العالم أخرس أبكم وأعمى إزاء ما يحدث من قتل يومي في العراق ومنذ عشر سنين، ولكن حواسه كلها تستيقظ وتصحو إذا مسّ أحد إنساناً في أي مكان من كرتنا الأرضية.
كم من الدماء يجب أن تسيل من جسد العراق المثخن بالجراح؟
كم من الخسائر يجب أن يتكبد أكثر مما تكبد إلى الآن؟ وكم من الأنفس يجب أن تزهق؟
هل مخطط لشعب العراق أن ينقرض وللعراق أن يمحى من خارطة العالم؟
وإلى متى سيدوم صبر العراقيين على هذا القتل اليومي؟
أدرك تماماً أن ما جرى كله كان فعلاً، ونحن جميعاً ننتظر ردّ الفعل الذي يساويه في القوة ويعاكسه في الاتجاه.. فمتى ينفجر رد الفعل هذا ويغسل أرضنا من أدران المحتل وافرازاته؟
العالم أبكم أخرس أعمى فمن يعوّل على ضميره سيتلقى الصفعات والاهانات إلى أبد الآبدين ويكون من الخاسرين، ومن يأخذ حقه بيديه سيهابه العالم ويكون من الفائزين.
أعرف تمام المعرفة أن التضحيات مع إبداء أي رد فعل على أي فعل ستكون كبيرة، وربما باهضة، ولو كان رد فعلنا استمر بالقوة نفسها التي واجهنا بها الاحتلال في البداية لكانت خسائرنا، اليوم، أقلّ، فنحن نقف، الآن، على مشارف الثلاثة ملايين شهيد عراقي، وثلاثة ملايين رقم خفيف في اللسان ثقيل في الميزان.. إنه ثلاثة أضعاف جيشنا العراقي الذي هزم مشروع ولاية الفقيه وانتصر على ملالي إيران في حرب الثماني سنوات.
أقول لكم: هناك فعل مستمر نتكبد بسببه خسائر ثقيلة، وإذا لم نواجهه كشعب برد فعل أقوى سيتحدثون عنا بصيغة الماضي: "كان هناك شعب يعيش منذ فجر التاريخ على أرض الرافدين وكان يسمى الشعب العراقي وفي مستهل القرن الحادي والعشرين احتلت بلده أمريكا بمعاونة إيران ولم يبد ازاء ذلك مقاومة مناسبة فتمت ابادته وانقرض".
هل ننتظر حتى ننقرض أم نثور على قتل يومي الفاعل فيه مجهول على الدوام؟
يجب أن نثور فالمطلوب رأس كل ما يمت للعراق بصلة ..
ثوروا يرحمكم الله ولا تنتظروا السكين حتى تجز رقابكم .. ثوروا فحياتنا في الثورة، وموتنا في انتظار الموت على يد وكلاء الاحتلال.
ثوروا ولا تلتفتوا إلى المخذلين والمثبطين من اخوان الشياطين وشيوخ عشائر فقدوا رجولتهم ولا غيرة في رؤوسهم، ورجال دين لا يذكرون الله إلا عند المغانم .
