شبكة ذي قار
عـاجـل










تروم حكومة ايران الصفوية عن طريق عملائها في بغداد لأستصدار قانون تجريم البعث ليكون الغطاء القانوني لعمليات المحتل الأيراني المستمرة في قتل العراقيين وتهجيرهم من مكان الى آخر في بلدهم العراق. ويمثل هذا القانون ايضا المحاولة الأخيرة للحكومة العميلة للتغطية على جرائم المحتل الأيراني وحكومته في بغداد. وكذلك لمزيد من التعمية على فضائح هذه الحكومة التي ازكمت الأنوف والتي وضعت العراق ضمن اول عشرة دول فاسدة في العالم، بل حولت هذه الحكومة العميلة العراق في غضون عشرة سنوات الى دولة فاشلة ليست بمقاييس دولية نموذجية او ضمن مقاييس الأمم المتحدة المعروفة فحسب، بل حتى على وفق مقاييس دول العالم الثالث التي تعاني ذاتها من الفشل الأداري والسياسي والأقتصادي.


كل العراقيين اليوم متهمون جاهزون ومحتملون وفق هذا القانون الفاشي الخبيث، اذ يعيش المواطن العراقي اليوم في ظل قضاء يتخذ القرار ويحكم وفق شهادات المخبر السري واجهزة أمن تعتقل عشوائياً وقصدياً اي عراقي ومن دون إذن قضائي، وسجون سرية وعلنية لا تخضع لأية سلطة قانونية، وسلطة تشريعية نائم بعضها وبعضها الآخر متواطئ ومشارك في مؤامرة قتل وتهجير العراقيين. قانون التجريم هذا يراد له ان يكون المقصلة التي يشنق فيها العراقي، اي عراقي، وبتهمة واحدة فقط وهي الوطنية. فأن تكون وطنيا فأنك ستكون حتما هدفا للقانون الجديد، ان تنتقد المجرمين والسارقين ستكون بعثيا قابلا للتجريم اي القتل. وبصدور القانون لن تحتاج حكومة العملاء الى تبرير لقتل اي عراقي ولن يحتاج لدليل على بعثية اي عراقي، فعلى وفق القانون الجديد "كل العراقيين بعثيون". بعثيون، اي انهم مشروع قتل وتنكيل من قبل ميليشيات الصفوية الجديدة. تعترف هذه الحكومة العميلة اليوم من خلال هذا القانون ومن خلال اتهام البعث باي عمل يعرقل سرقتهم واجرامهم بفعالية وحقيقة هذه المقولة التي عرفها العراقيون وعاشوا معها اكثر من ثلاثة عقود خلال حكم حزب البعث العربي الاشتراكي للعراق وامتداد فكره لكل اجزاء الأمة العربية.


إذ تصدرت هذه المقولة المشهد في ثمانينيات القرن السابق عندما قالها الرئيس الشهيد باذن الله صدام حسين في معرض استشهاده بوطنية العراقيين جميعا، فقال "كل العراقيين بعثيون وان لم ينتموا"، وكان يريد رحمه الله ان يقول ان العراقي لدينا بعثيا كان او لم يكن هو عراقي يؤمن بعراق حر قوي يكون ركيزة لأمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج.


وتفيد هذه المقولة ايضا الى ان العراقي غير المتحزب كالبعثي في حصاناته، فقد قال الشهيد باذن الله يوما انه ينبغي للبعثي ان تكون لديه حصانة كحصانة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه، وقال في موقع آخر ان البعثي لديه حصانة الصحابة رضي الله عنهم. ولا يجزعن البعض من هذا القول حتى يَعرِفُ تفسيره، وتفسيره ان على البعثي المؤمن بمبادئ البعث ان يكون قويا وعزيزا ولا تأخذه في الحق لومة لائم كما هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ومنطق القول هو ان الصحابة كانوا محصنين بمبادئ الأسلام الحنيف والبعثي كذلك يؤمن بان العروبة قلب الأسلام ومادة نهضتها الأولى ويؤمن البعثي كذلك بأن حزب البعث العربي الأشتراكي حزب رسالي، يؤمن بأمة عربية واحدة حمّلَها الله تعالى فخر ما حَمِلَت الأمم وهي الرسالة الخالدة رسالة الأسلام وعقيدتها السماوية. ومن لم يؤمن بهذا فلن يكون بعثيا. ومن هنا جاءت توجهات الرئيس الشهيد بإذن الله منذ منتصف الثمانينيات والى اليوم الأخير قبل احتلال العاصمة بغداد في التاسع من نيسان من عام 2003، والتي توجها بحملته الأيمانية الشهيرة التي جعلته مثلا للرئيس المسلم العادل.


اراد الشهيد باذن الله ان يبين في هذه المقولة ان العراقي غير المتحزب كما هو البعثي مثالاً للتضحية والفداء على وفق مبادئ البعث. قالها الشهيد في وقت القادسية الثانية عندما كان العراقيون يقاتلون جنبا الى جنب من غير مسميات حزبية او قومية او طائفية او فئوية. كانوا يقاتلون عدوا واحدا في ارض واحدة، يأكلون من قصعة واحدة ويرتوون من مياه دجلة والفرات، ويلفون بنفس العلم اذا ما قُتِلُوا في سبيل الدفاع عن ارضهم وكرامتهم وعرضهم، ويدفنون في ارض العراق ويحيطهم نفس التراب الطاهر. في ذروة الوطنية تلك اراد الشهيد باذن الله ان يقول ليس لبعثي فضل على اي عراقي، وان العراقيين سواسية في ميزان الوطنية وان لا امتياز لعراقي على عراقي، بعثيا كان او لم يكن، في هذه المقولة ساوى الرئيس الشهيد بإذن الله بين العراقيين كلهم، فهم كما هم متساوون في واجباتهم بالدفاع عن ارض العراق فهم متساوون في حصاناتهم، وهم لذلك متساوون في امتيازاتهم ايضا. ومثلّت المقولة ايضا رسالة مهمة للبعثيين انذاك قبل غيرهم مفادها ان لا فضل لكم في مقاييس الوطنية على غيركم من العراقيين. ومن هنا فأن البعث على وفق هذا المفهوم والمعيار قد عرض نفسه على انه حزب الشعب بغض النظر عن الأنتماء التقليدي.


هكذا اذن فان مقولة "كل العراقيين بعثيون وان لم ينتموا" في فكر حزب البعث العربي الأشتراكي، تعني انهم اي العراقيين متساوون في واجباتهم وحقوقهم، وهي تعبر بحق عن فكرٍ جعل المواطن العراقي وسيلته وهدفه، وبالمقابل فان الفكر الاجتثاثي الأمريكي الصهيو - صفوي الذي جاء على قاطرة المحتل وقوانينه الجائرة التي حولت المجرم الى حاكم وحولت المواطن العراقي الى متهم مطارد بتهمة الوطنية فيكون كل العراقيين في نظرهم بعثيون ليقتلوا ويصلّبوا ويغتصبوا من اجل ان تتحقق احلام الصهيوينة وحكام ايران المتطرفة في ان يكون العراق دولة فاشلة تُسرَق وتُنهَب ويقتُّل ويشرُّد فيها المواطن العراقي فقط لكونه عراقي. وها هو المواطن العراقي يُقتل يوميا بالعشرات بل وبالمئات، يقتل في الشوارع والأزقة والأسواق، يُقتل العراقيون الأبرياء لا لشيئ الا لكونهم عراقيين وطنيين. يستذكر قاتلهم كل احقاد اجداده اليهود الصهاينة والمجوس حين يفخخ مقاهي العراقيين وبيوتهم وشوارعهم. ويريد فوق كل ذلك ان يستصدر قانون الحقد والأنتقام، قانون تجريم البعث ليكون خنجرا صفويا مسموما آخرا في خاصرة العراقيين. لكن هيهات فالعراقيون متيقضون لا يفوتهم ابداً خبث مخططات الصهيونية وعملائها من الصفويون الجدد. وهكذا نشهد الفشل الذريع لمحاولات الميليشيات الصفوية في بث روح الفرقة والطائفية بانفجار في هذا الطرف وقتل وتنكيل لذلك الطرف. يكتم العراقيون آلامهم اليوم على ابنائهم ويسخرون مما تروجه الحكومة بشأن مرجعية هذه التفجيرات ونسبها الى البعث او تنظيم القاعدة.


خسئت حكومة العملاء وخسئت كل محاولاتها في تجريم الوطنية العراقية، وسيظل العراقيون يحملون شارة وطنيتهم، صدر قانون تجريم البعث ام لم يصدر. وسيكون البعث اقوى وستنتصر كل القوى الوطنية. ويعود العراق قويا معززا بارادة العراقيين.


عاشت الأيادي التي اخذت الثأر من قوى الأحتلال ومرغت انف امريكا في التراب
عاشت كل قوى المقاومة العراقية البطلة الوطنية والقومية والأسلامية


تحية الى شهداء العز والكرامة شهداء مسيرة الحرية وفي مقدمتهم شهيد الحج الأكبر البطل المغوار صدام حسين رحمه الله تعالى


تحية الى البعثيين نخبة الأمة وسلاحها الفتاك ضد الطائفية والعرقية والتعصبية والفئوية وفي مقدمتهم رمز البعث وقائده الحكيم الرفيق الغالي عزت ابراهيم الأمين العام للحزب وكل رفاقه الأبطال المرابطين في ارض الجهاد في ارض العراق الأبي.


ملتقانا في ساحة الأحتفالات الكبرى ببغداد المنصورة باذن الله.

 

 

 





الثلاثاء ٢١ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣٠ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمود خالد المسافر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة