريكيين أن يدركوا ذلك التاريخ السري؟". وحسب تصوره أن الجواب يأتي "ممزوجاً بين رغبة التفكير بالإقرار، والإستحواذ الوطني تجاه السرية التي كفًنت حكومات الولايات المتحدة بتعاملات واسعة مع الإخوان".6


ويتناول جونسون موقفاً آخراً في كتابه، حيث يقول: "بعد أحداث 11/9 بدأت الولايات المتحدة تتعقب الكثير من أعضاء الإخوان كونهم داعمين للإرهاب. إلا أن في الدورة الرئاسية الثانية إلى جورج بوش، بدأ يخسر حروبه في العالم الإسلامي. وأخذ يواجه الأقليات المسلمة في ألمانيا وفرنسا وبقية البلدان الأوروبية، حيث كان الإخوان قد رسخوا حضورهم المؤثر. لذلك فقد غيرت الولايات المتحدة موقفها بشكل هادىء".7


وفي توضيح إلى ميرلي يتطرق قائلاً: "لكي نفهم تماماً التطور التنظيمي لإخوان المسلمين في الولايات المتحدة، فمن الضروري أولاً النظر في التاريخ المبكر للإخوان في أوروبا. حيث فيه أفراداً لعبوا أدواراً مهمة في هذا التاريخ، ولقد أستمرت لتأخذ حيزاً في تطور الإخوان في الولايات المتحدة. إذ في تقرير إلى صحيفة ’وول ستريت‘ تصف فيه حياة سعيد رمضان، زوج أبنة مؤسس الإخوان المسلمين حسن البنا، حيث هو وآخرين كثيرين من الإخوان المسلمين الذين هربوا من مصر بعد محاولة الإغتيال الفاشلة للزعيم المصري جمال عبد الناصر في 1954. وفي 1958 بعد توقفات في سوريا، لبنان، الأردن، باكستان، إستقر رمضان في ألمانيا وجنيف. وفي 1960 أخذ زمام المهمة في بناء الجامع في ميونخ، حيث كانت بناية الجامع الجديد في تلك المدينة. والشخص المهم الآخر الذي تولى مهمة بناء الجامع هو غالي علي همت".8


وعلى سبيل الذكر لا الحصر، من بعض المنظمات الإخوانية الناشطة في الولايات المتحدة الأمريكية هي: "جمعية الطلبة المسلمين". "الجمعية الإسلامية في شمال أمريكا". "المؤسسة الدولية للفكر الإسلامي". "مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية". "جمعية الأمريكي المسلم". "مجلس الفقه في أمريكا الشمالية". وغيرها.


وفي هذا السياق يشير ساندي في فقرة "نشاطات الإخوان المسلمين الدولية" مؤكداً على أنه "من الصعوبة دوماً أن تصف بشكل دقيق إلى إخوانية المسلمين الدولية المتمثلة في (تنظيم الدعوة). وفقاً إلى الدليل العام المصري للإخوان المسلمين، الذين يرأسون التنظيم الدولي أيضاً، إن مجلس الشورى الذي يتألف من أعضاء قادة الإخوان المسلمين على نطاق عالمي، هو الوريث الشرعي لتنظيم الدعوة الذي تم حلّه رسمياً في 2004".9
ويذهب جونسون في كتابه الآخر: "جامع في ميونخ: النازيون والمخابرات المركزية الأمريكية وصعود الإخوان المسلمين في الغرب" 2011. حيث يسرد فيه تنسيقاً جديداً لمجموعة من الوثائق والمقابلات. حيث يربط بين الحقبة الماضية ومألآتها في الحقبة الحالية. ففي السابق كان القادة الإسلاميين المنتشرين حول العالم، ومنهم أعضاء الإخوان المسلمين. وبما أن رجال المخابرات المركزية الأمريكية متلهفون لقتال الشيوعية بسلاح جديد هو الإسلام. إلا أن هذا السلاح عبر المتطرفين الإسلاميين في حرب أفغانستان قد إنقلب ضد أمريكا خصوصاً والغرب عموماً. وحسب تصوره: "كان خطأً مازلنا ندفع ثمنه مع الإسلاميين حتى اليوم".10


ويعتقد جونسون إن المشكلة لا تنحصر بوقت الدعم الأمريكي للإسلاميين ضد القوات الشيوعية بأفغانستان، بل تعود إلى أيام "الحرب الباردة". عندما بدأ توظيف فكرة أن المسلمين في الإتحاد السوفيتي، كان لهم دوراً في دحر الألمان في الحرب العالمية الثانية، كأداة في ماكنة الدعاية ضد الإتحاد السوفيتي.


إستنتاج

إذا كان جذور الجناح السياسي للإخوان في العالم الغربي يعود إلى العقد الخامس من القرن العشرين. ويعتبر سعيد رمضان (1926-1995) من أوائل المؤسسين إلى "الجمعية الإسلامية" في ألمانيا. وكذلك "رابطة العالم الإسلامي"، والعمل الإسلامي بأوروبا بشكل عام. إلا أن ثقل الإخوان دولياً بالقدر الذي يعتمد على مدى تعاونهم الخاص أو السري مع بعض الدوائر الغربية، فإنه يعتمد أيضاً على سرية هياكلهم التنظيمية المتشعبة في واجهات إسلامية عديدة. ورغم أن هذه السرية التنظيمية قد صقلتها ظلمة عقود الزمن المتوالية، وعقدة التآمر والمنفى، لكنها بقت تربك القيادة الإخوانية عند مواجهتهم لضياء الواقع.


بمعنى آخر، أن تطور الحراك الإخواني الذي أصبح له تياراً عالمياً، فإن ما يدعون إليه من الحفاظ على الوجود الإسلامي في العالم الغربي من ناحية. والتعريف بالإسلام المعتدل والسمح من ناحية أخرى. فإن ذلك يأتي وفقاً إلى رؤيتهم وتنظيرهم دون سواهم. وبما إن الإسلام أكبر من أن يُحصر في حركة أو حزب أو جماعة، لذا فإن شعار "الإسلام هو الحل" الذي يرفعه الإخوان، لا يجوز أن يتوقف على عقيدتهم وحدهم. بل ولا يجوز أن ننظر إلى الحياة والمجتمع والعالم من زاوية دينية بحتة. ألم يقول رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم "أنتم أعلمُ بشؤونِ دنياكم". والدنيا ميزتها التنوع في كل شيء من البشر إلى الحجر، ومن الأديان إلى الأوطان.


وإذا كنا نتفق مع بعض النقاط التي طرحها ميرلي وساندي وجونسون، بأن العولمة الإخوانية تتجه إلى بناء منظومة كبرى تملي بها آرائها وتصوراتها على الآخرين. وربما تصل إلى درجة تفرض ما تريده على أرض الواقع. إلا أننا لا نميل إلى تأييد كل ما يذهبون إليه. حيث أن ستانلي كان بالمخابرات الهولندية. وإن تقارير ميرلي التحليلية والتحقيقية تأخذ بجديها وكالة المخابرات الأمريكية، وهو وكذلك جونسون كانا يعملان في صحيفة "وول ستريت". وبالتالي يكفي أن نعرف بوصلة إتجاههما إلى أي مصب تنتهي.


أن الرؤية الغربية للعولمية الإخوانية التي تخشى من إستفحالها العقيدي والمالي والثقافي في مجابهة الحركات التبشيرية، والسطوة الصهيونية، وتغذية التطرف والعدائية للغير. ولذلك كان منع الداعية وجدي غنيم من دخول سويسرا، ثم خروجه من أمريكا، لأنه يساعد "حركة حماس" ويؤيد العمليات الإستشهادية ضد الإسرائليين. مع أن "إتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا" عضواً في جمعية ليانسون الكاثوليكية-الإسلامية التي تأسست في 1995.


نعم إن المشاريع المستقبلية للإخوانية العالمية تقلق الرؤية الغربية. حيث يجري فيها إعداد الأعضاء الذين يترأسون المؤسسات والجمعيات المرتبطة بالإخوان. وفي تطوير عمل المرأة في عضوية تلك المؤسسات وغيرها. علاوة على الإهتمام بملف التعريف بالدين الإسلامي، والمشاركة السياسية داخل البلدان الأوروبية. فضلاً عن نبذ الإرهاب، وإصدار قرارات ضده، كما في أحداث 11/9. ناهيك بالكلام عن الوضع المالي، والإستثماري.


فما تتمتع به الإخوانية العالمية اليوم من قوة مالية تعود إلى ما بدأه يوسف ندا وسعيد رمضان وغالب همت في تأسيس مصرف "التقوى" عام 1988. ومن بين المساهمين في هذا المصرف يوسف القرضاوي مع خمسة من أفراد عائلته. ومقره في جزر البهاما كملاذ ضريبي آمن. ويعمل البنك بنظام الحوالات، ونظام الحسابات المقابلة. في الأولى يوفر الحماية للموكلين من الملاحقات القضائية. والثانية يمكنه من الوصول إلى بقية المصارف الأوربية والأمريكية، والسماح بتحريك كميات كبيرة من المال بعيداً عن خطر الإكتشاف.


وإذا كتب ميرلي في تقريره الموسوم: "تركيا، عالمية الإخوان المسلمين وأسطول غزة" 2011. أشار فيه إلى أن: "فوز حماس في الإنتخابات الفلسطينية عام 2006. وتعزيز حزب العدالة والتنمية المسيطر على نظام الحُكم في تركيا بقيادة رئيس الوزراء طيب رجب أردوغان، فقد أصبحت أسطنبول مركز النشاطات لعالمية الإخوان المسلمين. ومن ضمنها مسعى المشروع العالمي في تقويض الدعم الدولي إلى إسرائيل".11


فإن ميرلي يعكس مخاوفه على مستقبل إسرائيل كياناً ودولةً. ولكن عندما نعلم إن مؤسسي مصرف "التقوى" الثلاث: ندا ورمضان وهمت، قد إنضم إليهم لاحقاً في سويسرا ثلاثة آخرين لعبوا دوراً كبيراً في نمو وبناء المصرف. وهم: أحمد أدريس نصر الله، وأحمد هوبر، وفرانسوا جينود. والأخير مصرفي يهودي متورط بعملية "الأوديسا" في إختفاء الملايين من الدولارات في حسابات سويسرية. وكان أيضاً المدير المالي إلى أمين الحسيني، مفتى القدس سابقاً. فكيف نفهم خشية ميرلي من قادة الإخوانية العالمية؟


وإذا كان تقرير ميرلي قبل سنتين. فإن المتغيرات التي حدثت في تصحيح مسار الثورة بمصر في 30-6-2013. وعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز، وإتجاه الإخوان المسلمين إلى إعتصامات بميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، إنتهت بمواجهات دموية في14-8-2013. وإن ردود أفعالها الإخوانية بالتصادم مع قوات الجيش والشرطة ما زالت مستمرة في عدة مناطق مصرية. ولقد راح ضحيتها مئات القتلى وآلاف الجرحى حتى كتابة هذه السطور. وهنا لا يسعنا إلا أن نعيد ما قاله جونسون في مقابلة له مع صحيفة " الوطن" المنشورة في 7-2-2013. حيث يشير إلى أن: "الإخوان جماعة عاشت تحت الأرض لفترة طويلة، ما جعلها تتبنى توجهات غير صحية، مثل السرية والإغراق في نظرية المؤامرة، ولست واثقاً إذا كانت جماعة بهذا الشكل هي الأفضل لحكم مصر. الإخوان مثل جماعات ثورية كثيرة كان لها دور تاريخي في مصر لكنها ليست مناسبة لإدارة شئون البلاد، وربما تستحق منا التكريم والثناء عليها، ومطالبتها بأدب أن تحل نفسها بنفسها!".




المصادر:

1- Steven Merley: ‘The Federation of Islamic Organization in Europe’, The NEFA Foundation, 2008, p. 6.
2- Ibid., p. 8.
3- Ronald Sandee: ‘The Influence of the Muslim Brotherhood in the Netherlands’, The NEFA Foundation, 2007, p. 2.
4- Ibid., p.11.
5- Ian Johnson: ‘Washington’s Secret History with the Muslim Brotherhood’, The New York Review of Books, February, 2001.
6- Ibidem.
7- Ibidem.
8- Merley: ‘The Muslim Brotherhood in the Untied States’, Hudson Institute, Washington, Series No 2, Paper No 3, 2009, p. 3.
9- ‘The Influence of the Muslim Brotherhood in the Netherlands’, P. 8.
10- Ian Johnson: ‘A Mosque in Munich: Nazis, the CIA, and the Rise of the Muslim Brotherhood’, Mariner Books, 2011.
11- Merley: ‘Turkey, the Global Muslim Brotherhood, and the Gaza Flotilla’, the Jerusalem Center for Public Affairs, Jerusalem, 2001, p. 18.

 

 

 





الاثنين ١٢ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. عماد الدين الجبوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة